اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 06:56 م

جثث أطفال المريوطية

كيف فك رجال وزارة الداخلية شفرة مقتل الأطفال الثلاثة بالمريوطية؟.. «اليوم السابع» ينشر القصة الكاملة لأبشع جريمة اجتماعية فى مصر.. 96 ساعة كشفت لغز إلقاء جثثهم فى الشارع وأثبتت كذب رواية تجارة الأعضاء

كتب – أحمد متولي – أحمد عبد الهادي الأحد، 15 يوليو 2018 06:51 ص

يستعرض «اليوم السابع» القصة الكاملة لأبشع جريمة اجتماعية شهدتها مصر الفترة الحالية، ودور رجال وزارة الداخلية لفك شفرتها، وذلك فى أعقاب عثور الأهالى على 3 جثث لأطفال بمنطقة المريوطية التابعة لمحافظة الجيزة.

 

96 ساعة مرت منذ العثور على جثث الثلاثة أطفال بالقرب من أحد الفنادق القديمة بمنطقة المريوطية، شهدت العديد من الشائعات بشأن ملابسات مقتلهم، بدأت بتداول معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعى حول سرقة أعضائهم من قبل مافيا متورطة فى الاتجار بالبشر، وانتهت بكشف الحقيقة وهوية الجناة.


العثور على جثث أطفال المريوطية

فى تمام التاسعة صباح يوم الثلاثاء الماضى، عثر الأهالى على جثث 3 أطفال ملقاة فى الشارع بمنطقة المريوطية، داخل أكياس قمامة سوداء اللون فى حالة تعفن تام، ما آثار اللغط حول ملابسات مقتلهم والمسئول عن ارتكاب الجريمة.

الرعب يسود منطقة المريوطية

دقائق معدودة كانت كفيلة لانتشار الأخبار، والصور، والمقاطع المسجلة، التى وثق لحظة العثور على جثث أطفال المريوطية، أعقبها حالة من الرعب الشديد عاشها سكان المنطقة بسبب الشائعات المتداولة بشأن ملابسات مقتل المجنى عليهم.

 

شائعة تجارة الأعضاء

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بشائعات خطيرة تسببت فى حالة بلبلة، بعد تداول معلومات بشكل موسع تشير إلى نشاط مافيا متورطة فى تجارة الأعضاء البشرية فى منطقتى المريوطية والهرم، تستهدف الأطفال لسرقة أعضائهم وأن الأطفال الثلاثة ضحية نشاطها الإجرامى.

 

المعلومات الأولية تظهر للنور

فى أعقاب العثور على جثث أطفال المريوطية الثلاثة بدقائق وصل رجال وزارة الداخلية، وخبراء الأدلة الجنائية، وتولت النيابة العامة التحقيق لكشف ملابسات الحادث، عن طريق انتداب الطب الشرعى لمناظرة جثث القتلى وتوقيع الكشف الطبى عليهم لبيان الأسباب الحقيقية للوفاة.

الشكاوى والبلاغات الكيدية

بعيدا عن الشائعات المنتشرة حول تعرض الأطفال الثلاثة لجريمة قتل بهدف سرقة أعضائهم، لم يدخر رجال البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة جهدا إلا وقدموه لكشف هوية مرتكبى الجريمة البشعة، حتى وصل الأمر إلى استغلال بعض المسلجين خطر بمنطقة المريوطية الحادث لتقديم بلاغات كيدية ضد خصومهم، مستغلين الجهود الأمنية التى تضمنت الاستماع لأقوال أكثر من 100 شاهد عيان.

 

لغز سائق التوك توك

توصلت الجهود الأمنية إلى أن سائق توك توك شارك فى إلقاء جثث الأطفال الثلاثة، لتبدأ رحلة البحث عن الخيط الأول لحل لغز القضية، حيث اتخذت الشرطة إجراءات عاجلة لفحص سائقى التوك توك بالمواقف الخاصة بهم فى مناطق الطالبية والعمرانية والهرم وحدائق الأهرام وفيصل، بهدف التوصل إلى السائق المتورط فى نقل جثث الضحايا.

 

إلا أن سائق التوك توك سلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية، واعترف أنه تم إيقافه من جانب سيدتين طلبتا منه توصيلهما وبحوزتهما متعلقات كبيرة الحجم، اكتشف عقب ذلك أن المتعلقات التى بحوزتهما جثث الأطفال الثلاثة التى تم العثور عليها ملقاة بجانب الطريق فى المريوطية، كما أدلى بأوصاف السيدتين.

مفاجأة الطب الشرعى

أثناء التحقيقات فجر الطب الشرعى مفاجأة حول الحادث، أثبت خلالها كذب المعلومات المتداولة حول سرقة أعضاء الأطفال، وتبين أن سبب وفاة الأطفال الثلاثة ناتج عن اختناق بدخان، وأن توقيع الكشف الطبى على الجثث أظهر عدم وجد أى جروح أو مظاهر لسرقة الأعضاء البشرية.

تحليل الـ"DNA" الذى أجرته مصلحة الطب الشرعى للعينات المأخوذة من الأطفال، أثبت أنهم ليسوا أشقاء، وأشارت مصادر مسئولة إلى عدم استبعاد وجود صلة قرابة بين المجنى عليهم.

كشف هوية القتلة

استعانت جهات التحقيق بفن الرسم لتحديد هوية السيدتين وفقا للأوصاف التى أدلى بها سائق التوك توك، الذى أوضح فى أقواله خط سيرهما معه من موقع استقلالهم المركبة حتى إلقاء جثث الأطفال، ومن ثم بدأت الأجهزة الأمنية فى خطة تتبعهما.

 

توجهت مأمورية من ضباط أمن الجيزة للقبض على السيدتين بعد تحديد محل سكنهما بمنطقة الطالبية، وتبين هروبهما إلى منزل بمنطقة الوراق عقب إلقائهما الجثث خشية افتضاح أمرهما.

 

واستمع رجال المباحث لأقوال عدد من جيران السيدتين المتورطين فى الحادث، وتبين أنهما مقيمتان فى الطابق الرابع من العقار، وتعملان من الثامنة مساء بأحد الفنادق بمنطقة الجيزة وتعودان فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى.

 

القبض على السيدتين

نجحت الأجهزة الأمنية فى القبض عليهما، وأظهرت التحقيقات أنهما تركتا الأطفال بمفردهم داخل غرفة بالشقة الواقعة بمنطقة الطالبية، وشب حريق بداخلها تسبب فى مفارقتهم الحياة، حيث اعتاد السكان سماع بكاء وصراخ الأطفال قبل تعرضهم للحادث.

وفور عودت السيدتين من عملهما فوجئتا بوفاة الأطفال نتيجة اشتعال النيران فيهم، وخوفا من مساءلتهما قانونيا قررتا التخلص من جثثهم بلفها داخل سجاد وأقمشة ونقلها بواسطة "توك توك" إلى مكان العثور عليها، وحتى هذه اللحظة لم يتضح علاقة المجنى عليهم بالمتهمين.