اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:55 ص

الحب

القارئ عمرو رضا حسيب يكتب: مزاعم الحب والعقل

الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 06:00 م

قال أرسطو عن الحب، إنه تلك العلاقة اللا متناهية بين اثنين، فالحب الذي ينتهى لا يكون حباً حقيقياً وهو ما يراه سقراط شيئاً مقدساً ولا يمكن تفسيره بمعناه الواضح والصريح. أما أنا أرى أن الحب قائم على الاحترام والتفاهم المتبادل بين الطرفين، فعلى المرء أن يعرف حدوده وواجباته تجاه الطرف الآخر. موضوع اليوم خاص بشىء قد لاحظته بشكل كبير وهو المعارك الدائرة في الأنفس البشرية بين الحب أي القلب والتفكير المنطقي اي العقل. فدعوني أطرح هذا السؤال: هل الإنسان السوي المنطقي عليه أن يُفَكر بقلبه أيضاً ام فقط سيستسلِم إلى ما تربى عليه ونشأ فيه؟.

مجتمعنا الشرقي وضع ثوابت تُعَمم على جميع أفراده، ولكن نجد أن بعضاً من هذه الثوابت لا يُمكِن أن تتواجد بين الطرفين كمشكلة السن –مثلاً- فيُشتَرط في مجتمعنا هذا أن تكون الفتاة أقل عُمراً من الرجل. طبقاً للأبحاث العلمية وعلم النفس، المرأة أذكى من الرجل، ولذلك-طبقاً للعادات والتقاليد-لا يصلح للمرأة أن تتزوج رجل أصغر منها في العمر؛ قد يكون الطرفين في منتهى التفاهم وعلى قدر كبير من الاحترام ولكن ما يُعيق الأمر هو السن الرقمي الذي لا يعد –من وجهة نظرى- مقياساً للذكاء أو التجارب او الثقافة او حتى للخبرة في المواقف الحياتية. حتى أن درجات الذكاء نفسها تختلف من شخص إلى آخر. يا له من تفكيرٍ عقيم!  حتى أنني أرى بعض الإناث يرفضن ان يُكملوا حياتهم مع الطرف الآخر لهذا السبب!

هناك أُناسٌ من بني البشر يَشتَرٍطون على الرجل أن يكون مُحملاً بغنائم الحرب و1000 ناقة حمراء وذهب وياقوت وأن يعلنها ملكة على دولة أجنبية. أى تفكيرٍ هذا! أتظنون أنكم هكذا تضمنون لبناتكم حياة كريمة؟! أنتم فقط تبيعونها لمن يدفع الثمن الأكثر. فما ذنب أولئك الذين أرادوا أن يعيشوا بسلام وأن يُكَونوا أُسرة سعيدة رغبةً فيما أمر الله بهِ.

قال الدكتور مصطفى محمود-رحمة الله عليه- "الحب في كلمة واحدة ألا وهي التناسب، تناسب النفوس والطبائع قبل تناسب الأجسام والأعمار والثقافات." فالعمر أو الاحتياجات المادية ليست مقياساً للحياة الكريمة التي تحلم بها الفتاة أو حتى أهلها. قد يتوافر فيه تلك الصفات التى يحلمون بها ولكنهم يكتشفون فيه عيوباً تُفشِل حياتهم بشكل عام كالبُخل والطمع والأنانية.

عش حراً يابن آدم ولا تسير وراء معتقدات عقيمة تُجبرك أن تعيش حياة تعيسة وبائسة، وارضى بما قسمه الله لك ولا تحاول أن تفرض آرائك ومعتقداتك لأنك في النهاية ستعرف أنك الخاسر الوحيد. لأنك تعيش حياتك.