اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 01:42 م

قلب الجميزة

قرأت لك.. قلب الجميزة.. 20 قصة تحكى عن الإنسان ومخاوفه

أحمد إبراهيم الشريف الجمعة، 25 مايو 2018 07:00 ص

استطاع الكاتب أحمد خالد، فى مجموعته القصصية "قلب الجميزة"، الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربى، أن يقدم صورة متكاملة عن  الإنسان الذى يشبهنا ونشبهه، عن حياته وأحلامه ومخاوفه.
 
فى 20 قصة متوسطة الحجم بدأت بـقصة "قلب الجميزة" وانتهت بقصى "أحداث اليوم السابع قبل الممات" قدم لنا أحمد خالد إنسانا يشعر بالوحدة ويعانى منها ويسعى دائما للتخلص منها أو يستسلم لها عن وعى، ولعل قصة "توقيت شتوى" هى القصة الأبرز فى التعبير عن هذه الصورة، فالرجل الذى يعمل فى تصليح الساعات هو الأكثر إحساسا بالوقت وبدرجة انفلاته من بين أيدينا.
 
ولعل قصة "مونولوج" تختصر الكثير الذى نود قوله فى هذا الموقف، فالإنسان الوحيد الذى لا يملك أسرة وفقد والدته مؤخرا، حتما سوف يهيئ له أن آخر يشبهه يحكى عنه وعن أحلامه الضائعه وعن أيامه المنفلتة.
 
أشياء كثيرة تعرضت لها المجموعة القصصية، التى اهتمت بوصف المكان بصورة مناسبة للحكاية سواء أكان ذلك قرية أو مدينة، بالطبع أحمد خالد كان مهتما أكثر بالإنسان لكنه لم يغفل المكان، بل اعتمد عليه كثيرا فى شرح وتفسير ما لم يرد هو أن يفصح عنه فمثلا فى قصة "مقتل كلب مسعور" نرى بعين الكلب الذى جاء يبحث عن صاحبه فى المدينة مدى البؤس الذى تعيش فيه هذه المدينة حتى أن العظام الملقاة فى القمامة كأنها قطعة بلاستيكية ليس فيها أى شىء يؤكل.
الحب والرغبة، لا أقصد الرغبة الجسدية فقط، لكن الرغبة فى الحياة، هى من التيمات التى حرصت المجموعة القصصية على تناولها، ورأت أن الإنسان المعاصر لديه نقص كبير فيهما، وربما قصة "قطار كل يوم" رغم الإطار الرومانسى للقصة لفتاة وشاب يفكران كيف يبدآن حوارا فى القطار لكنه يكشف من زوايا أخرى الكثير من الأزمات الحقيقية الكامنة خلف الرغبة فى الحديث، إنها البحث عن زوج وزوجة، عن حياة كاملة واستقرار غير موجودين.
وبالطبع لا تخلو القصص من الحس الساخر من الذات كما نجد فى "أنا الأسد أهو" وهذه القصة مستوى آخر من الكتابة فى المجموعة تكمن أهمته فى أنه مختلف عما قبله وما بعده، بلغته العامية وحسه الكوميدى، وتماسه مع قضايا مجتمعية تشغل ذهن الكثير من الناس.
المهم أن مجموعة قلب الجميزة، متماسكة جدا، فى اللغة وفى التصور ومتنوعة فى رسم الشخصيات والموضوعات التى أخضعها للكتابة وجعل منها أحمد خالد موضوعا للفن.