اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 03:44 م

هوارد شولتز ملياردير جديد يطرق أبواب البيت الأبيض

"هوارد شولتز" ملياردير جديد يطرق أبواب البيت الأبيض.. الرئيس التنفيذى السابق لستاربكس يرغب بتكرار تجربة الانتقال من عالم البيزنس للسلطة ويفكر فى منافسة ترامب.. ومخاوف ديمقراطية من تفتيت الأصوات حال ترشحه مستقلا

كتبت ريم عبد الحميد الأربعاء، 30 يناير 2019 05:30 م

عندما أعلن دونالد ترامب، الملياردير الأمريكى، فى عام 2015 ترشحه للرئاسة، لم يتوقع كثيرون أن يحظى بتأييد ليس للوصول للبيت الأبيض، ولكن للفوز بالأساس بترشيح حزبه الجمهورى لدخول سباق الانتخابات الرئاسية. لكن بعد عام واحد فقط، استطاع ترامب، القادم من خارج المؤسسة السياسية، أن يجلس داخل المكتب البيضاوى.

 

هذا النجاح المدهش لتجربة الانتقال من عالم الأعمال والبيزنس إلى السلطة، ربما كان سببا وراء إعلان هوارد شولتز، المدير التنفيذى السابق لشركة القهوة الأمريكية الشهيرة ستاربكس، تفكيره فى منافسة ترامب فى سباق البيت الأبيض 2020. حيث أشار شولتز فى مقابلة تليفزيونية مؤخرا إنه لو خاض السباق سيكون كمستقل وسطى، وأضاف: "نحن نعيش فى وقت هش، ليس فقط حقيقة أن هذا الرئيس، ترامب، ليس مؤهلا ليكون رئيسا، ولكن أيضا حقيقة أن كلا الحزبين، الديمقراطى والجمهورى، لا يقومان بما هو ضرورى نيابة عن الشعب الأمريكى  ويشتبكان كل يوم فى سياسات انتقامية".


هوارد شولتز

 

ورغم أن شولتز لم يعلن رسميا الترشح كمستقل فى الانتخابات الرئاسية، إلا أن تصريحاته تبدو كبالون لاختبار رد الفعل لمسألة ترشحه. وقد أكدت ردود الفعل الأولى أن مساعيه، فى حال استمر فيها، ستواجه طريقا صعبا. فبمجرد إعلان نيتهـ هاجم الديمقراطيون رجل الأعمال الأمريكى لأنهم اعتبروا أن ترشحه يهدد فرصهم فى إمكانية الإطاحة بترامب فى الانتخابات المقبلة.

 

وخلال إحدى الفعاليات التى تم تنظيمها فى نيويورك أمس، الاثنين، لإطلاق كتابه الجديد، وبمجرد أن بدأ حديث قاطعه أحد المحتجين قائلا: "لا تساعد فى انتخاب ترامب أيها الملياردير المغرور.. عد إلى  دافوس مع نحبة الملياردير الأخرى  الذين يعتقدون أنهم يعرفون كيف يديرون العالم".

 

كما أن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن الديمقراطيين، ولاسيما الليبراليين منهم، هددوا بمقاطعة ستاربكس لو قرر شولتز الترشح بالفعل. فرغم أنه لم يعد الرئيس التنفيذى للشركة إلا أنه يظل واحدا من أكبر المساهمين فيها.

 

ويعتقد الديمقراطيون أن شولتز سيشتت الأصوات المعارضة لترامب التى سيحتاجها المرشح الديمقراطى، ليلعب نفسه الدور الذى لعبه كل من روس بيروت ورالف نادر، المرشحين المستقلين فى انتخابات الرئاسة عامى 1992 و2000 ، على التوالى.

 

وكتبت نيرا تاندين، رئيسة مركز التقدم الأمريكى ومستشارة الحملة السابقة لكلا من باراك أوباما وهيلارى كليتون، تقول: "لو دخل السباق، سأبدأ بمقاطعة ستاربكس لأننى لن أعطى فلسا ينتهى إلى خزائن انتخاب رجل سيساعد ترامب على الفوز".

ورغم أن ترامب نفسه هاجم شولتز على تويتر بعد تصريحاته، وقال "إنه لا يملك الشجاعة للترشح للرئاسة، ففقد شاهدته فى برنامج 60 دقيقية ليلة أمس وأتفق معه فى أننا ليس الشخص الأكثر ذكاءً"، إلا أنه يشترك مع الديمقراطيين فى الاعتقاد بأنه يمكن أن يفتت الأصوات لصالحه.

 

حيث قال ترامب أمام حشد فى فندق ترامب نيويورك مساء أمس، الاثنين، وبحسب ما كتبت مراسلة البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز ماجى هابيرمان على تويتر، إنه كان يحاول أن يدفع هوادر شولتز لدخول السباق بتغريدته لأنه يعتقد أنه سيساعده.

 

لكن شولتز لا يرى الأمر كذلك، ويقول إنه لو كان الخيار بين ترامب ومرشح ليبرالى تقدمى من الديمقراطيين، سيقتلنى أن أرى ترامب يعاد انتخابه، وأعتقد أن هذا ما سيحدث، فى إشارة إلى اعتقاده بأن الديمقراطيين لن يستطيعوا التغلب على ترامب فى المعركة القادمة.

 

وكانت هناك معركة بين الرجلين الثريين منذ سنوات. فسبق أن هاجم ترامب ستارباكس خلال حملته  الانتخابيى عام 2015، بينا انتقد شولتز سياسات ترامب لسنوات. وستتضح خلال الأيام القادمة ما إذا كان شولتز سيمضى بالفعل فى محاولته الانتقال من عالم الأعمال والثروة إلى عالم السياسة المربك الملىء بالصدامات، التى ستكون بالتأكيد أكثر حدة لو كان خصمه الرئيسى فيها ترامب.

 

أما عن حياته، فعلى العكس من ترامب الذى ولد فى عائلة ثرية، فإن شولتز عانى الفقر فى سنوات عمره الأولى حتى أن التحاقه بالجامعة كان منحة لتفوقه الرياضى وكان أول أفراد أسرته التحاقا بها، وحصل على البكالوريوس فى الاتصالات من جامعة نورث ميتشيجان.. وعمل بعد تخرجه مديرا لعمليات البية بالتجوئة والتسويق فى ستاربكس عام 1982 قبل أن يؤسس شركته الخاصة للقهوة، لكنه عاد واشتركى ستارباكس وأصبح رئيسها التنفيذى. وفى عام 2000 استقال منه منصبه لكنه عاد إليه مرة أخرى فى عام 2008.