اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:34 م

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس

استفزازات أردوغان تدق طبول الحرب مع أثينا.. فورين بوليسى: أحلامه بولاية عثمانية جديدة فى أوجها.. الحكومة والمعارضة اليونانية: الرئيس التركى يتصرف مثل السلطان.. والحكم الاستبدادى بتركيا يتسبب فى توتر للمنطقة

كتبت: إنجى مجدى الثلاثاء، 24 أبريل 2018 01:00 م

تتواصل استفزازات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الجارة اليونانية، فرغم أن زيارته إلى أثينا العام الماضى بعد انقطاع زيارات المسئولين الأتراك لأكثر من 6 عقود، رفعت الآمال بشأن توصل كل من أثينا وأنقرة إلى صيغة يستطيعان بها تقليل التوترات، إلا أن تطور العلاقات خلال الشهرين الماضيين ينذر بأن هذا لن يتحقق قريبا، وبدلا من أن تحل الجارتان خلافاتهما القديمة، خلقتا مشكلات جديدة فى الجو والبحر.

 

وقالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إن اليونان وتركيا تتجها إلى حرب، مشيرة إلى تاريخ من التوترات والحروب بين البلدين منذ القرن العشرين، كما أنهم كادا أن يصطدما عسكريا حول جزيرة إيميا اليونانية عام 1996 قبل أن تتدخل الولايات المتحدة وتهدئ الأمر.

وتضيف المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن حلفاء الناتو باتوا على شفا حرب مجددا يقودها الشعبويين فى كلا البلدين، بينما هذه المرة ربما لن تتواجد واشنطن للتهدئة.

 

وأشعلت المواجهة اليونانية التركية الأثنين الماضى، الذكريات القديمة بين الصراع بين البلدين. فزعم رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم أن حرس السواحل التركى قد أزاح علم اليونان من جزيرة بالقرب من جزيرة فورنيو، بعد أن تم وضعه فى وقت سابق من قبل ثلاثة يونانيين. وردت هيئة الأركان العامة للدفاع الوطنى اليونانى، أنه لم يتم مشاهدة أى قارب تركى فى المنطقة خلال الـ 48 ساعة الماضية، ثم زار رئيس بلدية فورنيى الجزيرة وذكر أن العلم اليونانى لا يزال موجودا.

 

لكن اليونان اضطرت للرد على إدعاءات يلدريم بمنتهى الجدية، ويأتى حادث الاثنين فى أعقاب حادث مأساوى وقع قبل أسبوعين، عندما قتل طيار يونانى بعد تحطم طائرته أثناء عودته إلى القاعدة من مهمة لاعتراض مقاتلين أتراك على بعد 10 أميال شمالى جزيرة سكيروس. لم يكن هذا حادثة معزولة، فلقد انتهكت الطائرات التركية المجال الجوى اليونانى أكثر من 30 مرة فى أبريل وحده.

 

وفى الوقت الذى قام فيه يلدريم والرئيس التركى رجب طيب أردوغان بخطوات دبلوماسية سريعة لتقديم التعازى لرئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس، يلقى الرأى العام اليونانى باللائمة فى مقتل الطيار، البالغ من العمر 34 عاما، بشكل مباشر على تركيا. كما أن توقيف اثنين من ضباط الجيش اليونانى، الشهر الماضى، وسجنهما فى تركيا، حيث قد يواجهان اتهامات بالتجسس، يزيدان من الغضب بين اليونانيين.

وبحسب فورين بوليسى، فأن الجزيرة التى أندلع حولها النزاع، الأسبوع الماضى، وتدعى Anthropofagos، هى جزء مما تزعم تركيا أنه "مناطق رمادية"، مناطق متنازع عليها قضائيا، فى بحر إيجه.

 

من ناحية أخرى، تعترف اليونان بعدم وجود "مناطق رمادية"، وفقا لمعاهدة لوزان والقانون الدولى، وقد أكد أردوغان موقف تركيا خلال زيارته لأثينا العام الماضى، حيث دعا إلى إعادة النظر فى معاهدة لوزان، مشيرا إلى الأقلية الناطقة باللغة التركية فى تراقيا شمال اليونان، كمبرر. وفى محاولة للتأكيد على نوايا أردوغان، أوقفت السفن الحربية التركية مؤخرا سفينة بحث إيطالية من الوصول إلى وجهتها فى المياه القبرصية اليونانية.

 

وفى ظل هذا المناخ الخطير، فأن كلا الجانبين ينغمسا فى خطابات طائشة، بحسب المجلة الأمريكية. ففى تركيا، يشرع أردوغان وحزبه فى خطاب أكثر حدة تجاه اليونان، ويترأس الآن حزب المعارضة الأكبر كمال كيلكدار أوغلو، الذى يزعم أن تركيا بحاجة إلى استعادة 18 جزيرة تركية تحتلها اليونان حاليا.

 

غير أن سلوك تركيا ربما يكون النقطة الوحيدة التى تتفق حولها الحكومة اليونانية والمعارضة، الذين يرون أن أردوغان يتصرف مثل السلطان، كما يصف جيورجوس كوموتساكوس، وزير الشئون الدولية فى حكومة الظل اليونانية والذى ينتمى لحزب يمين الوسط "الديمقراطية الجديدة"، تركيا بأنها بلد ذات حكم استبدادى يتسبب فى عدم الاستقرار والتوتر فى المنطقة.

وتشير المجلة إلى أن تركيا طالما ما اتبعت استراتيجية تقوم على الاستفزاز فى بحر إيجه، وهى الاستراتيجية التى ضاعفها أردوغان طيلة الأشهر الأخيرة، بعد أن رأى أنه ربما يمتلك نفوذا على الاتحاد الأوروبى بعد الموافقة على تحمل المسئولية عن وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

 

ويبدو أن حلف الناتو غير راغب فى الانخراط فى الحرب الكلامية بين البلدين، فالبيان الذى أدلى به الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج بأن هذه "ليست قضية بالنسبة لحلف الناتو" هو مؤشر إرشادى. ولكن سيكون من الإهمال للغاية الاعتقاد بأن سلوك تركيا فى بحر إيجه سيتغير. لم يحدث ذلك فى الماضى، وبالتأكيد لن يتحقق ذلك الآن بعد أن أصبحت أحلام أردوغان بشأن عثمانية جديدة فى أوجها. وسيتطلب الأمر معالجة متأنية للغاية من جانب جميع الأطراف لمنع التصعيد. ولكن ينبغى للغرب أيضا أن يتصالح مع احتمال أن تكون المواجهة حتمية فى نهاية المطاف.