اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:12 م

رمز حركة فاى

حركة "فاى" الشّعرية: شعراء شباب يطمحون للعالمية

كتب محمد عبد الرحمن الثلاثاء، 05 يونيو 2018 04:00 م

ظهرت فى الجزائر حركة شعريّة جديدة أعلنت عن نفسها كمحاولة جادة لخدمة الشّعر الجزائرى والعربى، والبحث عن سماء أوسع تلبى طموحات النّص المختلف الذى يعتمد على نفسه فقط وعلى جمالياته فى إحداث فرق حضارى، واختارت هذه الحركة اسم (فاى) الذى يمثل النسبة الذهبية للجمال والكمال فى الفنون والرياضيات، كتعبير منها عن تبنيها لهذا المبدأ فى تعاملها مع الشّعر.
 
ولا تتوقف طموحات (فاى) الشّابة عند طموحات مثيلاتها من الحركات الشّبابية فى فرض أسماء شعرائها فقط لأنّ جلهم حقق وجوده فى مسابقات عربية كبيرة سابقا إلا أنه عانى من التّهميش إجباريا أو اختياريا فى وطنه، ولذا فإن طموحهم يتعدى ذلك إلى البحث عن العالمية، وكسر حاجز اللغات والحضارات فيما بينها بالشّعر، ولعل هذا هو سبب اختيارها لاسم كونى لا ينتمى لأى لغة بشكل خاص.
 
 كما تؤكد (حركة فاى) فى مبادئها على النظرة الإنسانية للأدب، وعلى عدم الاصطفاف مع أى أيديولوجيا، نبذا منها للتعصّب والتشدد والتمييز، وهذا ما يعكس نظرة الجيل الجديد الباحث عن إنسانيته قبل كل شىء بعيدا عن دوائر ضيقة تصنّف الناس، وتقطع جسور التّواصل مع هذا الجمهور أو ذاك، كما لا تهمل فاى النقد وتملك هيئة استشارية نقدية خاصة ستواكب التّجارب بدقّة وبعيدا عن المجاملات، وذلك من أجل إعادة النقد البناء إلى الواجهة فى ظل غيابه عن السّاحة، إضافة إلى هيئة للترجمة بأكثر من لغة، ستكون مهمتها تعزيز تصدير النّص العربى إلى الخارج، وأغرب ما فى هذه الحركة هو أنها تعتمد بشكل على نفسها وعلى دعم أعضائها لها.
 
من ناحية أخرى لا تهمل (فاى) كونها حركة عربيّة، وتولى أهمية بالغة لتمثيل النّص العربى من المحيط إلى الخليج من خلال كثير من النّشاطات والفعاليات والمبادرات لبناء جسور قويّة بين هذه البلدان التى تجمعها اللغة ويوحدها الأدب والتّاريخ.
 
وحول هذه المبادرة قدم عضو فاى الشّاعر عبد الغنى بلخيرى، تصريحا حصريا لـ اليوم السّابع قائلا: "إن الجيل الشّعرى الشّاب على الصعيد العربى وليس فقط الجزائرى يملك وعيا حقيقا لأسباب كثيرة، منها أننا جيل التكنولوجيا ووسائل التّواصل الاجتماعى، لذا كان من الطّبيعى أن نختلف عمن سبقونا وأن نبحث عن صوتنا الخاص وعن وجودنا المحدد تاريخيا بلحظة زمنية فارقة، و(فاى) هى مجموعة من الشّعراء الشباب الذين أرادوا أن يشكّلوا صوتهم الخاص بعد أن وحدتهم رؤية محددة للمشهد، وامتلكوا الوعى الكافى ليخطوا طريقهم بإمكانياتهم وليقرروا السير فيه معا".
 
وعن اهتمام حركة (فاى) بالتواصل مع المشهد المصرى، قالت الدكتورة حنين عمر: "مصر قلب العالم العربى، ونحن نعتبرها منارة حضارية وللجزائر معها علاقات مشتركة وعميقة منذ ما قبل التّاريخ ومن عصر الفراعنة حتى العصر الحديث، لذلك كان من الطبيعى أن يكون البث التّجريبى لـ (فاى) يبدأ منها حيث تم تنظيم أمسية مشتركة جزائرية مصريّة بين شعراء (فاى) والشّعراء المصريين الشّباب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكنّا آنذاك ما زلنا فى مرحلة بناء الفكرة والتأسيس لها، وشجّعنا نجاح الأمسية على المضى قدما وتكريس الفكرة على أرض الواقع، وبكل تأكيد ستظل مصر من أولوياتنا والتّواصل مع شعرائها وأماسيها بل والنّشر فيها أيضا ضرورى لمدّ جسور العلاقات الثقافية وتكريس التّرابط الإنسانى والتاريخى بين البلدين الشقيقين، أما عن حلم العالمية الذى يراه كثيرون ضربا من الخيال فأقول لهم من حقق هذا الهدف كان يوما ما مجرد شاب يحلم به ويعمل من أجله، وإن استطاع شعراء غربيون كالبرناسيين مثلا أن يغيروا تاريخ الأدب، فلماذا لا يستطيع شاعر جزائرى أو عربى أن يفعل؟ إن الإيمان بالحلم هو أقصر الطرق إلى الحقيقة".
 
وحول اعتماد (فاى) على نفسها قال الشّاعر حمزة العلوى: "فاى هى حلم كلّ الشّعراء الشباب الجزائريين والعرب ممن يريدون العمل بجديّة على أنفسهم من أجل بناء مستقبل حقيقى للأدب العربى، وفاى هى "فكرة"، وقيمة أى فكرة هو فى قدرتها على تكريس وجودها بإمكانياتها فقط، وأعتقد أن فاى تجمع أطباء ومهندسين وأساتذة وغيرهم، فهم لا يريدون مكاسب من الشّعر بل سيتبنون قضيته لأنه جزء منهم، فنحن بحاجة إلى من يعطى أكثر ممن يأخذ فى هذا العالم".
 
ويبلغ عدد شعراء (فاى) عشرين شاعرا تم الإعلان عنهم بالتّرتيب الأبجدى كالتالى :أسامة رزايقية، أسامة كاسح، آمنة حزمون، آمنة محمد بلعربى، آية سابت، بشير ميلودي، حسناء بروش، حمزة العلوى، حنين عمر، رابح فلاح، ربيع السبتى، رضا بورابعة، سمية دويفى، عبد الغنى بلخيرى، عبد القادر العربى، عبد الوهاب بوشنة، عقبة مازوزى، عمر عميرات، محمد دوبال، موسى براهيمى.