اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 01:22 ص

مسرح الحادث

كيف تكشف الداخلية غموض مقتل أطفال الهرم؟.. بلاغات الحرائق تحدد مكان ارتكاب الجريمة.. الـ"dna" يحدد درجة القرابة بين الضحايا.. وخبراء: الجناة 3 أشخاص نقلوا الجثث بسيارة من عقار لمسرح جريمة مفتوح

كتب محمود عبد الراضى الأربعاء، 11 يوليو 2018 09:00 ص

أثارت مذبحة الهرم- التى راح ضحيتها 3 أطفال- تعاطف الجميع، فى الوقت الذى تكثف فيه الأجهزة الأمنية جهودها للتوصل لهوية الأطفال الثلاثة المتوفين وتحديد هوية الجناة والقبض عليهم.

 

وفى هذا الإطار، وزارة الداخلية سخرت كافة امكانياتها الفنية والمادية لسرعة كشف غموض الحادث الذى هز قلوب الجميع، من خلال المساعدات الفنية بالوزارة وأقسام تكنولوجيا المعلومات والأدلة الجنائية، فى سباق مع الزمن لكشف غموض الجريمة.

 

إحدى الجثث

 

خبراء الأمن والمتخصصون، حللوا معطيات الحادث، فى محاولة لفهم الجريمة وأسباب ارتكابها، وصولاً لهوية الأشخاص مرتكبيها.

 

وبالرغم من أن مسرح الجريمة أصم أبكم لم ولن يتحدث بما حدث، وكان بخيلاً بالمعلومات، فلا توجد به العديد من التفاصيل التى تُسهل من مهمة رجال الشرطة فى الوصول للمتهمين، إلا أن خبراء الأمن حاولوا تحليل ما تم العثور عليه من تفاصيل ولو صغيرة.

 

اللواء رفعت عبد الحميد الخبير الأمن وخبير مسرح الجريمة، أكد أن الناظر والمدقق فى هذا الحادث يكتشف عدة أمور أبرزها أن الجناة ارتكبوا الحادث فى مسرح جريمة مغلق "شقة" أو "عقار"، وتحركوا بجثامين الضحايا لمسرح جريمة آخر مفتوح "الشارع"، للتخلص من الجثث بعد تعفنها ومرور وقت على ارتكاب الجريمة.

 


الجثث

 

وأضاف خبير مسرح الجرائم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجناة استعانوا بوسائل مواصلات لنقل الجثث فيها والتخلص منها فى مكان العثور عليها، وأن ذلك قد يكون تم فى وقت الفجر، وأن الحادث يشير إلى أن مرتكبى الجريمة يصل عددهم لثلاثة أشخاص.

 

ولفت الخبير الأمنى، إلى أن الجناة متواجدون فى القاهرة الكبرى، وفى الأعم الأغلب بمحافظة الجيزة، وأن تحليل الـ"دى إن إيه" للضحايا سيؤكد عما إذا كانوا أشقاء من عدمه، وفى حالة إذا كانوا أشقاء فيرجح أن التخلص منهم قد تم داخل شقة، بينما لو كانوا غير أشقاء فمن المرجح أن تكون الجريمة قد تمت داخل دار أيتام.

 


مسرح الجريمة

 

ونوه الخبير الأمنى، إلى أن التقارير الطبية الأولية تشير إلى وجود حروق فى جثامين الضحايا، ومن ثم يرجح أن يكون قد تم إشعال النيران فى بطاطين أو "مرتبة" حتى ماتوا خنقاً وحرقاً، وأن بلاغات الحماية المدنية خاصة بالمناطق الشعبية قد تكون كلمة السر فى الوصول لمكان الحادث الحقيقى وصولاً للجناة.

 

وعن مسارات رجال المباحث فى مثل هذه الحوادث، قال الخبير الأمنى، إن أجهزة الأمن تستعين بالتكنولوجيا الحديثة وكاميرات المراقبة وشهود العيان وبلاغات الغياب بأقسام الشرطة وفحص الأطفال مجهولى النسب، لافتاً إلى أن هذه الجريمة تعد أبشع مما ارتكبه "ريا وسكينة- وسفاح كرموز".

 

بدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، إن التقرير المبدئى للطب الشرعى، قد يقود الأجهزة الأمنية للتوصل لهوية الضحايا وضبط الجناة خلال أقل من 48 ساعة.

 

وأضاف الخبير الأمنى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذه الجريمة لا علاقة لها بالاتجار بالأعضاء البشرية من قريب أو بعيد، وأن الأمر قد يكون ضمن الجرائم الأسرية.

 

مكان العثور على الجثث

 

من ناحيتها، قالت الدكتور شيماء إسماعيل خبيرة العلوم الإجتماعية والنفسية، إن ظهور هذه الجرائم البشعة فى مجتمعنا بسبب اصرار الدراما على تصدير مشاهد العنف والقتل والتدمير، مما يجعل البعض يقلد ذلك.

 

وأضافت خبيرة العلوم الاجتماعية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه للأسف يوجد بعض الأشخاص غير الأسوياء سلوكياً، الذين انتزعت قيم الرحمة والتراحم من قلوبهم فدأبوا على ارتكاب مثل هذه الحوادث.

 


نقل الجثث

وأوضحت خبيرة العلوم الإجتماعية، أنه ينبغى أن يكون هناك دور لوسائل الاعلام والرقابة فى عدم السماح بإذاعة مشاهد العنف فى الدراما، وأن تقوم المدرسة بدورها فى التوعية من خلال الندوات وأن تقوم الأسرة بدورها المنوط بها فى نبذ العنف.

 

وكان التقرير المبدئى للطب الشرعى حول حادث المريوطية كشف سبب وفاة الأطفال الثلاثة الذين عثرت الأجهزة الأمنية على جثثهم اليوم بجوار سور فيلا مهجورة بالمريوطية بالهرم، أنه ناتج عن حروق واختناق بدخان، ولا توجد أى جروح أو مظاهر لسرقة الأعضاء البشرية.

 

وأوضح التقرير أن الأطفال الثلاثة أعمارهم عام ونصف، وعامين، وخمس ونصف عام، مضيفا أنه جرى أخذ العينات اللازمة من الجثث لتحليلها، وأن فريق الأطباء الشرعيين انتهى من التشريح، وثبت وصول ألسنة اللهب إلى أجساد الأطفال الثلاثة واختناقهم، مشيرا إلى أن السيناريو المتوقع أن الأطفال كانوا محتجزين داخل مكان ونشب حريق، مما أدى إلى وفاتهم متأثرين بالنار والدخان.