بوح العارفين.. لا يقدر الحب أن يخفى محاسنه.. قصيدة لـ عفيف الدين التلمسانى
عاش عفيف الدين التلمسانى فى الفترة بين "610 - 690 هـ / 1213 - 1291 م" واسمه سليمان بن على بن عبد الله بن على الكومى التلمسانى عفيف الدين.
شاعر، كومى الأصل (من قبيلة كومة) تنقل فى بلاد الروم، حتى وصل مصر وأقام فيها، وأنجب ابنه الشاعر المشهور شمس الدين التلمسانى المعروف بالشاب الظريف وهو أشعر منه، وكان يتصوف ويتكلم على اصطلاح (القوم) يتبع طريقة ابن العربى فى أقواله وأفعاله.
لاَ يَقْدِرُ الحِبُّ أنْ يُخْفِى مَحَاسِنَهُ
وَإِنَّمَا فِى سَنَاهُ الْحُجْبُ تَحْتَجِبُ
أُعَاهِدُ الرَّاحَ أَنَّى لاَ أُفَارِقُهَا
مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَّنَايَا شِبْهُهُا الحَبَبُ
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاَسُقْيَاهُ مِنْ أَربَى
لَكِنَّهُ مِثْلُ خَدَّيْهِ لَهُ لَهَبُ
يَا سَالِماً فِى الهَوَى مِمَا أُكَابِدُهُ
رِفْقَاً بِأَحْشَاءِ صَبٍّ شَفَّهَا الوَصَبُ
فَالأَجْرُ يَا أَمَلى إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ
مِنْ كُلِّ ذِى كَبِدٍ حَرَّاءَ تَكْتَسِبُ
يَا بَدرَ تَمٍّ مُحَاقِى فِى زِيَادَتِهِ
ما أَنْ تَنْجَلِى عَنْ أُفْقِكَ السُّحُبُ
صَحَا السُّكَارَى وَسُكْرِى فِيكَ دَامَ وَمَا
لِلسِّكْرِ من سَبَبٌ يُرْوَى ولاَ نَسَبُ
قَدْ أَيَّسَ الصَّبْرَ وَالسِّلْوَانَ أَيْسَرُهُ
وَعَاقَبَ الصِّبَّ عَنْ آمَالِهِ الوَصَبُ
وَكُلَّمَا لاَحَ يَا دَمْعِى وَمِيضُ سَنىً
تَهْمِى وَإِنْ هَبَّ يَا قَلْبِى صَباً تَجِبُ