اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 10:00 م

دندراوى الهوارى

حماس والإخوان وتميم وأردوغان ضيعوا القدس.. ومصر فقط تدفع الثمن!!

بقلم : دندراوى الهوارى الأربعاء، 16 مايو 2018 12:00 م

كما تعودنا معكم أعزائنا القراء، أننا فى هذه المساحة لا نقول إلا الحقيقة، حتى ولو كانت موجعة، لذلك فإن ما سنتناوله فى هذا المقال، ربما يراه البعض، رأيًا صادمًا!!
 
مبدئيًا، تعالوا نعلى من شأن العقل واستخدم أدوات المنطق فى تناول القضايا كافة، وانطلاقًا من ذلك، تعالوا نقر حقيقة ناصعة، أن السياسة لا تعترف بالعلاقات الرومانسية، وترديد عبارات الحب، وتبادل نظرات الولع والعشق، وإسداء الوعود الحالمة، وبناء القصور من الرمال على الشواطئ الجميلة، وترديد قصائد نزار قبانى، وأغانى أم كلثوم ونجاة ووردة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وفيروز وكاظم الساهر..!!
 
السياسة، تعترف فقط بلغة المصالح، وما يمثله الواقع على الأرض، ومن ثم فإن نقل السفارة الأمريكية للقدس، ورغم أنه من حيث الشكل يمثل عدوانًا على المقدسات الدينية، وإقرار أمر واقع جديد فى مسيرة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، لكن من حيث المضمون، فإن القدس ترزح تحت نيران الاحتلال الإسرائيلى، ولا ولاية فلسطينية أو عربية عليها..!!
 
وتعالوا نقر أيضًا حقيقة أن الذى دفع الثمن غاليًا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية هى مصر، بالأبناء حيث قدمت أكثر من 120 ألف شهيد، وبالمال، عندما خاضت حروبا ضروسا، على حساب تنميتها وازدهارها، كما بح صوت قياداتها ومؤسساتها المعنية طوال العقود الماضية، وحتى كتابة هذه السطور، بضرورة لم شمل البيت الفلسطينى، وإجراء مصالحة شاملة جامعة بين الفصائل والأطياف السياسية كافة، ولكن تلكؤ الجميع وتغليب مصالحهم الخاصة فوق المصلحة الفلسطينية العليا، ساهم فى استعار إسرائيل، ورفض كل مبادرات السلام، بحجة مع أى فصيل تجلس وتتباحث لحل القضية؟! 
 
الفلسطينيون منقسمون على أنفسهم وفشلوا فى توحيد صفوفهم، وكل فصيل يحكم قطعة من الأرض، فكيف لشعب منقسم ومتشرذم على نفسه إلى فصائل وجماعات وتنظيمات، وعدم توحدهم على هدف سياسى واحد لاستعادة أراضيهم، أن يطالبوا شعوبًا أخرى بالتحرك وإعلان الحرب على إسرائيل وأمريكا؟!
 
كما يسأل كل عروبى وقومى حر، أين حركة حماس، وذراعها المسلح كتائب القسام، من الأحداث الدائرة فى القدس، وهى الحركة ومسلحوها الذين شاركوا بقوة فى تدمير سوريا والانقلاب على بشار الأسد، والتنكر لمواقفه الداعمة لهم وإيواء قياداتهم، والذين قدموا أيضًا كل الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية، لتخريب مصر فى 28 يناير 2011 واقتحموا السجون وأخرجوا المساجين، وأحرقوا الأقسام، وقتلوا المصريين الأبرياء فى ميدان التحرير لإشعال الفتنة ضد مؤسسات الدولة، وإطلاق رصاصة الرحمة على نظام مبارك؟!
 
كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، تستعرض عضلاتها فقط ضد الجيش المصرى، وترفع شارة رابعة، وتردد شعارات دعم جماعة الإخوان الإرهابية، والمنفذة لعدد من العمليات الإرهابية القذرة ضد خير أجناد الأرض، وتوفير كل سبل الدعم لكل التنظيمات الإرهابية، فى سيناء!!
 
لم نرَ مسلحًا واحدًا من هذه الكتائب يظهر ويستعرض عضلاته أمام جنود وضباط الجيش الإسرائيلى الذين يقتلون الفلسطينيون الأبرياء من الذين خرجوا لمواجهة الرصاص فى صدورهم احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية للقدس، رسميًا، وأين داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وكل منتخب العالم فى الإرهاب الذين أسقطوا سوريا وعربدوا فى سيناء وهى دول الطوق المواجه للكيان الصهيونى؟!
 
وأيضًا أين قيادات جماعة الإخوان الإرهابيين الذين يقيمون فى تركيا، وقطر وأوروبا، وكنا نراهم قبل 25 يناير 2011 يخرجون فى مظاهرات، يرددون شعارات، «على القدس رايحين.. شهداء بالملايين»، و»خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود»، وفوجئنا جميعًا عندما وصلوا للحكم فى 2012 وجدنا وصلة غزل ومديح بين المعزول محمد مرسى والرئيس الإسرائيلى، ووصفه بالصديق الوفى، كما وجدنا تعاونًا إخوانيًا إسرائيليًا كبيرًا ألزم الفصائل الفلسطينية بعدم إلقاء حجر واحد ضد سكان مستعمرة طوال عام كامل!!
 
وأين تاجر الدين الشهير، ومفتى نظام الحمدين، يوسف القرضاوى، مما يحدث فى القدس، وهو يجلس الآن فى قصره بالدوحة مستمتعًا بما صنعته يداه فى تدمير الدول العربية والإسلامية، ومكتفيًا بتناول المأكولات على الموائد العامرة بكل ما لذ وطاب، والزواج من الفتيات الصغيرات، وكأنه هارون الرشيد؟! وأين خالد مشعل ورفاقه المرتمين فى أحضان تميم وأردوغان؟!
وأين خليفة المسلمين الوهمى، رجب طيب أردوغان، أكثر شخصية تاجرت بالقضية الفلسطينية، وأين تميم وأبوه وأمه مما يحدث فى القدس، وهم الذين سخروا جهودهم وأموالهم لتدمير سوريا والعراق وليبيا ويحاولون تدمير مصر، لتعيش إسرائيل آمنة مستقرة؟!
 
وأين مذيع الجزيرة الفلسطينى الذى يدس أنفه فى كل كبيرة وصغيرة تخص مصر والسعودية والإمارات والبحرين وسوريا وليبيا، جمال «ريان يافجل» مما يحدث فى بلاده، خاصة أنه متورط وأسرته فى ضياع فلسطين عندما امتهنوا سمسرة بيع الأراضى الفلسطينية لليهود؟!
 
الوضع مخزى، والفصائل الفلسطينية منقسمة ومتناحرة فيما بينها، وكل فصيل يبحث عن مصالحه الخاصة، لجمع أكبر قدر من المغانم، وتميم وأردوغان وحسن نصر الله يتربحون من المتاجرة بالقضية؟!
 
مصر فقط، الدولة الوحيدة التى تعاملت بشرف وضحت بالغالى والنفيس من أجل القضية الفلسطينية، وسخرت كل جهودها لتوحيد الصف الفلسطينى!!
ولك الله يا قدس..!!