اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 03:35 ص

دينا شرف الدين

"لغتنا الجميلة" لم تهجرونها؟

دينا شرف الدين الجمعة، 11 مايو 2018 02:00 م

ونحن على مشارف تنفيذ الخطة الشاملة لتطوير العملية التعليمية التى ثبت بالقطع فشلها، وبناءً على توجيهات القيادة السياسية والتشديد على ضرورة إعادة بناء الإنسان المصرى من كل النواحى التى نال منها النقص والتدنى وعلى رأسها التعليم والثقافة والدين فإذ بالمعرقلات المعتادة تدلى بدلوها  لتتحول العملية إلى مجرد خطة شفوية مع إيقاف التنفيذ !
 
 
 
وبعد أن استجاب السيد الفاضل وزير التربية والتعليم لنداءات طرح الخطة للحوار والنقاش المجتمعى للتوصل إلى أفضل الحلول التى تناسب الجميع  بعدما يطرح كل طرف معطياته لنخرج فى النهاية بنتيجة واحدة مؤكدة لكل هذه المعطيات.
 
 
 
لكن كالعادة تحول هذا النقاش إلى صراع يود كل طرف فيه أن يفوز برأيه الذى تشبث به وفقاً لدوافعه الشخصية البحتة التى لا تعنيها المصلحة العامة والمستقبل البعيد الذى ينتظر أجيالاً قادمة لن تنصلح أحوالها إلا بالإصلاح الشامل لمنظومة التعليم !
 
 
 
وقد كانت اللغة العربية التى تم إهمالها أشد الإهمال لصالح إعلاء لغات أخرى على رأسها الإنجليزية كارثة حقيقية بكل المقاييس !
 
 
 
وكان الخطأ الأعظم الذى وقع به السادة المسئولون منذ عقود هو دراسة المواد الأساسية كالعلوم والرياضيات بلغات أخرى على رأسها الإنجليزية، ففى بداية الأمر كان يقتصر ذلك على مدارس اللغات الخاصة فقط، ثم سرعان ما قررت الوزارة افتتاح عدد من المدارس التجريبية التابعة للحكومة على نفس المنهج ، فى حين كانت مدارس الحكومة المجانية غير التجريبية فى أوج تدهورها  !
 
 
 
وكانت النتيجة أن تخرجت أجيالاً بعينها من المدارس ثم الجامعات لا تعرف لغتها الأصلية كما عرفناها وكما ينبغى أن يكون !
 
 
 
فلا يخفى على أحد هذا التدنى الذى أصاب اللغة العربية فى مقتل، فقد صادفت وغيرى مئات المرات أخطاء كتابية ولغوية من بعض خريجى كليات القمة أصابتنى بالذهول فما بالكم بخريجى الكليات الأخرى؟
 
 
 
فعلى سبيل المثال: قال لى ابنى الطالب بالصف الأول الإعدادى إن اللغة العربية لا ضرورة لها إذ أن الاهتمام والمناصب المهمة تتطلب التفوق باللغات الأجنبية فقط !
 
 
 
وعندما لُمتُه بشدة وشرحت له أهمية أن تتمكن بلغة البلد الذى تنتمى إليه وتعتز بها وتفخر إن كنت بها بارعاً، ثم تأتى اللغات الأخرى فى مرتبة ثانية، وحدثته عن بريطانيا التى كانت تحتل أراضينا مدة سبعين عاماً دون أن يتأثر المصريون باللغة الإنجليزية ويتفوقون بها لتجور على لغتهم العربية، كما حدث فى بلدان أخرى كثيرة، قد فقدت هويتها وضاعت لغتها الأصلية ليتحول الكلام إلى مسخ أو شبه لغة مختلطة متداخلة  !
 
 
 
ثم شرحت له أن إنجلترا وفرنسا وألمانيا عندما تزور أراضيهم يوماً لن يحدثوك إلا بلغتهم حتى وإن كانوا يتقنون لغتك !
 
 
 
فى حين تتحدث أنت بلغاتهم وتفخر إن برعت بها دون أن تشعر بالنقص أو الخجل أن تكون لغتك العربية الأصلية مشوهة ومنتقصة  !
 
 
 
وحتى عندما استشاط غضبى وتحدثت فى الأمر إلى مدرس اللغة العربية، اشتكى لى هو الآخر من أنها أصبحت جمل ثابتة وتوجه عام لجميع الطلاب وكذلك غالبية أولياء الأمور اللهم إلا قليلاً!!
 
 
 
لذا فعندما أدرك سيادة الوزير عِظم هذه الكارثة التى إن استمرت سوف تفقد اللغة العربية هيبتها وأهميتها ويتسبب آنذاك التعليم فى تغيير الهوية المصرية الصلبة التى لم يقو الاستعمار يوماً على تغييرها !
 
 
 
فمعرفة ودراسة اللغات الأجنبية المتعددة ضرورة، لكن بعد أن ندرس ونتعلم لغتنا العربية الجميلة الفخمة ونتمكن ونبرع بها.
 
 
 
فلا داعى لكل هذه الثرثرة والآراء المتضاربة والنزاعات الشخصية التى لن تثمن ولن تغنى عن جوع .
 
 
 
فلنتكاتف معاً ولنقف موقف المسئول ولنصل معاً إلى حلول منطقية تهدف للإصلاح وتدارك الأخطاء ولا نترك فرصة لأصحاب المصالح الذين لا يروقهم إصلاح المنظومة الفاسدة ليعوقوا من جديد عملية التطوير وفقاً لأهوائهم .
 
 
 
نهاية أعزائى فكما نعرف أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، لكن التشبث بهذا الرأى هو ما سيفسد كل الأمور !