اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:31 ص

صور.. أسرار جديدة عن "خبيئة العساسيف" فى الأقصر.. أول خبيئة لتوابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن الـ19.. تضم توابيت "آمون وخونسو".. ومنقوش عليها مناظر الآلهة حتحور والملك أمنحتب الأول

الأقصر – أحمد مرعى السبت، 19 أكتوبر 2019 08:00 م

"أول مجموعة توابيت كاملة تظهر بحالتها السليمة تماماً منذ القرن الـ19 بعمر يصل لـ3 آلاف سنة" إنه ملخص اكتشاف خبيئة العساسيف التي ظهرت بأيادي مصرية لرجال البعثة الآثرية المصرية التي تعمل في منطقة جبانة العساسيف وذراع أبوالنجا، تلك الخبيئة التي أحدثت ضجة عالمية وإبهار شديد لكافة الوفود الأجنبية التي حضرت المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح اليوم السبت، أمام معبد الملكة حتشبسوت علي بعد 200 متر من موقع اكتشاف الخبيئة كاملة.

 

ويرصد "اليوم السابع" فيما يلي التفاصيل الكاملة لتلك الخبيئة وكيف ظهرت أمام العمال ورجال الترميم من البعثة الآثرية المصرية، وأسباب تواجدها بهذا المشهد متراصة أعلي بعضها البعض علي عمق لايزيد عن متر واحد فقط بجبانة العساسيف غربي الأقصر:-

وزير الآثار: الإكتشاف كبير والتوابيت حفظت بأيادي كهنة الأسرة 22 لحمايتها من السرقات

في البداية يقول وزير الآثار، أنه فخور للغاية بهذا الإكتشاف العظيم، موضحاً أنه وصله إتصال هاتفي من رجال البعثة المصرية التي يقودها الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، بظهور تابوت تلو الآخر في منطقة جبانة العساسيف، وعلي الفور توجها للأقصر لمتابعة هذا الإكتشاف العظيم، ووجدوا أنه عبارة عن صفين من التوابيت محفوظة وكاملة ولم تمس من قبل، وتم البدء في إستخراجها واحد تلو الآخر حتي وصل عددها لـ30 تابوت كامل منها 5 توابيت لسيدات و3 توابيت لأطفال و22 تابوت لرجال.

وأضاف وزير الآثار في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا الاكتشاف بعد فضل الله يعود للتمويل الذي تقدمه كافة الجهات بمصر لوزارة الآثار لرفع أعداد البعثات التي تعمل في مختلف أنحاء مصر، مؤكداً علي أنه لأول مرة تعمل حوالي 50 بعثة مصرية في مختلف أنحاء مصر لمزيد من الإكتشافات بأيادي مصرية خالصة، قائلاً: "من كان يتوقع أن نكتشف توابيت مغلقة منذ القدم ولم تفتح من قبل، فمصر دولة رائدة ونشكر القدماء المصرية الذين بنوا حضارة مصرية عظيمة كل يوم تخرج لنا الجديد وتجعل العالم بأكمله يتحدث عن مصر يومياً بالإكتشافات التاريخية للقدماء المصرية بمختلف العصور والأسر".

وقال، أن تلك الخبيئة المستخرجة من "جبانة العساسيف" واحدة من أهم الإكتشافات في العصر الحديث، موضحاً أن تلك التوابيت المكتشفة من المرجح أنه قام أحد كبار الكهنة بجمعها من المقابر بمنطقة جبانة العساسيف ووضعها في مخزن لحفظها من السرقات في تلك الفترة، فجميع التوابيت تعود لعائلات الأسرة 22 من الأسر المصرية القديمة، وجميعها خرجت لرجال البعثة الآثرية المصرية في مستوي وعمق متر واحد من سطح الأرض، وهو الأسلوب المتبع لتخزين التوابيت في تلك العصور القديمة، وتسمي مخزن ذو بوابة حجرية، مشدداً علي أن ما أثير مؤخراً بعد الإعلان عن الإكتشاف بأنها تعود لفترة عام 67 وغيرها من الأفكار التي ظهرت، تبين أنها تخالف للحقيقة بالعودة لقيادات آثار القرنة والأقصر في تلك الفترة، والذين أكدوا عدم وجود مثل تلك التوابيت نهائياً، مناشداً الجميع بالحفاظ علي النجاحات التي تحققها الدولة المصرية في كافة المجالات وأهمها مجالي السياحة والآثار لتنشيط حركة السياحة خلال الموسم الشتوي الجديد.

وأكد وزير الآثار، أنه يتم حالياً الإعداد لإكتشاف فرعوني تاريخي جديد في الأيام المقبلة، ويجري التجهيز لقاعة متكاملة في المتحف المصري الكبير بإسم "خبيئة العساسيف" ليتم وضع كافة التوابيت المكتشة في العساسيف داخلها لتعرض أمام الجمهور من جميع أنحاء العالم، كما قدم الشكر لكافة الأثريين والمرممين والعمال الذين تعبوا وتحملوا الصعاب من أجل العمل الآثري، مؤكداً أنه فخور بعمله مع رجال الأثار بالأقصر حيث أن هذه أول خبيئة تكتشف بأيدي آثريين مصريين، وأكد أن ما تناثر من أقوال البعض عن التشكيك في هذا الكشف قبل الإعلان عنه أنه توابيت دفنت في عام 67 هي أقوال أقل من أن يلتفت إليها، وأنها لا تتعدى أن تكون ضمن الإشاعات المغرضة التي ليس لها اي أساس من الصحة أو الدليل، والهدف منها النيل لأي نجاح تحققه الوزارة ويلفت إنتباه العالم إلى مصر وحضارتها.

أمين الأعلي للآثار: الخبيئة تضم مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر

أما الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار ورئيس البعثة الآثرية المصرية، أن "خبيئة العساسيف"، والتي تضم مجموعة متميزة من 30 تابوت خشبي آدمي ملون لرجال وسيدات وأطفال، ظهرت في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة، وتم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، فخرجت توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوي الأول 18 تابوت و المستوي الثاني 12 تابوتاً - واصفاً إياها - بأنها أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن 19 و اليوم، وبعد أكثر من قرن من الزمان يضيف الأثريين المصريين خبيئة أخري جديدة بالأقصر.

ويضيف أمين الأعلي للآثار لـ"اليوم السابع"، أنه من أشهر الإكتشافات السابقة خبيئتان للمومياوات الملكية، وهما "خبيئة الدير البحري" التي تم الإعلان عنها عام 1881، وخبيئة آخري عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثانيKV35 عام 1898، وخبيئة باب الجُسس عام 1891 حيث تم العثور علي عشرات المومياوات لكهنة، موضحاً أن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ حوالي شهرين حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم إستكمالاً لأعمال الموسم السابق الذي بدأ في عام 2018، والتي أسفرت الكشف عن العديد من المقابر منها المدخل الأصلي لمقبرة TT 28 و مقبرتين لي "ثاو ار خت أف" و "ميري رع" من عصر الرعامسة، أما هذا الموسم الذي بدأ منذ شهرين تم العمل علي توسعه نطاق الحفائر لتشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي تم العمل به الموسم السابق.

 

وأوضح الدكتور مصطفي وزيري، أنه أثناء سير العمل تم الكشف عن خبيئة "العساسيف" والتي تضم 30 تابوت خشبي لكهنة و كاهنات و أطفال من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد منذ 3000 عام، حيث تضم الخبيئة  مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر  للآلهة  آمون وخونسو حيث بلغ عددها 30 تابوت من بينها 3 توابيت لأطفال، وتقع الخبيئة أعلي مقبرة TT28، وتتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت في توفير الدليل علي المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو في المراحل الأولي للتصنيع ومنها ما انتهي تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ماتم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الآخر فارغة بدون زخارف، وتمثل المناظر المنقوشة علي جوانب التوابيت موضوعات مختلفه تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة وكذلك مناظر من كتاب الموتي ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذي عبد في منطقه الدير البحري وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص ل speeches لآلهة مختلف.

 

وأكد الدكتور مصطفي وزيري رئيس البعثة الآثرية المصرية، أنه هذه الخبيئة شاهد علي فترة تاريخية لعدم الإستقرار، حيث انتشرت فيها سرقات المقابر وقبل بناء المقابر الضخمة، ولعب فيها التابوت دوراً هاماً كمقبرة للحفاظ علي الجسد، حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقاً علي حوائط المقابر لتجد مكانها علي جنبات التابوت، كما توضح تلك المناظر والنصوص الممثلة علي جوانب التوابيت إرتباط تلك الخبيئة بالمنطقة، حيث مثلت مناظر الآلهة حتحور والملك أمنحتب الأول، وجاء إختيار المكان أيضا لأسباب عديدة منها قدسية المكان، وأنه المكان الأمن في جبانة طيبة، في وقت لم تسلم فيه حتي مقابر الملوك من السرقة، أما فيما يخص طريقه الدفن في مجموعات فهي عادة معروفة سابقاً، حيث وجدت الخبيئة باب الجُسس لكنهة وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحد والعشرين بالقرب من معبد "الملكة حتشبسوت"، وإن اختلفت في عددها وجود توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم، فكلاهما يؤرخان لفترات تاريخية إنتشرت بها الدفنات الجماعية.

 

تاريخ جبانة العساسيف ودفن الأسر من الـ15 حتي الـ27 المصرية القديمة داخلها

وعن جبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ مفتش آثار بالأقصر وعضو البعثة الآثرية المصرية، أن "جبانة العساسيف" التي عثر داخل على الخبيئة الجديدة المكونة من توابيت ملونة بمشهد عالمي، هي عبارة عن جبانة للأسر المصرية القديمة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، في منطقة الخليج الجاف الذي يؤدي إلى الدير البحري وإلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تضم تلك المنطقة ما يزيد عن 400 مقبرة تم تصويرها وفهرستها، ويرمز في تصنيف تلك المقابر في المصطلحات الإنجليزي برقيم يبدأ دائما بالإختصار (TT)، ويوضع بعده رقم المقبرة والحرفين إختصار لكلمتي (Theban Tomb) أي مقبرة طيبية، وكانت توجد في تلك المقابر العشرات من القطع الفخارية والأقماع والماسكات الجنائزية التي كانت توضع على مدخل حرم المقبرة.

 

ويضيف صلاح الماسخ في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن جبانة العساسيف من المعروف أنها تضم مقابر من الأسرات (18 حتي 25 و26) والتي تغطي الفترة تقريباُ من 525 إلى 1550 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث، وعثر في هذه المنطقة على مر العصور علي عشرات المقابر التي تخص كبار رجال الدولة خلال عهد الأسرات، ومن أبرزها مقبرة "خيروف" الذي كان يحمل ألقاب عديدة منها (الأمير الوراثي - حامل ختم ملك الوجة البحري - السمير الوحيد - السمير العظيم الحب - مدير بيت الزوجة الملكية العظيمة تيي - المشرف على الخزانة - الحاجب الأول للملك - رئيس أسرار بيت الملك - القاضي الذي في مقدمة رجال البلاط - الحاكم الذي في مقدمة المواطنين) وغيرها من الألقاب، كما تم العثور في العساسيف علي مقبرة "با رن نفر" ساقي الملك وطاهر اليدين ومدير البيت من عهد الملك أمنحتب الرابع، وكذلك مقبرة "منتومحات" أقوى شخصية في عهد الأسرة 25 وعاش في عهود الملوك "طهرقة" و"تانوت آمون" وحتى السنة التاسعة من عهد الملك بسماتيك الأول.

ومن مقابر الأسرة 26 المكتشفة بجبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ، أنه تضم الجبانة مقابر أيضاً "ششنق" رئيس مديري بيت الأميرة "عنخس نفر إب رع"، ومقبرة "بدي آمون إبت" الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، و"إبي" مدير بيت المتعبدة الإلهية، و"حاروا" مدير بيت الزوجة الإلهية، و"باباسا" رئيس مدراء بيت المتعبدة الإلهية لآمون نيتوكريس الأولى، و"باسا" حاجب الإله مين والشعائري وعمدة طيبة، و"موت رديس" رئيس المرافقين (الخدم) للزوجة الإلهية، و"عنخ حور" عمدة ممفيس.

 

وكان قد شهدت محافظة الأقصر، وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية، مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل الإكتشاف الأهم بالعصر الحديث وهو "خبيئة العساسيف"، والتي تضم 30 تابوت آثري ملون وكاملة لم تفتح أو تمس من قبل، وتعود للأسرة 22 من الأسر الفرعونية القديمة، وذلك بحضور كل من الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الآثرية المصرية، والدكتور زاهي حواس ومحافظ الأقصر المستشار مصطفي ألهم، وعدد كبير من أعضاء البعثات الأجنبية العاملة في مختلف مناطق الأقصر الآثرية.