اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 07:15 ص

مواطنين أمريكان

القارئ أشرف الزهوى يكتب: جودة الحياة

الجمعة، 27 ديسمبر 2019 10:00 م

قامت منذ سنوات قليلة فى الولايات المتحدة الأمريكية كلية طب تخصصت فى أسلوب أو نمط الحياة الخاص بالمرضى، اعتمدت هذه المؤسسة العلمية على إحصائية دقيقة تقول إن نسبة لا تقل عن 80% من مرضى العلل المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكرى، يمكنهم الوقاية منها عبر توصيات ونصائح تعزز أتباعهم نمط حياة صحى، أطلق عليه العلماء زيادة جودة الحياة وتحسين نوعيتها.

إن الفكرة تعظم قاعدة تسمى العلاج بلا دواء، وأصدرت جمعية القلب الأمريكية بيانا اقترحت فيه على عمداء كلية الطب إطارا لدمج أهداف تعليمية وتدريبية تعزز من قدرات طلاب الطب ومهاراتهم فى ممارسة تقديم الرعاية الوقائية للمرضى عبر منهج متكامل لطب نمط الحياة، ويعتمد منهج طب نمط الحياة على عوامل متعددة، تبدأ بالنظام الغذائى الصحيح وممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين والتحكم فى الوزن فى إطار عام يهدف لمساعدة الناس على إيجاد هدف فى الحياة ومحاربة العزلة المسببة للأمراض.

الحياة بطبيعتها مليئة بالضغوط النفسية ونتعرض غالبا لمواقف تضغط أعصابنا بما ينعكس سلبا على وظائف أعضاء الجسم، وإذا راجعنا أسلوب تعاملنا مع البيئة المحيطة بنا سنكتشف العلاقة المطردة بين تغولنا على السلامة البيئية وتفشى أمراضنا، وبتجربة بسيطة مع أنفسنا سنتبين أهمية تحسين جودة حياتنا وأنماط العيش الصحيح، لاحظ حالتك المزاجية وانعكاسها على أحوالك الصحية فى فترة قضاء إجازة طويلة فى المصيف أو زيارة الأقارب أو أداء سفريات محببة إلى نفسك ستجد تحسنا فى مستوى الهضم وانضباط الضغط والسكر وحالة من السعادة والاسترخاء، ويمكن قياس ما سبق بأسلوب علمى ومقاييس طبية.

ثم طبق كل ما سبق عند عودتك إلى نمط الحياة الروتينية اليومى الذى لا يخلو من منغصات ومضايقات وتوترات ستجد مع استمرار الحياة اليومية تأثيرا سلبيا على وظائف أعضاء الجسد، ولو أنك أبليت فى عملك بلاء حسنا فأشاد بك رؤساؤك وأثنى عليك زملاؤك وانهالت عليك المكافآت فلا شك أن لذلك تأثيرا إيجابيا وصحيا، ولو حدث العكس وضاعت جهودك إدراج الرياح وسعى رؤساؤك فى العمل إلى تصيد أخطائك وتكليفك بما هو فوق طاقتك فسوف تصبح ضيفا على عيادات الأطباء، إذن جودة الحياة وجودة البيئة والنظرة المتفائلة والثقة بالنفس كلها عوامل تؤثر على حالتك النفسية والصحية لكافة أجهزة الجسم، وهناك عوامل تساعد على جودة الحياة أطلق عليها البعض.

(888) وتعنى أنه يجب أن ننعم بالخلود إلى النوم العميق الهادئ ليلا لمدة ثمان ساعات ويجب أن نعمل لمدة ثمان ساعات فى اليوم وأن نمنح أنفسنا ثمان ساعات للترويح والترفيه والأكل الصحى اللذيذ والتواصل الاجتماعى الممتع بل واللعب واللهو والتنعم بملذات الحياة فيما أحل الله ولا نترك لفترة من هذه الفترات الثلاث أن تطغى على مثيلاتها كل ذلك مع اليقين الكامل بأن كل شىء يحدث لا يكون إلا بقدر الله وأن الرضا بما كتب الله لنا هو منهاج حياة بشرط أن نأخذ بالأسباب وأن نعمل لها بعيدا عن الكسل أو الاتكالية.