صور.. روشتة إنجاح الموسم السياحى الشتوى.. إعادة قطارات النوم المخصوص وتنشيط الرحلات النيلية.. تطوير شبكات الطرق الصحراوية والزراعية.. والتسويق وتدريب العمالة وحسن معاملة السائحين أفضل طرق الدعاية للموسم

الأقصر – أحمد مرعى الخميس، 23 أغسطس 2018 02:00 ص

أيام قليلة وتنطلق بمحافظة الأقصر حركة الإقبال السياحية بالموسم الشتوى الجديد، والذى تستعد له المحافظة بتجهيز كافة الشوارع والميادين الرئيسية بالتطوير والرصف ورفع الكفاءة، وكذلك برفع كفاءة المعابد وحمايتها والعمل على فتح مقابر جديدة للزيارات، وينتظر القطاع السياحى فى تلك الأيام خطوات جادة لعمل أكبر حملات من الجذب السياحى بأفكار جديدة ومتنوعة.

وفيما يلى يرصد "اليوم السابع"، روشتة إنجاح الموسم السياحى الشتوى والمطالب والأفكار التى قدمها المسئولون وخبراء السياحة وكليات السياحة لدعم تنشيط حركة السياحة بمصر والأقصر على وجه الخصوص:-

وفى هذا الصدد صرح محمد بدر محافظ الأقصر، أن ما يحتاجه القطاع السياحى هو التسويق الحقيقى وبصورة قوية تليق بمصر أمام العالم أجمع، قائلاً: أن التسويق الفعلى ليس بالظهور فى إعلانات على الفضائيات، ولكن هناك عشرات الأفكار فى التسويق المختلفة، مناشداً قيادات كليات السياحة والفنادق بجامعة الفيوم وجامعة جنوب الوادى بضرورة السعى فى تلك الخطوة بكل قوة مستقبلاً وتقديم أفكار للدولة، وكذلك ضرورة خروج السائح بصورة ذهنية وتجربة مميزة من الأقصر عبر تقديم أفضل خدمة وتعاون لدى تواجده بالمحافظة.

وأكد محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع"، على ضرورة العمل على تدريب جميع العاملين بقطاع السياحة بالمحافظة، لرفع مستوى الموارد البشرية المدربة والمجهزة بمواصفات عالمية لحين دخول وعودة الأرقام التاريخية لمصر مرة أخرى، مشدداً على أن الأقصر عانت كثيراً منذ بداية 2011 بعكس مدن الغردقة وشرم الشيخ، حيث أن الأقصر كانت مدينة قائمة على السياحة فقط وتضرر فيها كافة العاملين بالقطاع السياحى بصورة جعلت عدد كبير من المرشدين يتركون أعمالهم ويبيعون سياراتهم ومنازلهم بعد توقف السياحة، ولكن الأيام المقبلة ستشهد زيادة أكبر من الموسمين الماضى والحالى بعد الخطوات الجادة من وزارة السياحة بقيادة الدكتور رانيا المشاط وهيئة تنشيط السياحة فى مختلف دول العالم.

فيما أعد الشاب الأقصرى محمد عبد الرحيم خريج كلية السياحة والفنادق بالأقصر، مشروع تخرجه لجذب المزيد من السياح، لرفع أرقام الليالى السياحية بالمحافظة، فى طريق سياحة الأوفر داى القادمة من الغردقة وشرم الشيخ، قائلاً عن فكرة مشروع تخرجه: "الفكرة ترتكز على حصر عدد الأسر الفرعونية فى الدولة الحديثة وعدد الملوك والملكات الذين حكموا مصر فى الدولة الفرعونية القديمة، لتنفيذ ما يسمى بمحاكاة الواقع القديم على أرض الواقع، بمعنى أن يقوم السائح أثناء زيارته لمصر بتقمص شخصية فرعونية معينة، ويبدأ بارتداء الزى الفرعونى ويتعايش كما كانت الحياة الفرعونية كاملة من حيث المأكل والمشرب وطريقة الحياة اليومية، ولو تطور الأمر مستقبلاً فيمكن للجهات السياحية المختصة استقباله من مطار الأقصر الدولى على الطريقة الفرعونية، على أن يتم الترويج لهذا العرض الذى يمكن أن تتولاه شركة سياحية أو وزارة السياحة لأنه سيجعل السائح القادم من الغردقة أو المحافظات الساحلية يقيم أياماً أكثر ويدعو أصدقاءه عندما يعود لزيارة مصر بعد أن يشاهدوا فيديو المحاكاة للحياة الفرعونية الذى قام به هو بنفسه فى مصر".

وأضاف الشاب محمد عبد الرحيم لـ"اليوم السابع"، أن ذلك النموذج سيساهم فى خلق فرص عمل جديدة للشباب لأن هناك إكسسوارات فرعونية سيتم استخدامها وملابس فرعونية وعاملين وموسيقيين ومساعدين فى العرض، وسيتكرر العرض بمثابة أربع مرات شهرياً لملوك مختلفين، وإعطاء السائح فرصة أن يختار الملك الذى يريد أن يتقمص شخصيته وهناك الكثيرون من السياح المولعون بالحضارة المصرية القديمة، ويحلمون بالقيام بهذا الدور، مشدداً على أن هذا المشروع سيدر المليارات خلال سنوات، وأنه مستعد لعرض كافة الدراسات على المسئولين، وقد قام بالفعل بذكرها تفصيلاً فى مشروع تخرجه، مناشداً المسئولين ببحث المشروع لزيادة التدفقات السياحية لمدينة الأقصر التى يعتمد اقتصادها أولاً وأخيراً على صناعة السياحة.

أما الخبير السياحى محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي، فقد أعلن عن قائمة من المطالب من شأنها دعم حركة السياحة فى الموسم الشتوى، ومنها ضرورة إعادة الرحلات النيلية "القاهرة – الأقصر"، وتجهيز المراسى بالمدن الرئيسية التى يستمتع بها السوق الأوروبى المتعطش للسياحة، وكذلك مواجهة إشكالية التدفق للأسواق الأوروبية من القاهرة للأقصر وأسوان عبر قيام وزير النقل بإعادة تشغيل قطار مخصوص للنوم "القاهرة الأقصر" مباشرة، والذى كان ينقل فى السابق أكثر من 40% من السياحة الثقافية، وعودة هذه القطارات ستكون بديل قوى جدا للطيران الداخلى المرتفع، مطالباً وزيرة السياحة بضرورة النظر للطرق الصحراوية الغربية والزراعية وتطويرها بصورة كبيرة لخدمة السياحة بين الأقصر وقنا والغردقة، حيث إن أغلب الرحلات تتوجه عبر الطريق الزراعى الذى يمر عبر حوالى 55 قرية حتى محافظة قنا مما يضر بالحركة كثيرًا.

وأضاف الخبير السياحى محمد عثمان لـ"اليوم السابع"، أنه لابد من مناقشة الأبحاث والدراسات التى تعدها كليات السياحة حول مصر، وذلك لوضع إستراتيجية لإعادة وضع مصر على خريطة السياحة العالمية بعد الأحداث التى مرت بها صناعة السياحة مؤخرا، ودعوة عدد من الخبراء الدوليين المتخصصين فى مجالات التراث والتنمية المستدامة والتعليم والتدريب والبحث العلمى وتكنولوجيا وإدارة المعلومات لتقديم تلك الأفكار المتنوعة والحديثة لتطوير حركة الجذب السياحى لمصر.

مطالب بإعادة الرحلات النيلية بطول المجرى النهرى

وفى نفس السياق صرح اللواء طارق علام مدير أمن الأقصر، أنه يجرى حالياً العمل على خطة كبرى لدعم وتأمين كل سائح متوقع دخوله للمحافظة خلال الموسم السياحى الشتوي، ومن أبرز ملامحها مطالبة القوات المختلفة ورجال شرطة السياحة والآثار باليقظة والتفتيش الدائم لجميع زوار المعابد والمقابر الفرعونية، ورفع درجات الاستعداد وحسن التعامل مع السائحين والانتشار المكثف للوصول لأعلى معدلات تأمين القطاع السياحى والمناطق الآثرية، مؤكداً أنه يتابع أولاً بأول يقظة رجال الشرطة ومدى قدرتهم على تأمين السياح المتوافدين عليها.

وطالب مدير أمن الأقصر، رجال الشرطة حول المواقع السياحية والآثرية بالمحافظة بضرورة الظهور بالمظهر اللائق أمام السائحين الوافدين إلى تلك المناطق، وذلك لكون رجل الشرطة يعتبر واجهة مصر أمام السائح ، مشدداً على أنه رجال الشرطة ونقاط التفتيش بمحيط المعابد الآثرية بشرق وغرب الأقصر عليهم دور بارز فى تأمين القطاع الإقتصادى الذى يعد من أهم ركائز مقومات الدولة خاصة فى ظل الظروف الصعبة والتحديات التى تواجهها الدولة.

وفى طريق الإبتكار والخطوات الجديدة لدعم حركة السياحة بمصر، أقدمت الجمعية المصرية للتنمية والسياحية والأثرية، على إعداد قائمة أطلقوا عليها "العجائب السبعة لمصر القديمة -seven wonders of ancient Egypt"، حيث يقول أيمن أبو زيد رئيس الجمعية، أن القائمة شملت أهرامات الجيزة ومعبدى أبو سمبل جنوبى أسوان، ومقابر وادى الملوك فى البر الغربى لمدينة الأقصر، ومعابد الكرنك الشهيرة فى شرق الأقصر، ومعبد دندرة غربى مدينة قنا، ومعبد الملك سيتى الأول فى منطقة ابيدوس التاريخية بمحافظة سوهاج، ومقبرة بيتوزيرس فى منطقة تونة الجبل الأثرية بمحافظة المنيا، مشدداً على أن القائمة جرى اختيارها بمعرفة فريق ضم كل من محمد عثمان الخبير السياحى ونائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على السياحة الثقافية، وثروت عجمى الخبير السياحى والمستشار بغرفة وكالات وشركات السياحة والسفر بمصر، والدكتورة إيمان أبوزيد العميدة السابقة لكلية الآثار بجامعة جنوب الوادى، والدكتور أحمد عوض، المتخصص فى فنون وعلوم العمارة المصرية القديمة.