اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:25 م

حوار على عبد الرحمن

المنشد جودة هيكل: التصوف هو الحل لنشر السلام فى العالم.. شاركت فى 4 أعمال سينمائية ودرامية.. والموسيقى غذاء للروح وأصل التحريم "الفتن".. ويؤكد: مصر محروسة بعترة رسول الله.. والمنشد واعظ دينى

حوار على عبد الرحمن -تصوير صلاح الرشيدى الإثنين، 24 سبتمبر 2018 01:00 م

أجواء القرية كلها تتسم بالروحانية ولسان أهلها دائمًا يشدو بذكر الله، بسبب كثرة الحضرات والموالد التى تقام فى القرية لأولياء الله الذين تطوق أضرحتهم القرية من كل الاتجاهات، كان لذلك سببًا فى نشأة أطفال القرية جميعا على حب أولياء الله وحب حضرات ومجالس الذكر والإنشاد الدينى، ولكن الشيخ جودة هيكل أبى إلا أن ينمى هذا الحٌب ويطوره ليكون أحد أكبر وأشهر المنشدين فى بلدته.

الشيخ جودة هيكل، يحدثنا عن بداية تعلقه بالإنشاد الدينى، وحفلات الإنشاد خارج مصر ولماذا يرى أن الإنشاد هو الحل لإلقاء السلام على العالم..

وكان هذا الحوار..

حدثنا عن بداية تعلقك بالإنشاد الدينى منذ صغرك؟

أنا من قرية صنافين التابعة لمركز منيا القمح فى محافظة الشرقية، وهذه القرية بها عدد كبير من مقامات أولياء الله، لذلك طوال العام تجد موالد الأولياء فى القرية، فكنت أحضر كل هذه الموالد، وبالمناسبة معظم القرى والمناطق فى مصر بها أضرحة لأولياء الله، لذلك مصر محروسة بعترة رسول الله، ثم إن التحاقى بكٌتاب القرية منذ صغيرى، جعلنى أتعلق باللغة العربية، وبدأت الموهبة تظهر عندى بعد تعلقى بالقرآن الكريم لأنه أصل النغم، وأنا فى الإعدادية بدأت أتجه للإنشاد الدينى، وأحضر الحضرات الأسبوعية فى بلدتنا والموالد، والموشحات التى تقام، وتعرفت على أحد مشايخ الطرق، وكنت أحضر الحضرات والمولد الذى يقيمه، وذات مرة طلب منى أن أنشد وكانت هنا الانطلاقة، وكان ينصحنى بالقراءة فى الكتب الصوفية وغيرها لإصقال الموهبة، وحينما سافرت إلى محافظة أسيوط، لتأدية الخدمة العسكرية، كنت أحضر حفلات الإنشاد التى كانت منتشرة بكثرة هناك، ثم عدت إلى قريتنا ومنها إلى القاهرة حيث استقرارى هناك، وبدأت تتوالى الحفلات، ثم التحقت بفرقة الإنشاد الديني التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وبعدها التحقت بالعمل مع الملحن والموسيقى هانى شنودة، وفى عام 2001 أسست فرقة للإنشاد الدينى أطلقت عليها اسم فرقة الحضرة.

ومتى كانت أول مرة تواجه فيها الجمهور؟

أول مرة أنشد كان عمرى حوالى 15 سنة، وكان ذلك فى مولد السلطان محمد أبو نعمة، فى قريتى بالشرقية، وأصعدنى المشايخ على المسرح لأنشد فقلت وقتها:" لا أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي وتقبلوني على عيبي ونقصاني فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي وإن أبيتم فمن أرجو لعصيانى"، ومن بعدها بدأت أشارك المداحين فى حفلاتهم، حيث أنشد فى أوقات استراحتهم وهكذا إلى أن سلكت الطريق.

هل يجب أن يكون المنشد صوفيًا؟

بعض المنشدين يتخذون الإنشاد كمهنة وهؤلاء ليس شرطًا أن يكونوا صوفية، أما من يتخذها بدافع الحب والهواية فهؤلاء بطبعهم صوفية، ويجب أن نضع فى اعتبارنا أن المنشد ليس صوت جميل فقط ولكن يجب أن يشعر ويحس بما يقول.

كانت لك تجارب سينمائية ودرامية حدثنا عنها؟

اشتركت كمنشد فقط وليس ممثل فى كل من "فيلم كف القمر عام 2010 مع المخرج خالد يوسف، و وفيلم حلم عزيز عام 2012"، وكانت تربطنى علاقة صداقة مع الفنان نور الشريف، وقدمت معه مسلسلى "عرفة البحر وخلف الله"، ولكن فى الحقيقة لا أجد نفسى فى الأعمال السينمائية أو الدرامية حيث أجد نفسى فى الموالد أكثر.

أنشدت فى الموالد وعلى المسرح.. هل هناك فرق بينهما؟

أداء المنشد واحد ولكنه يتقنن على المسرح، بمعنى أن المنشد فى المولد أو الليلة لديه متسع من الوقت، ولكن المسرح يكون للمنشد وقت محدد يجب أن ينفذ المطلوب منه فى ذلك الوقت، كما أن جمهور المسرح يختلف عن جمهور الموالد، فالأول تجد فيه جمهورًا من جميع الفئات والدرجات العلمية، عكس جمهور الموالد.

من أين تستقى كلمات المديح التى تقدمها؟

استعين بشعراء من التراث مثل عمر بن الفارض، أبو بكر الشبلى، الحلاج، محى الدين بن عربى، عبد الكريم الجيلى، وغيرهم"، وحديثا كنت استعين بصديق لى يكب لى أشعارًا صوفية ولكن توفاه الله.

هل ترى أن الإنشاد الدينى يمكن أن يكون وسيلة من وسائل مواجهة التطرف؟

أنا أرى أن الحل لإلقاء السلام على العالم كله هو التصوف، والتصوف يظهر من خلال الإنشاد الدينى، كسلوك وسماع، فالتصوف رسالة سامية لكل الأديان، تؤدى إلى السلام الروحى والنفسى، فعلى سبيل المثال لو شاهدنا الحفلات التى تقام خارج مصر، نرى انبهار وإعجاب شديد من غير العرب وغير المسلمين.

تستخدم فى فرقتك آلات موسيقية.. كيف ترد على من يٌحرم الموسيقى؟

الموسيقى غذاء للجسد، فى الغرب والعلم الحديث أن هناك علاج بالموسيقى، وهناك قاعدة فقهية تقول إن ما يؤدى لفتنة حرام وما عكس ذلك فهو حلال.

حدثنا عن سفرياتك خارج مصر؟

سافرت إلى مسرح العالم العربى فى سان جيرمان بباريس عام 2002 وكانت بدعوة خاصة من أحد الأشخاص كان قد حضر حفلة لى فى مولد سيدى أبو المعاطى، وأعجب بطريقة ترتيب الحفل، حيث أننى دائما ما أبدأ حفلاتى بالقرآن الكريم ثم استفتاح الحفل ثم الإنشاد، فطلب منى فعل ذلك فى باريس، وفى عام 2007 سافرت إندونيسيا وسافرت الكويت عام 2017، وحصلت على جائزة الإبداع هناك، وشاركت فى مهرجان الجنادرية فى السعودية عام 2017.

كيف ترى حال الإنشاد والمنشدين فى مصر الآن؟

بداية أنصح نفسى وشباب المنشدين، أن يكونوا ملتزمين مع الله أولا وأخيرًا، ثم تنمية رصيدهم من حفظ القصائد،وأخيرًا تعلم المقامات الموسيقية، أما عن حال الإنشاد فى مصر فأرى أنه لدينا ثورة قومية من المنشدين فى مصر يجب أن تستغل من قبل الوزارات المعنية مثل وزارة الثقافة والآثار وغيرها.

طموح الشيخ جودة هيكل؟

أنا أعتبر أن المنشد واعظ دينى ويأخذ مكافأته فى لحظتها من خلال رؤية جمهور سعيد، لذلك أن طموحى أن أظل دائما عن حسن ظن جمهورى بى.