اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 09:56 ص

الأزهر الشريف

تعرف على حقيقة خلاف صلاح الدين الأيوبى مع الأزهر فى ذكرى إنشائه

كتب محمد عبد الرحمن الأربعاء، 04 أبريل 2018 05:00 م

يبقى الأزهر الشريف، كجامع وجامعة، أحد أعرق المؤسسات الدينية فى العالم، إذ يبقى منارة العلم الإسلامى، وقبلة التنوير الدينى، وفى نظر المسلمين فى العالم هو حائط الصد وخط الدفاع الأول عن القييم الإسلامية.

 

ويعد الجامع الأزهر، أحد أقدم المساجد فى القاهرة التاريخية، إذ بدأ عملية تشييد الجامع، على يد القائد الفاطمى جوهر الصقلى، فى 4 أبريل عام 970 م الموافق 14 رمضان سنة 359 هـ، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع.

 


صورة قديمة للأزهر

 

ظل الأزهر، ما يقرب من 201 عام، كأكبر مؤسسة دينية فى البلاد، واهتم الفاطميون بشأنه اهتماما كبيرًا، باعتباره مؤسسة لنشر المذهب الإسماعيلى الشيعى "مذهب الدولة الفاطمية آنذاك"، إلى أن جاء صلاح الدين إلى إلغاء الجامع وتحويله إلى جامعة دينية سنية فقط.

 


تمثال صلاح الدين الأيوبي أمام قلعة دمشق

 

وبحسب كتاب "الأزهر.. الشيخ والمشيخة" للكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة السابق إنه حينما أسس صلاح الدين لدولته "الأيوبية" فى مصر، أراد أن يحد من الثقافة الشيعية فى مصر، فكان أمامه دار الحكمة والجامع الأزهر، فقرر حرق دار الحكمة والتى كانت تمثل المكتبة والأكاديمية الكبرى فى البلاد، وحرق كتبها فى مستوقدات الفول، بينما كان لا يمكن حرق الأزهر فيما يمكن إلغاء وجوده ودوره، وترك صلاح الدين أمر ذلك لقاضى القضاة آنذاك صدر الدين عبد الله بن درباس، حيث كان شافعى المذهب كما صلاح الدين.

 


كتاب الأزهر..الشيخ والمشيخة

 

وأفتى "بن درباس" حينها بأن المذهب الشافعى لا يجيز أن تقام خطبيتن للجمعة فى مدينة واحدة وكذلك الحال بالنسبة إلى خطبة عيد الفطر وعيد الأضحى، ومن ثم فلا معنى لوجود مسجدين جامعين فى مدينة واحدة، وكان الجامع الآخر هو جامع الحاكم بأمر الله، إذ كان مسجدى عمرو بن العاص وأحمد بن طولون يقعان فى مدينتى الفسطاط والقطائع بالترتيب، وكانا مستقلتين عن القاهرة حينها، وتقرر حينها الاكتفاء بإقامة الصلاة فى جامع الحاكم، ومنع الصلاة فى الأزهر، فيما تسأل مؤلف الكتاب "لا نعرف على أى أساس تمت المفاضلة وتم استبعاد الأزهر، هل لأنه كان مركزا للدرس وللعلم إلى جوار الصلاة، هل لأن الفقهاء به كانوا أكثر شهرة وجذبًا للمواطنين، هل لأنه الأقدم ومن ثم الرمز للدولة البائدة"؟.

 


الجامع الازهر

 

واكتفى صلاح الدين بوجود الجامعة للدراسة فقط وإن لم تكن بصفة منتظمة، وأجمعت عدد من الدراسات إلى لجوء صلاح الدين لغلق الأزهر إلى رغبته فى  أبطل كل مظاهر الدولة الفاطمية التى كانت تعتنق المذهب الشيعى الإسماعيلى المخالف للمذهب السنى مذهب الدولة الأيوبية، ومن بين هذه الدراسات كتاب "صلاح الدين - الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه" للدكتور شاكر مصطفى، وكتاب "الجامع الأزهر الشريف" الصادر للعدد من الباحثيين من منشورات مكتبة الإسكندرية.