اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 01:36 م

قرية إمياي

فيديو وصور.. "إمياى" قلعة صناعة الأقفاص الجريد بالقليوبية.. المهنة يتوارثها الأبناء عن الأجداد وتفتح بيوت 5 آلاف أسرة.. العاملون يطالبون بنقابة وتأمينات تحميهم من الاندثار.. ويؤكدون: بنشتغل 12 ساعة بـ50 جنيهًا

القليوبية إبراهيم سالم الخميس، 06 سبتمبر 2018 01:00 م

قرية "إمياي" قلعة صناعة الأقفاص الجريد، والأشهر بين قرى القليوبية فى تلك الصناعة التى يعمل بها ما يزيد عن 5 ألاف أسرة، إلا أن هذه المهنة عانت فى الفترة الأخيرة بعض العقبات التى تهددها بالاندثار والاختفاء شيئا فشيئا، وذلك بسبب عدول العمال عنها لقلة حركة البيع والشراء، والاتجاه إلى العمل بالمصانع لسد حاجة منازلهم وأسرهم.

"نقابة تحمى المهنة وتأمينات ومعاشات".. أبرز مطالب العاملين بتلك الصناعة، حيث أنهم لا مجال أخر لهم لكسب العيش سواه، "اتربينا عليها من أبويا وجدى ومالناش مهنة غيرها"، "الغالبية شغالين باليومية ويروح البيت يرمى جسمه ينام ويصحى يدور فى نفس الساقية"، كانت تلك كلمات الكثير من الأسر التى تعمل بها، على أمل التغيير القريب، وانتشال المهنة من الضياع.

وفى البداية قال أحمد الملاح، إن القرية هى الأشهر فى المحافظة فى صناعة الأقفاص من جريد النخل، وأنه ورث المهنة عن والده الذى ورثها بدوره عن جده، مضيفا:"المهنة دى فاتحة بيت أكثر من 5 آلاف أسرة فى القرية يصنعون الأقفاص من جريد النخيل، والحمد لله بنسترزق منها وسترانا فى ظل الظروف المالية الصعبة التى نمر بها".

وأضاف "الملاح لـ "اليوم السابع"، "فى الفترة الأخيرة عمال كتير سابوا المهنة وخاصة الشباب، بسبب العائد المالى من حركة البيع والشراء لأنه قليل وليس مناسب لما تتطلبه ظروف المعيشة فى الوقت الحالى، كما أنها تحتاج إلى وقت وجهد كبير يصل من 12 ساعة حتى 16 ساعة" قائلا:" بنطلع من 6 الصبح لـ 6 المغرب، وممكن تطول معانا لـ 10 بالليل لو فيه طلبيه، كما أنها تحتاج إلى صبر وقوة".

وتابع، "نحن نطالب بنقابة تحمى المهنة من الاندثار وتحمى العاملين بها من كل العقبات التى تواجهنا وتكون سند لنا جميعا، إلى جانب تأمينات ومعاشات عادلة لأن كل صاحب ورشة مش بيأمن على العمال عنده بسبب الضرائب، ودا بيخلى العامل ملطشة، وأى حد يتحكم فيه وممكن يقعده فى بيته من بكره الصبح".

وفى السياق ذاته قال شوقى عرام، صاحب إحدى ورش تصنيع الأقفاص بالقرية، إن أسعار "جريد النخيل" زادت فى الفترة الأخيرة أكثر من 50%، "ودا بطبعه بيأثر على أسعار الأقفاص نفسها وترتفع ويتسبب فى عزوف المواطنين عن شرائها، وبيأثر على الشغل كله، لأننا بنجهز كميات كبيرة وبنضطر نوقف الشغل لحد ما نبيع الكمية اللى عندنا".

وأضاف "عرام" لـ "اليوم السابع "، "كنا بنبيع ضعف ما نبيعه دلوقتى قبل ظهور الأقفاص البلاستيكية وانتشارها فى الأسواق، والناس بتفضلها على الأقفاص المصنوعة من الجريد لقوتها، لكن دا دفعنا إلى أننا بدأنا نفكر فى صناعة أشياء أخرى كصناعة الكراسى، والترابيزات".

فيما جلس الطالب محمد الملاح، نجل أحد العاملين بالمهنة، ليساعد والده قائلا "أنا بشتغل مع والدى مساعدة، لأنى بدرس تمريض، وفى أيام الدراسة أخلص المدرسة، وبسرعة أجى لوالدى إيدى بإيده، وبستغل أيام الإجازة فى العمل معاه، لمساعدته فى مصروفات البيت وتجهيز إخواتى البنات، لأن مفيش أى مصدر دخل تانى لنا غير الشغلانة دى".

وأخيرا قال أحمد محمود عامل بإحدى ورش صناعة الأقفاص:"بنطلع من الفجر للعشاء، وشغالين بنظام الطريحة، ونسلمها ونتحاسب أخر كل أسبوع، وخلال الأسبوع دا اشتغلت أو ما اشتغلتش تعبت عيان محدش يعرفك لأن مفيش تأمينات للمهنة أو أى حاجة تحمينا، وصاحب الورشة له الإنتاج".

وتابع "أحمد"، "شغل الأسبوع لو مفيش حد فى البيت تعب بيقضى ببركة ربنا، ولو واحد تعب بيدمر الميزانية، ونيجى نشتغل الجمعة بدل الراحة علشان نلاقى فلوس نصرف منها أخر الأسبوع، ولو مقدرتش تشتغل وطلبت سلفة من أصحاب الورش ياخد عليك وصل أمانة لحد ما تلاقى نفسك غرقان فى الديون، وساعتها يتحكم فيك براحته، وده لأن مفيش نقابة لينا".

وأضاف: "الرئيس عبد الفتاح السيسى عامل اللى عليه وأكتر، ومقدم روحه للبلد علشان تنهض من اللى هيا فيه، لكن الحكومة نفسها لازم تراعينا، وتبصلنا بعين الرحمة، والمحافظة تتحرك معانا".