اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:03 م

غلاف الكتاب

قرأت لك.. "جهاديات داعش".. ما الذى يدفع نساء أوروبا للانضمام لتنظيمات إرهابية

كتب أحمد إبراهيم الشريف الأحد، 06 أكتوبر 2019 07:00 ص

سجلت السنوات التى عرفت صعود تنظيم داعش الإرهابى بين عامى (2014 – 2018) جذباً للعنصر النسائى لم يتوقعه كثيرون، حيث اعتمد على أسلوب جديد للدعوة الجهادية، واستند إلى خطابات لم تعرفها الجماعات المتطرفة المشابه له.

فى كتاب صدر حديثا بعنوان "جهاديات داعش: دراسات رصدية ونفسية وقانونية" صدر عن دار المسبار، يرصد الأسباب والعوامل التى دفعت نساء إلى الانخراط فى تنظيم داعش، مستهلاً مقارباته بدور الداعيات فى الإسلام السياسى والحركى ونشرهن للتطرف العنيف، ومستكملاً تحليلاته ضمن منهجية متعددة التخصصات، بهدف التعامل مع الظاهرة من زوايا مختلفة، تاريخية وإعلامية وخطابية ونفسية واجتماعية وقانونية وجندرية.

 


 

ويقول الكتاب: "لم يكن انضمام النساء إلى التنظيمات الإرهابية أمراً جديداً، فقد سبق لتنظيم القاعدة دعوتهن إلى الانضواء إليه، وبقى دورهن محصوراً فى الأنشطة الدعوية والأيديولوجية دون أى دور قتالى أو عسكرى، إلى حين دعوة أبى مصعب الزرقاوى النساء إلى الأعمال القتالية، وصولاً إلى العمليات الانتحارية التى زادت بعد عام 2006".

ويرى الكتاب أنه من المفارقات التى تحسب على "فقه الجهاديين الحركيين"، اختلافهم حول الأدوار المنوطة بالنساء، فبينما يتحفظ تنظيم القاعدة على أنشطتهن العسكرية، يظهر "سجال فقهى حركى" عند داعش يحفز المرأة على أداء مهام غير تقليدية؛ مع ملاحظة الدعوات النسائية من داخل التنظيم للالتحاق بالقتال العسكرى، ويزعم البعض أن حراكاً نسائياً احتجاجياً مماثلاً داخل القاعدة طالب بفاعلية أكبر للنساء فى الساحات القتالية.

والسؤال الذى يحاول الكتاب الإجابة عنه، ما الذى يدفع نساء حديثات أوروبيات وعربيات إلى تلبية نداء تنظيمات إرهابية متطرفة؟ وما السبل العلمية إلى فهم هذه الظاهرة الحديثة فى مجال دراسة التطرف العنيف؟ وهل يمكن اعتبارها خروجاً فجائياً وصادماً على الحداثة تحديداً فى الفضاء الأوروبى، حيث كان للأوروبيات دور ريادى فى التنظيم الإرهابى؟ لماذا تحاول نساء غربيات متعلمات يمكنهن الوصول إلى أنظمة تعليمية صحية متقدمة العودة إلى ماضٍ خرافى؟ من أجل الإجابة عن هذه الإشكاليات وغيرها، كرس الكتاب ثلاث دراسات تهدف إلى محاولة تفسير وتحليل انضمام النساء إلى داعش من الزاوية النفسية، مع التنويه بأن الخلاصات حملت تحليلات مختلفة دون أن تتباين أو تتعارض فى نتائجها.

اهتم الكتاب بالنساء واجتثاث التطرف فى أوروبا والدول العربية، ساعياً إلى الإضاءة على دور الدول والمنظمات المدنية فى التأهيل وإعادة إدماج النساء اللواتى انخرطن فى التنظيمات الإرهابية وتحديداً داعش، وركز على مجموعة من الحالات فى أطرها المختلفة، وتطرق إلى التجارب السابقة والمعوقات والإخفاقات الراهنة، على الرغم من تزايد الوعى بدور المرأة فى التطرف العنيف.

ويرى الكتاب أن انخراط الأوروبيات فى "داعش" شكل علامة فارقة فى تاريخ التنظيمات الإرهابية، وقد تعددت التفسيرات والتحليلات التى عملت على مقاربة وفهم الأسباب التى دفعت الكثيرات فى أوروبا للخروج من فضاء حداثى إلى فضاء ماضوى يروج لــ"يوتوبيا الدولة الإسلاموية".

وتطرق الكتاب إلى الأنشطة غير القتالية للنساء فى تنظيم داعش من الدعاية والتجنيد عبر منصات التواصل الاجتماعى، وتشكيل شرطة دينية نسائية تمارس الحسبة، إلى جانب أدوارهن فى تنشئة جيل مقاتل على مبادئ الدولة الإسلامية المزعومة.

وقدم الكتاب دراسة تحت عنوان "النسوية الجهادية: حدود المصطلح وإشكالياته" حاول فيها تحليل ونقد ما طرحه دارسون أمثال: عالم الاجتماع الإيرانى الفرنسى فرهاد خسروخاور الذى سعى إلى بناء "صورة الجهادية الفرنسية والغربية" اعتماداً على مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والنظريات التى صاغتها النسويات كالناشطية والتمكين والفاعلية الجهادية، التى هى محصلة التأثر بالنسوية فى مستوى قوة التصميم والإرادة والرغبة فى بناء الذات. فى نهاية الملاحظات النقدية يتبين أن المصطلح المتباين والناشئ حديثاً، أى "النسوية الجهادية"، أتى تعبيراً عن فئة من الجهاديات الأوروبيات، يمكن إدراجهن فى نشأة تيار "ما بعد النسوية"، وأقل ما يُقال عنه: إنه رجعى يتعارض مع الركائز التى قامت عليها التيارات النسوية. من بين الموضوعات التى درسها الكتاب صورة المرأة الجهادية فى وسائل الإعلام العربية والعالمية، إذ باتت قصص النساء الناشطات فى الجماعات المتطرفة التى شهدت طفرة فى سنوات الذروة لتنظيم داعش، حقلاً للتنافس الإعلامى العربى والغربى، الذى يستند فى القسم الأكبر منه إلى الصور النمطية وأشكال تمثلات الجندر.