اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:48 ص

عرق الصائمين فى مصر

صور.. عرق الصائمين فى مصر.. مرمم الآثار يتحمل حرارة الشمس والحيوانات الزاحفة والمواد الكيميائية بنهار رمضان.. سائق الميكروباص ينادى على الركاب وسط الزحام والعوادم.. الخبازون أمام النار لتوفير الخبز للمواطنين

هناء أبو العز - حسن مشالى - أيمن لطفى- عبد الله صلاح - أحمد مرعى الأحد، 27 مايو 2018 04:00 م

*فى بنى سويف..عمر الفران: أعمل أمام" ماكينة سير" حرارتها 110 درجات ويوميتى 55 جنيها وأحرص على صيام رمضان

 

*ياسر الأسوانى يعمل 8 ساعات على ماكينة حصاد القمح.. و"الساعة بخمسة جنيه".. والإفطار فى أرض المزارع

 

*أشهر بائع كنافة بإسنا: الحر الشديد وغلاء الأسعار أدى لاختفاء الزبائن نهارا ويتوافدون قليلا بعد الإفطار

 

"يامهون هونها وقول.. يامهون هون علطول..غنينا ألفين موال على الغربة وليال طوال ومسيرك ترتاح البال ليه تشكى وتقول الآه بعافيتك وبعون الله حتنول اللى بتتمناه".. طالما العافية والصحة موجودة هنشكر ربنا عليها ونصوم واحنا بنشتغل.. ترددت هذه الجملة على لسان معظم من التقينا بهم، وهم يمسحون عرق كدهم فى العمل نهار رمضان، وشدة الحرارة التى تجعل الكثيرين، يمكثون فى منازلهم، أو البعض يعمل فى أجواء التكييف والمكاتب ليعود إلى منزله داخل سيارته المكيفة، ويستقر فى منزله منتظرا أذان المغرب للإفطار.

 

ولكن للشقاء أصحابه، فهناك من يستيقظ فى أوقات مبكرة من صباح اليوم، ويعمل تحت حرارة مباشرة من الشمس، ويصر على إكمال صيامه، حتى يزيد من ثوابه عند الله.

 


 

 

"اليوم السابع" التقى بعضا من أصحاب هذه المهن، وهم ما نقدمهم لكم فى التقرير التالى:

 

- مرمم الآثار.. يتحمل حرارة الشمس والحيوانات الزاحفة والمواد الكيميائية

ومن المهن التى توارت قليلا عن العيون، ويعانى أصحابها الأمرين، فى أعمال خطرة ومرهقة، تبدأ من الثامنة صباحًا وتنتهى فى الخامسة عصرا، تحت حرارة الشمس الشديدة وعطش شهر رمضان الكريم، يأتى أخصائى ترميم الآثار.

محمد فوزى محمد، أخصائى ترميم آثار، متخصص فى الحفائر عن الاكتشافات الأثرية الجديدة، يتحدث عن مشاق مهنته، قائلا: أعمل براتب 1140 جنيها، وتقوم وظيفتى عند الإبلاغ بهدم عقار أو بناء آخر، حيث أقوم بالبحث والتنقيب فى المكان المشار إليه، عما إذا كان المكان فيه آثار من عدمه.

 

ويضيف محمد فوزى: فى بعض الأحيان، تظهر لنا بعض الحيوانات الزاحفة والقوارض، أثناء البحث، ونتعرض للكثير من المخاطر، فقد ظهرت لنا فى أحد الأيام ثعابين وعقارب.

ويقول محمد فوزى: "فى نهار رمضان نعانى طبعا من مشقة العمل فى حرارة شديدة، مع الحركة فوق السقالات، بالإضافة إلى استخدام بعض المواد الكيمائية فى الترميم، وفى نهاية اليوم يكون الإرهاق الأصعب فى المواصلات والزحام فنصل المنزل فى وقت الإفطار.

 

ومع إجازة بعض الشيوخ إفطارهم فى رمضان يقول محمد فوزى: مستحيل نفطر، حتى نأخذ الأجر والثواب مضاعف، لأن الله يعلم بمشقتنا وتعبنا، والصيام هو الذى بين الله وعبده.

سائق الميكروباص.. أظل أنادى على الركاب وأتحمل حر الصيف وزحام الطريق من العاشرة صباحا وحتى المساء

وبالرغم من شدة حرارة الصيف، يقف سائق الميكروباص، ينادى على الركاب، لتستقل سيارته، التى يأتى عليها الدور، بعد أن يقف بها بعض الوقت لحين اكتمال سيارات زملائه الذين أتوا من قبله، وفور انطلاقه بالسيارة يبدأ فى سجال وجدال مع الركاب، الذى قد يرفض بعضه دفع الأجرة، أو يحتاج إلى "فكة" ولا يجد، أو يحل نزاعات بين الركاب وبعضها.

يقول كريم العمراوى، أحد سائقى الميكروباص بالإسكندرية: أعمل من العاشرة صباحا، وحتى العاشرة ليلا، ولا يختلف الأمر فى نهار رمضان، بل بالعكس أزيد فى توصيل الركاب فى أوقات ما قبل الإفطار، حتى يستطيعوا اللحاق بأسرهم للإفطار معهم، وأفطر أنا وباقى زملائى، فى أحد المواقف، أو على بعض الموائد المخصصة لنا.

 

ويضيف كريم العمراوى، أكبر المعوقات التى تواجهنا فى نهار رمضان، هو شدة الحرارة، وزحام الطريق، خاصة أن معظم المواطنين، يخرجون من أعمالهم فى نفس التوقيتات، والشارع يكون مزدحم، ولكن الله يساعدنا على الصبر والتحمل، حتى نحصل على الثواب مضاعف.

ويكمل كريم العمراوى، أن شهر رمضان شهر الخير والبركة، فأفضل الأوقات التى يواجهها فى هذا الشهر، هو قبيل موعد آذان المغرب، تجد الكثير من الشباب يعترضون الطريق ويقدمون التمر والعصائر المختلفة، تساعد السائقين على التصبر بها لحين توصيل الركاب.

 

الخبازون يتحملون نار الفرن مع مشقة الصيام لتوفير الخبز للمواطنين

"لا يشعر بالنار إلا اللى ماسكها" ينطبق هذا المثل على الخبازين، الذين يتحملون نار الفرن وهم يقفون خلفها لوضع العجين ليخرج من الناحية الأخرى خبزا، يتلقفه شخص آخر من على السير، متحملا حرارة نار الفرن وسخونة الخبز وهو يرصه قبل أن يسلمه للمشترى.

ننتبه لمعاناة الخبازين فى الأفران للحظات، ونحن نرى العرق يتصبب منهم من وهج النار، ونقارن للحظات بين شعورنا بحرارة الجو ومشقة الصيام، وبين حالهم ومعاناتهم الدائمة، وبمجرد حصولنا على الخبز ومغادرة المكان يتلاشى التفكير فى معاناتهم ومثابرتهم التى لا تفارقهم.

 

يقول السيد أحمد الذى يعمل بأحد المخابز البلدية، ليس كل شخص يستطيع العمل فى الفرن فى الظروف العادية، فما بالك فى العمل أثناء الصيام، وخلال فترة النهار، مؤكدا أن الله يعيننا على العمل وقت الصيام، ويخفف عنا، مشيرا إلى أن معظم الذين يعملون فى المخابز من الصعيد وخاصة محافظة سوهاج، وأنهم اعتادوا على ظروف العمل.

وأضاف الفران أن رغيف العيش يخرج من النار وكأنه قطعة منها، ويتم التعامل معه بطريقة معينة لإمساكه ورصه وتسليمه للزبون، مؤكداً أن عدم الاحتراس قد يسبب إصابة لمن يمسكه سواء كان يعمل بالفرن أو الزبون، فالرغيف يخرج منتفخا وبداخله بخار حار جدا، وفى حال فتح الرغيف يندفع منه البخار بشدة ولو لامس هذا البخار اليد يحرقها ويسبب تسلخات.

 

وشكا الخباز من أن كثير من الناس لا يقدرون معاناتهم ولا يراعون العمل فى النار، خاصة وقت الزحام، وكل شخص يفكر فى نفسه ويريد الحصول على الخبز قبل غيره أو يطالب بانتقاء الخبز وأن تتم معاملته معاملة خاصة.

ويؤكد إبراهيم قبيصى، صاحب مخبز بلدى شهير بمطروح، أن العاملين فى المخابز لا يحصلون على إجازات حتى فى الأعياد، وتعمل المخابز بانتظام فى أقسى الظروف ومن بينها خلال شهر رمضان والصيام.

 

وأوضح إبراهيم قبيصى أن العمل يبدأ فى الأيام العادى بعد صلاة الفجر بتجهيز العجين حتى يخمر ويبدأ إدخال العجين فى النار والبيع للمواطنين، فى الصباح الباكر، وبعدها يتم أخذ استراحة والتجهيز لإنتاج الخبز وبيعه خلال فترة الظهر وحتى نفاد الحصة، ويبدأ العمل خلال رمضان وبيع الخبز من الساعة 11 صباحا حتى الساعة 2 ظهرا، وبعد الاستراحة يستمر العمل إلى بعد صلاة العصر حتى نفاد الحصة المخصصة للمخبز.

محمد عمر مرسى 50 سنة دبلوم صناعى "فران"، يعمل لساعات أمام "ماكينة سير" تصل حرارتها إلى 110 درجات علاوة على ارتفاع درجة حرارة الجو أثناء إعدادهم الخبز.

 

 

 

يقول عمر: مارست لعبة كرة القدم بقطاع الناشئين بنادى بنى سويف وصعدت للفريق الأول، ولكن الكرة وقتها لا تدر أموالا مثل الوقت الحالى وكان والدى يعمل فرانا وزوجنى صغيرا فقررت العمل فى مهنة والدى.

 

وأضاف محمد عمر قائلا: رزقنى الله أربعة أبناء خالد 23 سنة، ندا ثانوية عامة، شهد الصف الثالث الإعدادى، عمر 9 سنوات، وأنفق عليهم من مهنة الفران التى أعمل بها منذ 30 عاما إذ أعد مسئولا أمام صاحب المخبز ومشرفا على العمل نظرا لكبر سنى وخبرتى بالنسبة للصنايعية العاملين معى.

 

 

وتابع محمد عمر قائلا: "تبلغ حصة المخبز 3 أجولة ونصف الجوال ونبدأ العمل فى شهر رمضان من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا، وأقف أمام ماكينة السير، الذى تتراوح درجة حرارتها من 100 إلى 110 درجات مئوية والتقط عجين الخبز من الطاولات الخشبية، وأضعه على السير ليخرج من الجانب الآخر خبزا جاهزا يباع للمواطنين.

وأوضح محمد عمر أنه برغم ارتفاع درجة حرارة السير، علاوة على حرارة الجو المرتفعة هذه الأيام، وشعورى بالعطش وجفاف الحلق واللسان مقارنة بمن يعملون بالمكاتب من الموظفين، إلا إننى حريص على صيام شهر رمضان منذ عملت فى هذه المهنة، وانتهز فرصة سماع الأذان، للوضوء بالمسجد، الذى يخفف من حدة درجة الحرارة، وفور الانتهاء من العمل و"تسجيل" كميات الدقيق التى تم استخدامها فى تصنيع الخبز ومحاسبة الصنايعية وتسليم الإيراد لصاحب المخبز، أصطحب ابنى الأكبر خالد الذى يعمل معى بالمخبز ونعود إلى المنزل لاغتسل قبل استسلامى للنوم بضع ساعات لأستيقظ على أذان المغرب لتناول الإفطار وأحيانا أستغرق فى النوم دون الاستحمام من شدة التعب والشعور بالعطش.

وبرغم صعوبة مهنتنا خاصة فى شهر رمضان ولا يتعدى أجرى 55 جنيها إلا أننى أعمل بها للإنفاق على أسرتى، خاصة وأنا معى ابنتين طالبتين بالإعدادية والثانوية، فضلا عن أن شقيقهما الأصغر يعانى مرض السكر منذ ولادته ويحتاج إلى الحقن بأنبولين من الأنسولين أسبوعيا قيمتهما 84 جنيها ونظرا لعدم وجود الأنسولين بالتأمين الصحى أضطر إلى شرائه من الصيدليات الخارجية.

 

وأشار محمد عمر إلى أن نتيجة خبرته فى المهنة وحصوله على مؤهل متوسط فيتمكن من إنهاء كثير من المشكلات التى تنشب بين الزبائن وصنايعية المخبز فى رمضان بسبب معاناة الصوم فى ظل درجات الحرارة المرتفعة.

ياسر الأسوانى.. يعمل 8 ساعات على ماكينة حصاد القمح.. و"الساعة بخمسة جنيهات".. والإفطار فى أرض المزارع

يخرج ياسر حسن، الشاب الأسوانى، من بيته مع طليعة كل صباح ليستطلع رزق يومه بعد أن حرمته ظروف الحياة من استكمال تعليمه أو الالتحاق بوظيفة مرموقة وأصبح يفتش عن قوت يومه بين أعمال الزراعة فى قريته بمحافظة أسوان، لإطعام زوجته وأطفاله الصغار.

التقى "اليوم السابع" بالشاب الأسوانى محمد حسن، والشهير بـ"ياسر"، وتحدث قائلا: أبلغ من العمر 31 سنة، وحصلت على الشهادة الثانوية الأزهرية، ومن وقتها وأنا أعمل سائق جرار زراعى باليومية، لأن الجرار ليس ملكى ولكن يملكه رجل قبطى يدعى "المقدس شهيد"، من أهالى القرية التى نعيش فيها سويا ويراعى فيها السكان اجتماعيا بعضهم البعض.

 

وتابع الشاب الأسوانى الحديث قائلا: خلال هذه الأيام نعمل فى مجال حصاد القمح وتبدأ مهمتى عندما نسمع أن أحد مزارعى القمح سيبدأ الحصاد فأذهب إليه مباشرة وأعرض عليه العمل، وهناك أيام نقضيها بالأسبوع دون عمل، مضيفا أن طبيعة عمله يوم الحصاد هو أن يشغل جراره بعد تثبيت عجلاته على رافع حتى لا يتحرك، ويربط سير الجرار بماكينة الحصاد حتى تعمل عندما يدور الجرار، ومن حين لآخر يوضع لها كمية من "العسل الأسود" حتى يتماسك السير ببعضه ولا يخرج عن مساره أثناء الدوران والربط بين الجرار والماكينة.

وأشار إلى أن مهمته خلال حصاد القمح شاقة وتحتاج إلى مجهود كبير خلال فترة العمل المتواصلة، التى قد تصل لنحو 8 ساعات، وأحيانا كثيرا يحرص صاحب الأرض بإعداد الإفطار للصائمين بعد الفراغ من العمل قبل أذان المغرب بقليل، لافتا إلى أنه خلال فترة العمل يلثم وجهه ليقف على ماكينة الحصاد تحت أشعة الشمس ويضع بيديه حزم القمح بالماكينة، وسط غبار الحصاد، الذى قد يتسبب فى التهاب الجيوب الأنفية بخلاف ما يعانيه من وقوف على قدميه طوال فترة العمل.

 

وأضاف الشاب الأسوانى، أنه يتقاضى مبلغ 5 جنيهات فى الساعة، خلال فترة العمل، معلقا "الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب"، ومع ذلك فإن المقابل المادى ليس هو المكسب الحقيقى من حصاد القمح، ولكن ما يسعى إليه العاملون فى الحصاد هو كمية القمح التى يحصل عليها فى نهاية اليوم، ويجمع عليها ما يعطيه له المزارعون فى الحصاد من هنا وهناك، حتى يتجمع له فى النهاية كمية مناسبة تكفيه وأسرته للأكل منها طوال السنة.

وأوضح الشاب الأسوانى، بأنه متزوج من امرأتين ولديه طفل من المرأة الأولى يبلغ من العمر 6 سنوات، ويعيش فى بيت أسرته الكبير والنزل قديم مبنى بالطوب اللبن ويكاد يسقط على رءوس قاطنيه نتيجة تأثير المياه الجوفية على المنزل، ويعمل "ياسر" ليل نهار للإنفاق على أسرته، معلقا: "ما أحصل عليه من 5 جنيهات فى الساعة لا تكفى لشراء الصابون اللازم لغسيل ملابس العمل ونظافتها من الزيوت والشحم التى تلحق بها فى نهاية اليوم، والواحد لو تعب ممكن يستلف عشان يتعالج".

 

أشهر بائع كنافة بإسنا: الحر الشديد وغلاء الأسعار أدى لاختفاء الزبائن نهارا ويتوافدون قليلا بعد الإفطار

دخل شهر رمضان الكريم على محافظة الأقصر فى أجواء من الطقس شديد الحرارة، وتلك الحرارة الشديدة ترهق العاملين فى المهن الشاقة التى تتطلب وجود نار ومخبز سواء حديث أو قديم، حيث يقول محمود أبو عمار الأسيوطى صاحب مخبز بمدينة الأقصر، أن الصيام يجب أن يتم فى كل فصل من فصول السنة سواء الصيف أو الشتاء، مشددا على أنه برغم حالة الطقس الشديدة إلا أنه والعمال فى مخبز مستمرون فى عملهم لأجل لقمة العيش الحلال.

ويضيف محمود أبو عمار، صاحب مخبز الإيطالية للمخبوزات والحلويات لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل فى تلك المهنة وداخل المخابز طوال العام منذ أكثر من 15 سنة لأداء مهمته فى كسب لقمة العيش الحلال، ويساعده يوميا فى مخبزه ما لا يقل عن 6 عمال من أبناء محافظة أسيوط داخل المخبز، مؤكداً أنهم تعودوا على حرارة الطقس الشديدة داخل المخبز، الذى من الطبيعى أن يكون داخله الطقس حار للغاية.

 

ويؤكد محمود أبو عمار، صاحب محل مخبوزات بالأقصر، أنه لتلافى تعرضه والعمال لأية متاعب خلال فترة الصيام، يتم توزيع العمل والخبيز على فترتين الأولى بعد صلاة التراويح بتوفير كل احتياجات المواطنين من فينو وحلويات مساء، والفترة الثانية تكون فجرا مع تحسن حالة الطقس وباقى اليوم يتم البيع والشراء فقط بسبب درجات الحرارة التى تتعدى الـ45 درجة خلال الأيام الماضية.

 

وتابع "ياسر": الحظ أشهر بائع كنافة بمدينة إسنا، أنه يعمل فى تلك المهنة منذ 7 سنوات، ويقوم بتجهيز سرادقه الخاص لكى يستطيع كسب لقمة العيش الحلال خلال الشهر الكريم، مؤكدا أنه له زبائن مخصصين يتوجهون إليه بصفة دائمة خلال الشهر الكريم لثقتهم فى منتجه البلدى المميز، موضحاً وخلال المواسم والمناسبات يقوم بالعمل فى مشروعات تدر عليه الرزق الحلال وتساعده فى شراء ملابس العيد والإنفاق على أسرته بصورة تليق بهم.

 

ويضيف أشهر بائع كنافة فى مدينة إسنا لـ"اليوم السابع"، أن هذا العام حالة الطقس ارتفعت بصورة كبيرة جدا وتتراوح يوميا من 42 لـ46 درجة وهو أمر صعب تماما للبيع والشراء خلال تلك الفترة، فيقوم بعمل الكنافة فى الصباح الباكر بكميات كبيرة وينتظر توافد الأهالى عليه بعد الظهر حتى المغرب، ثم يقوم ليلا بعمل خبزة جديدة من الكنافة تساعده طوال الليل.

ويؤكد ياسر الحظ بائع الكنافة، أنه ينتظر أن يبتسم الحظ له ويعمل فى مهنة براتب شهرى ثابت ليستطيع الإنفاق على أسرته، مؤكدا أن حرارة الطقس بجانب غلاء الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، أدت إلى قلة الزبائن الذين كانوا يتوافدون عليه يوميا لشراء الكنافة خلال شهر رمضان، وأنه حاليا ينتظرهم كل أسبوع أو كل 4 أيام لشراء ما يكفيهم.

 

كما يتوجه يوميا عمال الأجرة والصنايعية الذين يعملون باليومية، بعد انتهاء يومهم فى العمل حتى قبل العصر فى رمضان، إلى نهر النيل للسباحة داخله لترطيب أجسادهم من الحر الشديد الذى يعانون منه خلال العمل نهارا، وكذلك يفترشون خلال شهر رمضان المبارك مختلف مساجد المحافظة، والتى يتواجد داخلها مكيفات للهواء، وذلك للهروب من الحرارة الشديدة التى تسود المحافظة منذ انطلاق شهر رمضان المبارك ومازالت مستمرة حتى الآن، كما يتواجد داخل مساجد محافظة الأقصر الصائمون وفى أيديهم المصاحف المتواجدة داخل المساجد المختلفة بالأقصر، فهى عادة يومية يقوم بها الآلاف من أبناء أرمنت وإسنا والطود والبياضية والقرنة والزينية والرزيقات وغيرها من مدن وقرى محافظة الأقصر، حيث يتوجه الآباء والأبناء لأداء صلاة العصر والتواجد داخل المسجد حتى قبيل آذان المغرب بدقائق معدودة.

 

وفى هذا الصدد يقول محمد إبراهيم على إبن مدينة أرمنت، أن المنازل أغلبها مبنية بالطوب اللبن والطوب الأحمر وارتفاع أسعار التكييفات يجعل الغالبية لا تستطيع شراؤها، فلذلك لتوجه الجميع إلى المساجد لقراءة القرآن فى آخر ساعتين قبل الآذان، وكذلك الترويح عن أنفسهم والاستراحة داخل المساجد المكيفة بتبرعاتهم وتبرعات الجيران بالمنطقة.

 

أما حسن أحمد عوض من أبناء مدينة إسنا، فيقول إن الطقوس الرمضانية كثيرة ومختلفة ومن أجملها، أن تدخل المساجد عقب صلاة العصر فتجد حلقات القرآن متواجدة فى كل مسجد، ويقوم أبناء المحافظة بتلاوة القرآن الكريم للنيل من روحانيات وجمال القرآن وثواب القراءة خلال شهر رمضان المبارك.


عرق الصائمين فى مصر (1)

 


عرق الصائمين فى مصر (2)