اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 04:57 م

النائب عبد الرحيم على

ننشر نص كلمة النائب عبد الرحيم على بندوة البرلمان الأوروبى عن خطر الإخوان

كتب- محمود العمرى الثلاثاء، 12 يونيو 2018 04:33 م

ينشر "اليوم السابع" نص كلمة النائب عبد الرحيم على، عضو مجلس النواب، في ندوة للبرلمان الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن خطر انتشار الإخوان في أوروبا وعلي القيم الغربية، والتى فند فيها خطر هذه الجماعة الإرهابية، وذلك ضمن سلسلة كبيرة يقوم بها النائب لكشف مخططات الجماعة الإرهابية.

 

وجاء نص الكلمة والتى ألقاها فى البرلمان الأوروبى :"جئت إلى هنا تسكننى قناعات عديدة، شكلتها سنوات طويلة من الخبرة والمعايشة لتيارات الإسلام الحركى في بلادى، أنتجت خلالها ثمانية عشر كتابا باللغة العربية حول مسارات وتجارب وأفكار واستراتيجيات تلك الحركات، الإخوان المسلمون ، تنظيم القاعدة، الجماعات الإسلامية المسلحة، والحركات السلفية، وأخيرا داعش، وتم ترجمة كتابين منهم باللغتين الإنجليزية والفرنسية الأول: حول دولة الاخوان ، والثاني: حول تنظيم داعش.


عبد الرحيم على 

 

وقال على :" أولى تلك القناعات: وأهمها، أن أوروبا تعيش مرحلة خطر حقيقي، يتمثل في زحف قيم تيار الإسلام الحركى وفي القلب منه الجمعيات التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، التي وصل عددها إلى خمسمائة جمعية وهيئة فى أوروبا، على القيم الغربية في محاولة لإذابتها أو ابتلاعها وتمكين قيم مختلفة عوضا عنها، وفق مراحل مدروسة ومخطط لها سلفا ومجربة فى مناطق عديدة من العالم".

 

وأضاف :" ثانى تلك القناعات أن الإرهاب الذي تعاني منه دول العام والذي زحف بقوة علي بلدان الاتحاد الأوروبي بدأ فكرا فى بلادنا، وإن مرحلة التفجيرات لم تكن سوى نهايات الخيط الذي تضمن الحشد والتعبئة والتجنيد والتلقين وفق مفاهيم بنيت علي كراهية الآخر المختلف دينيا، ومبدأ الاستعلاء بالايمان. تلك المفاهيم التي لم تجد من يتصدى لها في حينها حتى باتت جزء من تفكير العامة من المسلمين الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه، وهو ايضا مرشح للتكرار هنا في بلادكم اذا تركتم الوضع كما هو عليه دون مواجهة حاسمة ،وان محاصرة البدايات يا سادة لازمة وضرورية لمنع الوصول الي النهايات، وبالتالي اذ لم نحاصر الفكر ونواجهه ونردعه بقوة القانون والدساتير والاعراف المنظمة للمجتمعات، سيقودنا حتما الي الفعل الارهابي مهما كانت خبراتنا وامكاناتنا الامنية" .


عبد الرحيم على 

 

وأوضح عبد الرحيم على أن:" ثالث تلك القناعات أنه لا بد لأى نجاح في مواجهة تلك التيارات أن يبدأ بدراسة واعية ومتعمقة لتجربة بلدان المنشأ، دراسة صعود وهبوط منحنى التطور ومسارات التوغل في المجتمعات التي نشأت فيها تلك الحركات، وصولا لذروة تحققها، إبان ثورات الربيع العربى، هذا إذا أردنا مجابهة حقيقية وجادة وجذرية لما يواجه أوروبا من مشكلات تتعلق بالإرهاب وانتشار الفكر المتطرف".

 

وأشار إلى أن رابع تلك القناعات تتمثل فى أن التعامل الغربي مع تلك الظاهرة، ظاهرة الاسلام الحركي جانبه الصواب في كل مراحلة بدءا من قبول الاختلاف على أرضية القانون والدساتير بحجة مراعاة الخصوصية وانتهاء بمداعبة تلك الحشود لأغراض انتخابية مرورا بالتعامل مع فريق منهم بدعوى بعده عن الاتيان بالفعل العنيف، أو التورط في العمليات الارهابية التي حدثت وما زالت تحدث في مدن وعواصم أوروبا.


 

أولى قناعاتى

وصلت خلايا الإخوان إلى أوروبا في خمسينات وستينات القرن الماضي، بعد صدامهم الشهير مع الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، حيث احتضنتهم ألمانيا الغربية كمحطة أولى فى أوروبا انتقاما لاعتراف ناصر آنذاك بجمهورية ألمانيا الشرقية، أشخاص لا يتعدوا اصابع اليد الواحدة لا يملكون من حطام الدنيا شيئا حتى دور العبادة كان يستعوضون عنها بحجرات داخل منازل بعضهم، الآن باتوا يشكلون جزءا مهما من النسيج المجتمعي لدولة كبرى كألمانيا وقس على ذلك ما حدث في فرنسا وانجلترا والنمسا وبلجيكا وبقية دول الانحاد الأوروبي الآن. هل استغل الإخوان عطف الغرب وفقط للوصول إلى ما وصلوا إليه؟، أم أنهم كانوا يسيرون وفق خطة مجربة في بلدان المنشأ واستراتيجية ثابتة رسمها المرشد المؤسس حسن البنا حينما أوضح مسار وهدف الاخوان وخطتهم في مراحل ست وهى  بناء الفرد المسلم وفق النهج الاخواني، ثم بناء الاسرة المسلمة، ثم بناء المجتمع المسلم، ثم بناء الحكومة الاسلامية، ثم تأسيس الخلافة الاسلامية، وصولا إلى أستاذية العالم، أى سيادة النظام الاخوانى للعالم؟، كل هذا كان طموح الرجل الذى بدأ جمعيته فى مصر في عام ١٩٢٨ بخمسة أعضاء، ووصل بهم إلى السلطة عام ٢٠١٢، بعد ٨٦ عاما بالضبط".

 ما يقومون به هنا فى أوروبا تربية الفرد المسلم وفق منهج الإخوان ثم الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم، حيث سوق الحلال المليئة بالنصب، وانتشار المساجد الإخوانية، والمدارس والقيم التي ملأت الشارع الغربي في ميونخ وباريس وبروكسل، زحف بطئ علي القيم الغربية حيث احترام التعددية الدينية والفكرية واحترام المرأة وحرية الرأى والتعبير. كل ذلك يجرى التدريب والتعليم داخل مساجد الضواحى ومقرات الجمعيات في المدن الغربية على عكسه تماما. وفق تمويل ضخم يأتى من هنا وهناك دون أية رقابة صارمة لتخريج دفعات من الإرهابيين ثم يكتفى البعض بالتنصل من الفعل الارهابي وادانته دون التعرض الى كونهم من قاموا بتربيته وتغذيته بقيم الكراهية والتعصب.

الأمثلة كثيرة.. يكفى أن أشير هنا إلى أن كل الذين قاموا بعمليات التفجير في فرنسا تعلموا ورضعوا تلك الأفكار داخل مساجد يسيطر عليها أئمة متطرفون تابعون لتنظيم الاخوان.. سأروى لكم مثال بسيط آخر ولكن له دلالات خطيرة، فعندما يزحف التطرف وبث قيم الكراهية للفن تصبح المشكلة عميقة وتحتاج إلى وقفة مجتمعية مثال مغنى الراب الفرنسي من أصل جزائري، اسمه "مدين".

 

قناعتى الثانية:

إن الإرهاب يبدأ فكرا فإذا ترك دون مجابهة انتشر داخل المجتمع فانشأ أرضية خصبة لنمو التطرف ثم الإرهاب، فإذا تركنا أفكار التمييز الديني ضد غير المسلمين والتى وصلت عند جمعيات الإخوان فى فرنسا إلى حد عدم السماح بالاشتراك فى عضويتها إلا للمسلمين وتنتفى عنك العضوية عندما تقصر في أداء فروض الاسلام ولا تلتزم بتوجيهاته تلك الفروض التي يحددها بالطبع جماعة الإخوان القائمة علي تلك الجمعيات، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل امتد إلى المرأة فهي غير مسموح لها أصلا وفقا للوائح الخاصة بتلك الجمعيات في بلد كفرنسا من الانضمام إليها، فضلا عن ترأس أو عضوية مجلس ادارة، تلك الجمعيات. هل يذكرنا ذلك بشئ؟!..  يذكرنا بالطبع بما حدث في بلادنا حيث ظل مكتب إرشاد جماعة الاخوان منذ نشأته في عام ١٩٢٨ وحتى اليوم مقصورا علي الرجال فقط، بل الأنكى من ذلك أن قسم المرأة في الجماعة ظل يترأسه رجل حتى يومنا هذا. ناهيك عن أن غير المسلم لا يحظى بعضوية تلك الجماعة التي كانت مؤسسة وفقا للقانون الذى لا يسمح بالتمييز على أساس من الجنس أو العقيدة .

 

وظلت تلك الجماعة تنفث سمومها الفكرية الخاصة بأوضاع غير المسلمين من أقباط مصر ودور عبادتهم، وكذا المرأة وموقعها فى المجتمع ودورها، وكذا الفن وقضايا الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير، حتى جهزت الأرضية لمجتمع جرى له ما جرى ووصل إلى ما وصل اليه من تخلف وردة فكرية بعدما كان ساحة لاستيلاء أفكار الحداثة ومهدا لرجالها ـمثال رفاعة رافع الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ولويس عوض والعقاد وعلي عبد الرازق ومصطفي عبد الرازق، ووطنا لام كلثوم والسنباطي ومحمد عبد الوهاب، بات وطنا للسلفية المقيتة وافكار التمييز والكراهية .

 

مثالان، الأول دراسة الجمعيات الخاصة باتحاد المتظمات الاسلامية فى فرنسا، والثانى فتاوى الإخوان فى بناء الكنائس ودفن غير المسلمين مع المسلمين.

 

 

قناعتى الثالثة:

 

إنه بدون أن تعوا وتستوعبوا تجربتنا جيدا والتي بدأها البنا عام ١٩٢٨ بخمسة رجال ووصل بهم عبر مراحل ست: الفرد المسلم وفق النهج الإخواني والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والحكومة الإسلامية والخلافة واستاذية العالم إلىى أن أصبحت الجماعة عشية الربيع العربي موجودة في ٨١ دولة وقوامها ١٢ مليون عضو حول العالم، وتملك تنظيمان التنظيم الدولي وتنظيم الرابطة، تمتلك ٦٠ مليار دولار، ووحدات عسكرية تابعة لها تحركها بالريموت كونترول عبر العالم، تم استخدامها في اقتحام السجون المصرية على سبيل المثال، في يناير ٢٠١١.

 

وأجهزة إعلام وعلاقات سياسية رفيعة حول العالم وعلاقات أمنية أرفع مع أجهزة استخبارات كبرى، ثم وصلت إلى السلطة في مصر في ٢٠١٢ تطبيقا وتنفيذا للمرحلة الرابعة مرحلة الدولة الاسلامية التي يخططون لها هنا في أوروبا، دأب وصبر، ولا يعني ذلك أن تكون الحكومة مكونة من مسلمين لكن يجب ان تخدم الفكر الاخوانى وهذا هو الأساس. وليس ما قاله اردوغان وما نادى به وهو أحد كوادر التنظيم الدولي للاخوان ببعيد، حيث قرر أنه على المسلمين في الغرب أن يبدأوا مرحلة جديدة من مراحل التمكين تتمثل في الانخراط فى المجتمعات الغربية والتمكين فى مرافقها الحيوية للتأثير على القرار السياسي.

 

إن عدم استيعاب تجربتنا والعمل على تحجيم هذه الجماعات بالقانون وبالالتزام به فقط ، فيما يتعلق بفوضى الأموال وفوضى بناء دور العبادة وفوضى المدارس والجمعيات وفوضى الدعوة على المنابر وعدم الالتزام بالقيم الغربية وبالنظام والقانون سيؤدى حتما إلى ابتلاع تلك المجتمعات من قبل هذه الجماعات.

 

 

رابع قناعاتي:

 

إن التعامل الغربي مع تلك الظاهرة الخطيرة جانبه الصواب، منذ البداية، فالمانيا تعاملت معهم كلاجئين هاربين من جحيم عبد الناصر الذي اعترف بالمانيا الشرقية فكانت نتيجة ذلك توغلهم في المانيا حتى بات أحدهم ويدعى "إبراهيم الزيات" أحد المسيطرين ماليا وسياسيا على معظم مؤسسات المسلمين ليس فى ألمانيا وحسب وانما فى الغرب كله.

 

استخدام فكرة "الأخ الأكبر" لمجابهة انتشار العنف والمخدرات في الضواحي الفرنسية أعطى الاخوان قوة وحصانة باتوا من خلالها القوة أكبر منظمة للمسلمين في الغرب فاتحاد المنظمات الاسلامية فى فرنسا ٢٥٠ منظمة، بينما يبلغ عدد منظماته فى أوروبا كلها ٥٠٠ منظمة.

 

السماح بفوضى الأموال تحت دعوى أن الجاليات الإسلامية تحتاج إلى دور عبادة وجمعيات تقوم على طقوسها من طعام حلال وحج وعمرة وخلافه أدى الى تمركز تلك النشاطات بايدي قوى منظمة انتزعت وظائف الدولة وأصبحت دولة داخل الدولة تعطي وتمنح وتمنع فساهم ذلك في اتساع فكرة التجنيد على أساس المصالح المشتركة ودفع ذلك بسياسيين عديدين إلى الارتماء فى أحضانهم، والأمثلة على ذلك عديدة ومتنوعة.

 

مثال: مؤتمر برعاية عمدة جمهوري لمنظمة يتم التحقيق بسأن تمويلها للارهاب، وفوضى أموال المسلمين ( تحقيق الأوبزرفتير) الفرنسية.

 

وسرعان ما دخلت دول على الخط مثل قطر فذاع صيتها باعتبارها الشارى الأكبر لسياسيين وإعلاميين غربيين وكذا رياضيين، ومنشآت وشركات حتى باتت تتحكم في اقتصاديات عديدة فى أوروبا ، هل كنا نتخيل ولو حتى فى أحلامنا أن تنافس قطر على مقعد مدير مؤسسة اليونسكو، أو تستحوذ على حق استضافة كأس العالم، وأن يستشرى فى كل تلك النشاطات حكايات الرشوة والفساد.

 

وتكتمل المأساة إذا أضفنا إلى كل ذلك الاتحاد القائم بين تلك الحركات الاسلامية المتطرفة وفي مقدمتها الإخوان وبين تلك الإمارة الصغيرة وإيوائها عددا لا بأس به من المطلوبين أمنيا على خلفية تمويل الإرهاب وإدارتها لعدد لا بأس به من المنظمات هنا فى الغرب.. ألا يشعرنا كل ذلك بالخطر وأنه آن الأوان لكى ننظر نظرة مختلفة إلى الكيفية التى نعالج بها كغرب تلك القضية الملتهبة.