اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 08:26 م

دندراوى الهوارى

من عمان إلى القاهرة.. رسالة مهينة لـ«أديب الجنس» علاء الأسوانى..!!

بقلم دندراوى الهوارى الإثنين، 23 أبريل 2018 12:00 م

كتبت مقالا، تحت عنوان «علاء الأسوانى يؤلف رواية جنسية جديدة.. ويهديها لأسرته!!»، وذلك يوم الخميس 5 إبريل الجارى، كشفت فيه انزعاج المصريين الوطنيين، من مضمون رواية علاء الأسوانى الجديدة «جمهورية كأن»، والتى استخدم فيها عبارات ومفردات ومصطلحات «جنسية» فجة، يستحيى الزوج أن يرددها مع زوجته فى غرفة النوم، ولا يمكن حتى أن يرددها زبائن شقق الدعارة.
 
وقلت إن علاء الأسوانى، أفلس سياسيًا، عقب فشله فى قيادة اتحاد ملاك يناير المخربة، والمتاجرة بالحراك الثورى سياسيًا وإعلاميًا، لجنى ثمار المال والشهرة، فلجأ إلى العودة لحالة الجدل حوله، من خلال اللجوء لما يسمى، أدب غرف النوم وشقق الدعارة، وهو الأدب الذى تستخدم فيه مفردات ومصطلحات أفلام البورنو الجنسية، وحاول طرح هذه الرواية فى مصر، إلا أن جميع دور النشر المصرية رفضت، فتم طرحها فى لبنان.
 
وأوضحت أن علاء الأسوانى، خاوٍ فكريا، وقدراته الإبداعية محدودة للغاية، فلجأ إلى الاقتباس، والسطو على فكر الغير، ومنها سطوه على رواية والده «عمارة يعقوبيان» مع وضع بصمته القبيحة، بالإشارة إلى «الشذوذ» الجنسى، وحقق من وراء هذه الرواية مكاسب مادية ضخمة، بعد أن تلقفتها دور النشر الإسرائيلية، وترجمتها للعبرية.
 
وهو ما اتفق معى فيه، الدكتور خالد منتصر، والمعلوم عنه، حرصه الشديد على حرية الإبداع، لكنه انزعج بشدة مما تضمنته رواية علاء الأسوانى «الجنسية» فخرج معترضًا وبقسوة.
 
ولم يكن الدكتور خالد منتصر، المعترض الوحيد، وإنما الاعتراض تجاوز الحدود، ليصل إلى الأردن الشقيق، حيث أرسل لى الكاتب الأردنى المحترم «فراس الور»، رسالة بريدية طويلة، يهاجم فيها رواية علاء الأسوانى «جمهورية كأن»، وتحدث بمرارة عن ما حدث لمصر قبل ثورة 30 يونيو، وصدمته الكبيرة فى علاء الأسوانى، أشد، وأنا قررت نشر الرسالة، نصا، ودون تدخل منى.. وإلى النص:
 
إلى الأستاذ الفاضل دندراوى الهوارى..
تحية طيبة وبعد،
أنا كاتب وزميل لكم من الأردن، واسمى «فراس الور»، أطالع صحيفتكم الموقرة خصوصًا بعد الأحداث المؤلمة، التى أصابت مصر أم الدنيا منذ ثورة 25 يناير.. حيث تحتل القاهرة الحبيبة مكانة متميزة فى قلبى مثلها مثل عاصمتنا الأردنية العزيزة عمان، ولا نقول إلا الحمد لله على كل شىء.. فالرب له المجد حكمة بكل مصاب يصيبنا.. من لحظات مؤلمة وحتى فى اللحظات السارة.. فمصر بخير فى هذه الأيام، واستطاعت الخروج سياسيًا وإستراتيجيًا من كارثة كبرى بفضل الله كادت أن تدمرها كليًا.. ولكن هذه مصر البلد المبارك المذكور فى كل الكتب السماوية.. لها الله ليحرسها ويرعاها أرضًا وشعبًا.
 
أعجبنى جرأتكم بما كتبتموه عن علاء الأسوانى، لا أعلم عنه شيئًا على المستوى الشخصى، ولكننى شاهدت له فيلم عمارة يعقوبيان، وأعجبنى هذا الفيلم كثيرًا، حيث كان قطعة من الإبداع الدرامى فأبدع المخرج بطريقة تقديم ومعالجة العمل واستمتعت به كثيرًا.. ولكننى صُعِقْت وشعرت وكأن أحدهم رشقنى بدلو من الماء البارد حينما علمت من مقالكم بأنه سرق الرواية من والده!!
 
هذه سرقة للملكية الفكرية وحرام فى حرام.. وكما صُعِقْت أيضا من تفاصيل روايته الأخيرة «جمهورية كأن» ومضمونها الجنسى الفج، وما تحتويه من ألفاظ نابية كثيرة، فهنالك رواية تفرض مجرياتها وطبيعة أحداثها أن تحتوى على مناظر جريئة وكلام جرىء.. ولكن لكل شىء حدود ليتوقف عنده، فلا يُعْقَلْ أن أقرأ روايات سوقية، فى ظل أن الأدب الدسم موجود وبوفرة.. ولكننى أجزم أن علاء الأسوانى سيخسر كثيرًا، بل خسر بالفعل احترام الناس فبدلا من أن يعطينا رواية دسمة من تأليفه ارتكب لأجل استمرار شهرته الأخطاء الكبيرة.. الشهرة سهلة وهنالك الكثير من الأدباء والفنانين المشهورين.. ولكن السؤال المهم، ماذا تركت من بصمة مفيدة لتستمر شهرتك؟ فلا أعلم ماذا يفعل بالضبط.
 
وكنت قد شاهدت للكاتب علاء الأسوانى مقابلة قبل ثورة 30 يونيو 2013 مع إعلامية على فضائية الـ«CBC»، ولم أتفق معه بخصوص العديد من آرائه حول مجريات الشارع المصرى حينها، وأخيرا وليس آخرا، لك الحق أستاذ دندراوى بأن تعبر عن رأيك ولا يحق لأحد أن يعترض على ما جاء فى مقالك حتى وإن كانت نبرته حادة.. فهذه رواية قد تعجب أحدهم، ويعترض عليها آخر.. إنها سياسة نقد يجب على أى أديب أن يتقبلها.. بأن مؤلفاته قد تجد استحسانًا عند البعض ورفض عند البعض الآخر.. وهذا حق لك ككاتب أن تعبر عن رأيك.. وأكرر احترامى لرأيك فى مقالتك الناقدة.. فنحن فى نهاية الأمر لا نعيش فى أوطان يطبق فى دستورها سياسة ليبرالية بصورة مطلقة، ودون ضوابط.. لنا الحق بطلب الحرية وللتعبير عن الرأى وللتصويت فى الانتخابات ولنكتب بحرية عن كل ما يخالج وجداننا ككتاب.. ولكن مجتمعنا الشرقى واحترام مشاعر وثقافة وعادات وتقاليد القارئ هو الأساس.. فأظن أن ما فعله «الأسوانى» فى آخر ما كتبه، استخفافًا بذوق الناس، لذلك لم يستطع طباعته إلا فى لبنان، حيث لا داعى لأية رقابة.. لأن المجتمع هناك، يميل للأفكار والطباع الغربية، ويؤمن بحرية مطلقة ودون حدود منطقية.
انتهت الرسالة..