اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 01:08 ص

الكاتب الصحفى خالد صلاح

خالد صلاح يكتب: موسى مصطفى موسى.. لا تضيع الفرصة

الأربعاء، 04 أبريل 2018 12:00 م

 
تعامل السيد موسى مصطفى موسى مع انتخابات الرئاسة بكل جدية واحترام، رغم كاريزما الرئيس السيسى بين الجماهير فى مصر، ورغم وجود تيار شعبى جارف لا يتعامل مع السيسى باعتباره رئيسًا للجمهورية فحسب، لكن هذا التيار يرى السيسى فى موقع الزعامة الوطنية، أكثر من كونه رئيسًا للسلطة التنفيذية، ورغم قوة المنافس وزعامته، قدّم موسى مصطفى موسى نموذجًا هادئًا ومتزنًا فى إدارة حملته الانتخابية، وحصد جانبًا من الأصوات التى يمكن أن يؤسس عليها لصالح حزبه السياسى، ولمصلحة مرشحيه المحتملين فى أى انتخابات لاحقة فى البرلمان أو فى المحليات. 
 
كان موسى شجاعًا ووطنيًّا، إذ خاض هذه المنافسة متجاهلًا أصوات الدهماء والأدعياء الذين حاولوا إرهابه إلكترونيًّا ليتبع أهواءهم، بينما عرف الرجل أنهم لن يرضوا عنه حتى لو انكسر لعواصفهم أو اتبع هواهم، وشاء أن يحصل على حقه الدستورى فى المشاركة والتنافس، حتى لو كان المنافس صعب المنال، كما فى حالة السيسى «زعيمًا ورئيسًا».
 
وما أتمناه هنا ألا يكتفى السيد موسى مصطفى موسى بهذا التمثيل المشرف فى الانتخابات الرئاسية، وألا يركن مجددًا إلى العزلة أو الأداء الروتينى فى العمل الحزبى، فالرجل يمكن أن يصنع من هذه المشاركة الكبيرة علامة فارقة لنشاطه السياسى والحزبى، ويمكن أن يخلق من تاريخ هذه المشاركة نقطة مضيئة لوجوده السياسى والإعلامى، ولوجود حزبه بين صفوف الناس، وفى المعارك الانتخابية المتعددة.
 
لو أراد موسى مصطفى موسى أن يكمل مسيرته السياسية بنجاح فعليه أن يدير ظهره لمن يطاردونه بالاتهامات اللزجة، انتقامًا من نجاح انتخابات الرئاسة، وتحقيق مشاركة فاعلة من الناس، وعليه ألا يعود إلى بيته أبدًا، وأن يبقى فى الشارع ما استطاع «ماليًّا وخدماتيًّا»، ففريق موسى حصل على فرصة إعلامية وشعبية، ومشاركة فى الشارع غير مسبوقة، لم يحصل عليها أى حزب آخر من الأحزاب الصغيرة على الساحة، ومهمة موسى الآن هى تكبير هذا الصدى الإعلامى، وتعظيم نتائج الوجود بين الجماهير، والعمل على توسيع الحزب أفقيًّا ورأسيًّا، وضم كوادر جديدة، والمنافسة على كل الأصعدة.
 
السيد موسى مصطفى موسى أمامه فرصة كبيرة، ولا أحب أن يبدأ إطلالته السياسية مع الانتخابات الرئاسية، ثم تنتهى هذه الإطلالة مع نهاية الانتخابات، استثمر الفرصة، وابدأ من جديد. 
والله أعلى وأعلم.
 مصر من وراء القصد