اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 08:12 م

اصحاب ورش الأثاث الصغيرة

أزمة الأبلاكاش تهدد ورش الأثاث الصغيرة.. تسريح العمالة وقلة حركة البيع أهم نتائجها.. وارتفاع سعر اللوح من 50 إلى 250 جنيها.. ورئيس غرفة صناعة الأثاث: منع المنتج الصينى السبب.. وصاحب معرض: زيادة السعر 10 أضعاف

أحمد جمال الدين الأحد، 08 أبريل 2018 06:30 م

"وجوه عابسة وأسواق راكدة وورش أغلقت أبوابها".. هذا هو الحال داخل منطقة المناصرة القريبة من حى العتبة قبلة الباحثين عن الأثاث الجيد فى قلب القاهرة والتى أصبحت تعانى بشدة بسبب اختفاء الأبلاكاش وارتفاع أسعاره ليصل من 45 إلى 250 جنيهُا خلال عدة شهور وهى الزيادات التى يصفها التجار و أصحاب الورش هناك بأنها غير مبررة حيث كان يتم بيعه من سنتين فقط بـ 45 جنيها ويتم فرضها من قبل المستوردين لتحقيق أكبر استفادة مالية ممكنة دون النظر إلى التأثير السلبى  لتلك الزيادات على الصناعة 

 

 

 

وعلى كرسى خشبى وسط عماله جلس الحاج محروس أحد أقدم باعة الأخشاب فى منطقة المناصرة والذى اضطر إلى الاستغناء عن عدد منهم بسبب انخفاض حركة البيع والشراء نتيجة ارتفاع أسعار الأثاث بشكل أسبوعى بحسب ما أكده.

زيادة غير مبررة


 

 

وأضاف محروس يعتبر الخشب هو أساس صناعة الموبيليا وتحديدًا الأبلاكاش الذى يطلق عليه "أبو الصناعة" فى عالم الأثاث بسبب دخوله فى اغلب المنتجات التى لا تخلو منه سواء غرف نوم أو مطابخ حيث لا يقل نسبة الأبلاكاش عن 40%، ولا يتوقف الاعتماد عليه فى صناعة الاثاث فقط وإنما يمتد إلى صناعات أخرى ومنها ماكينات الطباعة أيضًا.

 

وأشار محروس إلى أن سعر الأبلاكاش كان يتميز باستقرار أسعاره التى كانت فى متناول الجميع، ولكن فى الفترة الأخيرة فوجئنا بوجود زيادات غير مبررة من جانب المستوردين متسائلا: "هل من المعقول أن يزيد سعر لوح الأبلاكاش 6 مللى من 185 إلى 225 خلال 10 أيام فقط".

 

وقال محمد سلطان أحد تجار الأخشاب أن ارتفاع الاسعار انعكس بشكل كبير على حركة التجارة والبيع والشراء سواء داخل محال الاخشاب أو الورش أو المعارض نفسها حيث تعمل جميعها كمنظومة واحدة، لافتا إلى أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد سبب واضح لتلك الزيادات لافتًا إلى أن التجارة لا تعانى فقط من ارتفاع الأسعار وإنما من عدم وجود الخشب الأبلاكاش لافتا إلى أنه شخصيا يعانى نقص كبير فى عدد من أنواعه.

 


 

هناك العديد من أصحاب الورش فضلوا غلق أبواب تجارتهم بسب الارتفاع المتتالى فى أسعار الأبلاكاش الذى تسبب فى أزمات عديدة بينهم وبين المستهلكين وهو ما يفسره سلطان بقوله" يحدث بعد الاتفاق مع المشترى والحصول على عربون زيادة مفاجئة فى أسعار الخامات وتحديدا الأبلاكاش ولذلك نكون بين أمرين أما التنفيذ  بخسارة او العدول وإعادة  "العربون" مرة أخرى، لذلك فضل الكثير منهم غلق أبواب ورشهم مصدر رزقهم الوحيد.

 

لم تكن معارض الأثاث بعيدة عن تلك الأزمة حيث قال الحاج ابو أحمد مالك أحد المعارض فى المناصرة انعكس ذلك على أسعار الأثاث حيث زادت بشكل كبير موضحًا إضافة 10 جنيهات فى أسعار الأبلاكاش يتم ترجمتها إلى زيادة 100 جنيه فى الأثاث.

وقف الاستيراد هو السبب


 

"وقف استيراد الأبلاكاش الصينى" هكذا فسر شريف عبد الهادى رئيس غرفة صناعة الأثاث الارتفاع المتتالى لسعر الأبلاكاش بجانب عدم وجوده فى الأسواق مضيفًا: إن قرار هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بالتحفظ ومنع استيراد الأبلاكاش الصينى تسبب فى زيادة الضغظ على الأبلاكاش الموجود فى السوق المحلية مما تسبب فى زيادة أسعاره واختفائه فى بعض الأحيان.

البرلمان على خط الأزمة

وكان أحد النواب  قد تقدم بطلب إحاطة موجها إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة ووزير المالية بخصوص ارتفاع سعر خام خشب الأبلاكاش دون أسباب موضوعية مع استقرار سعر صرف الدولار والضرائب متهمًا الممارسات الاحتكارية التى يتبعها كبار المستوردين والتى أدت إلى ارتفاع  سعر لوح الابلاكاش بشكل متعمد من 50 جنيها إلى 66 جنيها ثم إلى 80 جنيها وأخيرا 110 جنيهات مما أدى إلى انهيار صناعة الأثاث بالنسبة للصانع الصغير الذى لم يعد بإمكانه مسايرة تلك الأسعار.