اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 09:34 ص

الوحدات الصحية بالمحافظات "اسم على غير مسمى"

صور.. الوحدات الصحية بالمحافظات "اسم على غير مسمى".. "اليوم السابع" يفتح الملف.. غياب الرقابة والأطباء ونقص المستلزمات عرض مستمر.. استمرار إغلاق مستشفى قرى بنجر السكر غرب الإسكندرية.. و68 وحدة بسوهاج بلا أطباء

المحافظات – رباب الجالى - أحمد مرعى - جاكلين منير – فتحية الديب - جمال حراجى – محمود مقبول – عبد الله صلاح السبت، 21 أبريل 2018 10:00 م

- قرى الإسماعيلية خارج الخدمة وبعضها يعمل ساعتين فى اليوم

- مستشفى أبو عامر التكاملى بالشرقية تسكنها الفئران وتهالكت المعدات الطبيبة

- انتشار الثعابين والعقارب والحشائش بأحد مستشفيات أسوان

- صحة الأقصر تواجه أزمات السنوات الماضية بتطوير ورفع كفاءة 117 وحدة صحية

- مدير الرعاية الأساسية بالفيوم: ليس لدينا وحدات مغلقة
 

تواجه الوحدات الصحية بالقرى محافظات الجمهورية العديد من المشاكل، فبدلا من أن تكون الملاذ الأمن وملجأ المرضى من البسطاء فى القرية، أصبحت مبانى مهجورة يتواجد بها بعض الموظفين الذين ليس فى وسعهم تقديم يد المساعدة للمرضى، وكبدت أهالى القرى مشقة الذهاب لمسافات طويلة بحثا عن مستشفى قد تبعد مئات الكيلومترات عن محل سكنهم فى بعض الأحيان.

 

وعلى رأس هذه المشكلات هو غياب الأطباء فى معظم الوحدات الصحية على أرض المحروسة، وباتت الشكوى الرئيسية لساكنى القرى وجود وحدة صحية بدون طبيب، وتنتهى بوحدات أخرى متهالكة تسكنها الحيوانات أو مبانِ شاهقة لا تجد من يقوم بتشغيلها.

 

محافظة الإسكندرية

وفى الإسكندرية، مازالت المستشفى المركزى، بقرية بنجر السكر بمدينة برج العرب، تعانى من الإهمال، ومازالت مغلقة إلى الآن بسبب أعمال الترميم، وذلك على الرغم من تصريحات وكيل الوزارة السابق الدكتور مجدى حجازى من توفير اعتماد مالى بقيمة 5 ملايين جنيه من وزارة الصحة للبدء فى أعمال الترميم وإعادة التأهيل تمهيدا لإعادة التشغيل.

ويعود تاريخ إغلاق المستشفى إلى عام 2005، بسبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية أسفلها، مما أدى إلى تهالك البنية التحتية، وشكلت وزارة الصحة لجنة لبحث تطوير ورفع كفاءة المستشفى، والتنسيق مع كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية لرفع المقايسات المطلوبة، ووضع تقرير حول حالة المستشفى وأعمال ترميم المبانى وإعادة تأهيلها، إلا أن الأمر مازال متوقف.

 فيما تم نقل الأطباء والمعدات الطبية إلى مستشفى مطروح العام، تاركة المستشفى تعانى الإهمال الشديد والمبانى والنوافذ دون ترميم، كما تركت أهالى قرى بنجر السكر يعانون من نقص الخدمات الصحية، دون استجابة لمطالبهم وسد احتياجهم الشديد لتلك الخدمة الطبية المدعمة.

 وشكا الحاج أنور القاضى من أهالى قرية بنجر السكر 19، من نقص الخدمات الطبية وأن أقرب مستشفى إلى بنجر السكر تبعد 15 كيلو مترا، وتقع داخل مدينة برج العرب، وهو أمر يشكل عائق أمام أهالى القرى المحيطة، حيث أن معدل الإصابة بالحوادث فى تلك القرى مرتفع، خاصة فيما يتعلق بحوادث الطرق أو التعرض إلى لدغات الثعابين وغيرها من الحوادث العارضة، التى تحتاج إلى سرعة التدخل الطبى وأحيانا الجراحى، بالإضافة إلى أن المبنى المؤقت الحالى والذى يعمل كوحدة صحية بديلة لا يكفى احتياجات أهالى القرية، خاصة فى العمليات الجراحية والأمراض المزمنة والمستعصية، مطالبا بسرعة تنفيذ أعمال الترميم وإعادة تشغيل المستشفى.

 من جانبها قالت الدكتورة عزة الفناجيلى، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إنه لم تبدأ أعمال الترميم بعد بالمستشفى، وأن الأمر مازال تحت الدراسة، مؤكدة على أن هناك مشكلة فى توفير الكوادر البشرية والأمر لا يتوقف على ترميم المبنى فقط خاصة وأن المستشفى تقع على مسافة بعيدة من مدينة الإسكندرية.

 وأكدت الفناجيلى، لـ"اليوم السابع"، على أنه يتم الاستعانة بالقوافل العلاجية وتوفير أماكن بديلة لتقديم الخدمة جزئيا حاليا، حيث تم توفير مبنى من الهيئة الزراعية بالقرية، وتحويله إلى مستوصف مؤقت لحين إعادة تشغيل المستشفى.

 

من جهه أخرى نفت وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، وجود أى وحدات صحية أو مراكز طبية متوقفة عن العمل، مؤكدة على أن كل الوحدات الصحية تعمل فى مواعيد العمل الرسمية، مع وجود حملات تفتيشية بصفة دورية على الاطباء والعاملين بتلك الوحدات الطبية، للتأكد من الالتزام بمواعيد العمل الرسمية وتقديم الخدمة الطبية على أكمل وجه، مشددة أن هناك إجراءات قانونية رادعة ضد من يخالف قواعد العمل.

 

محافظة سوهاج

وفى سوهاج، تعانى الوحدات الصحية على مستوى المحافظة، من مشاكل عديدة، تتمثل غالبيتها فى نقص الأطباء، ونقص العمالة، بالإضافة إلى هروب الأطباء من العمل بالوحدات الصحية لعدم وجود حافز إثابة يكفيهم عقب إلغاء القانون 60 الذى كان يعطى للطبيب الذى يعمل بالوحدات الريفية 700%، وأصبحت العديد من الوحدات عبارة عن مأوى للفئران، والقطط والحيوانات الضالة التى استولت غرف الأجهزة وأتلفت العديد منها، بعد أن هجرها الأطباء، واشتكى المرضى من وجود أجهزة وأدوات طبية جديدة وبحالة جيدة، لكنها مكهنة بمخزن المستشفى، ووجود أدوات طبية غير معقمة بعيادة الأسنان فى كثير من الوحدات الصحية، ووجود أدوية منتهية الصلاحية، ما يؤكد عدم وجود حملات رقابية ومتابعة على المستشفى من قبل مديرية الصحة أو إدارة التفتيش الصيدلى بالمديرية.

كما يوجد 307 وحدات صحية تنتشر على مستوى قرى ومراكز المحافظة، يوجد منها 68 وحدة صحية بدون أطباء.

قال محمد حسن من قرية البلابيش بمركز دار السلام، إن الوحدة الصحية بالبلابيش لا يوجد بها طبيب منذ عامين، رغم أنها تخدم 35 ألف نسمة ويقتصر نشاط الوحدة فقط على تسجيل المواليد والوفيات فقط، مضيفًا أن الوحدة مزودة بالأجهزة اللازمة التى كلفت الدولة مئات الآلاف من الجنيهات، لكنها لا تنفع المرضى فى شيء.

 

بينما أوضح خالد عبد المبدئ من قرية من نزلة عمارة بمركز طهطا، أن الوحدة الصحية بنزلة عمارة لا يوجد بها طبيب منذ 6 أشهر، والوحدة الصحية عبارة عن حظيرة ماشية، رغم أنها تخدم سكان 7 قرى.

 

وتعانى الوحدة الصحية بقرية الشيخ مسعود التابعة لمركز طهطا من عدم وجود طبيب بشرى وطبيب أسنان يقومان بتوقيع الكشف الطبى على مرضى القرية والنجوع التابعة لها والتى يتراوح تعداد سكانها حوالى 30 ألف نسمة.

 

وبسبب عدم تواجد طبيب يغادر موظفى الوحدة الصحية عملهم قبل الساعة الثانية عشر ظهرًا ولا ينتظرون لمواعيد العمل الرسمية فى الثانية مساءًا ويقومون بغلق الباب الرئيسى للوحدة الصحية بالسلاسل، وحينما يأتى مريض للمستشفى أو سيدة حامل أو طفل يريد التطعيم يجد الباب مغلق فيعود للخلف در مرة أخرى ليأتى فى اليوم التالى مبكرًا خشية مغادرة العاملين وغلق الباب كما كان فى اليوم السابق

 

ومن ناحيته أكد الدكتور جمال قريشى القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة بسوهاج، على أنه سيتم سد العجز خلال أشهر قليلة بالوحدات الصحية الريفية بعد تكليف الدفعة الجديدة من الأطباء.

 

محافظة الإسماعيلية

وفى الإسماعيلية، تعانى القرى من عدم انتظام الوحدات الصحية فى العمل وعدم وجود أطباء متخصصين فى هذه الوحدات، مما يضطرهم للانتقال إلى أماكن بعيدة للعلاج، سواء داخل المحافظة أو خارجها، وبعض الوحدات الصحية تم إقامتها فى أماكن بعيدة عن الكثافة السكانية، وتحتاج إلى مواصلات قد لا تكون متوفرة للأهالى فى هذه القرى .

وفى قرية الأبطال شرق قناة السويس والتابعة لمدينة القنطرة شرق يعانى الأهالى من عدم وجود خدمة جيدة بالوحدة الصحية بالقرية.

ويشكو سالم حمدين أحد الأهالى، من عدم انتظام مواعيد الأطباء وعدم وجود أى إمكانيات بالوحدة بالرغم من أنها تخدم قطاع كبير من قرى شرق القناة وإذا حدث مكروه لأحد الأهالى لا نجد سوى الإسماعيلية أو مستشفى القنطرة شرق لإنقاذ المريض.

وفى قرية جلبانة بالقنطرة غرب، أيضا يشكو الأهالى من أن الوحدة الصحية لا تقدم لهم أى رعاية طبية جيدة، حيث يضطر المرضى للانتقال إلى مستشفى الإسماعيلية العام أو مستشفى الجامعة.

واشتكى أهالى قرية أبو صوير البلد من عدم انتظام أطباء الوحدة الصحية بالقرية وخاصة فى الفترة المسائية بحسب ما قاله مصطفى البغدادى من أهالى القرية، مشيرًا إلى تقديم شكوى للمحافظ بهذه المشكلة.

وفى الوحدة الصحية بطوسون التابعة لقرية عين غصين مركز الإسماعيلية، تتجدد مشكلة عدم وجود أى إمكانيات أو خدمات طبية للمواطنين المترددين.

 

وأشار عبد الله كحيل، أحد المواطنين، إلى أن الوحدة الصحية بدون خدمات مع وجود الأطباء، لكن هناك مشكلة فى الأخصائى معظم الموجودين من الممارسين ولا يوجد طبيب متخصص، كما لا توجد معدات وأجهزة للكشف على المرضى.

 

وقال الدكتور سعيد السقعان وكيل وزارة الصحة، إن هناك متابعة مستمرة للوحدات الصحية من قبل المديرية، وأنه تم التأكد على انتظام سير العمل فى الوحدات الصحية وخاصة وحدة أبو عطوة، وطوسون، وسرابيوم، وذلك للوقوف على مستوى الخدمة المؤداة للمترددين على تلك الوحدات، مؤكدًا عدم التهاون مع أى مقصر فى عمله اتجاه المريض.

 

وأشار السقعان، إلى أننا نسعى لتقديم خدمات طبية أفضل للمواطنين، من خلال تطوير المنظومة الصحية فى جميع مستشفيات والمراكز الطبية والوحدات الصحية بمحافظة الإسماعيلية، ومنها رفع كفائتها، لاستقبال جميع الحالات الطارئة.

 

محافظة الشرقية

وفى الشرقية، تعانى عدد من الوحدات الصحية بالمحافظة ووحدات طب الأسرة بالقرى والنجوع من ضعف الخدمات الطبيبة، ووجود قصور شديد فى طريقة التشغيل لبعد تلك الوحدات عن الإدارات الصحية بالمدن والمراكز، فضلا عن إهدار المال العام بها، واستغلال الوحدات بطريقة غير صحية، مما يؤثر على الحالة الصحية للمواطنين.

 

وأعرب عدد من أهالى قرية شهداء بحر البقر، عن استياءهم الشديد من ضعف الخدمة الطبيبة المقدمة بمستشفى طب الأسرة بقرية بحر البقر، وقال محمد خضر 31 سنة، من أهالى القرية، إن قرية شهداء بحر البقر تضم 17 عزبة، بإجمالى عدد سكان 120 ألف نسمة، لا يتلقون أى خدمة طبية من المستشفى، وأن المستشفى يعتبر خرابة لا يقدم أى خدمة، وخاصة بعد تحويله من مستشفى مركزى إلى طب أسرة لم يقدم أى خدمات طبية، وبدأ يذهبون إلى مستشفى الحسينية العام الذى يبعد عن القرية بحوالى 20 كيلو متر، من خلال استقلال سيارات ربع نقل وغير أدامية بالمرة، فضلا عن عدم افتتاحه كمستشفى كما وعدهم محافظة الشرقية الأسبق، ولكن تم تشغيله تحت مسى وحدة طب أسرة، وليس مستشفى مركزى، وخاصة أنه مبنى على مساحة 12 قيراطا ومكون من 3 طوابق.

فيما كشفت جولة تفتيشية للنيابة الإدارية بالشرقية، منذ عدة أشهر، عن وجود إهدار كبير للمال العام، بمستشفى طب الأسرة، بقرية شهداء بحر البقر، حيث كشفت الجولة، التى شارك فيها المستشار محمد يوسف، بالنيابة الإدارية، عن عدم وجود أطباء بالمستشفى، وتواجد فنى معمل وموظفة إدارية فقط بالمستشفى، وأن المستشفى أنفقت عليها ملايين ولا يقدم أى خدمة طبيبة، كما أن الأجهزة الطبية أكلها الصدأ بسبب عدم استعمالها.

كما كشفت جولة من هيئة الرقابة الادارية بالمحافظة فى إطار حملاتها لزيارة القرى الأكثر فقرا، منذ عدة أشهر، وشارك فيها فريق عمل من الوحدة المحلية بمركز ومدينة الحسينية بزيارة لقرية "شهداء بحر البقر 2 "، حيث كشفت عن أوجه قصور فى العديد من القطاعات الخدمية، وقامت اللجنة بزيارة وحدة طب الاسرة واتضح إنها تشغل مبنى ضخم يضم 40 حجرة و36 دورة مياه ومبنى خاص بمبيت الأطباء وكان مجهز بأن يكون مستشفى عام، إلا أنه تم استغلاله بصورة غير مرضية للأهالى وأتضح وجود عجز شديد فى الأطباء وهيئة التمريض ووجود عجز شديد فى الأجهزة الطبية التى تساعد فى التشخيص السليم والعلاج وتعطل جهاز السونار.

 

كما أعرب أبناء قريتى "أبو عامر" والحجازية" بمركز الحسينية، عن استياءهم الشديد، بسبب تجاهل القائمين على المنظومة الصحية، لوعودهم بإعادة تشغيل مستشفى التكامل، العلاجى بقرية أبو عامر المهجور منذ 1990، وأن أهالى القريتين فى أمس الحاجة إلى الخدمة الطبية لبعد المسافة بينهما وبين مدينة الحسينية التى يوجد بها المستشفى العام.

 ومستشفى التكامل العلاجى بقرية أبو عامر تم بناؤه سنة 1952 وكان عبارة عن وحدة صحية،  لخدمة قريتى "أبو عامر والحجازية وأكثر من 20 قرية مجاورة، وفى عام 1990 تم إحلال وتجديد للمستشفى، وأصبح مكونا من مبنيين بإجمالى 6 طوابق، لكى يكون بديلا لمستشفى الحسينية المركزى، فترة ترميمه، وتم دعمه بكافة الأجهزة التى تقدر بالملايين، وبعد الإنتهاء من عملية ترميم مستشفى الحسينية، قامت مديرية الصحة بسحب الأجهزة الطبية من المستشفى جهاز لعدم قدوم أى أطباء له.

 فيما قال محمد أبو ندا من أهالى قرية الحجازية، إن المستشفى الحكومى بالقرية تم إحلاله وتجديده سنة 1990 كما تم تزويده بالأجهزة الطبية اللازمة لاستقبال المرضى فى بداية التسعينات، وبعد الانتهاء من أعمال الترميم بمستشفى الحسينية، متابعًا: "فوجئنا بنقل الأجهزة من المستشفى وأصبحت المستشفى خاوية من أى مقومات تهدف إلى تقديم خدمة طبية، حيث أن المستشفى مكون من 6 طوابق لم يستغل منه غير طابق واحد عبارة عن مركز لتنظيم الأسرة، وباقى المستشفى لم يستغل منها شئ، وبها عدد من الأجهزة الطبية الغالية، وعدد من الأسرة لم تستغل ولم يستفاد منها المواطنين".

 

محافظة الأقصر

 وفى الأقصر، كشف الدكتور السيد أحمد عبد الجواد، وكيل وزارة الصحة، عن وجود خطة ضخمة لتطوير عدد كبير من الوحدات الصحية بمختلف أنحاء مدن وقرى ونجوع المحافظة للوصول لأعلى معدلات خدمة المواطنين بتلك الوحدات، حيث تبلغ الوحدات الصحية بالأقصر 117 وحدة صحية تعمل أغلبها بنظام يومى وأخرى 3 أيام أو 4 أيام فى الأسبوع نظرًا للنقص فى الأطباء، ويجرى التعاقد مع أطباء آخرين لسد احتياجات كافة الوحدات والمستشفيات بالمحافظة مستقبلًا.

وقال وكيل صحة الأقصر لـ"اليوم السابع": "لدينا فى الأقصر 117 وحدة صحية، منهم 6 مكاتب صحة للمواليد والوفيات وغيرها من الخدمات، و4 مراكز متميزة يجرى تطويرها بنظام جديد لتكون مستشفيات تكاملية متخصصة، وكذلك 23 وحدة إنشاء جديد، و51 وحدة تم تطويرها خلال الفترة الماضية، و27 وحدة تم اعتمادها من البنك الدولى لتطويرها خلال الأسابيع المقبلة، وذلك لضمان أفضل مستويات خدمة للمواطنين"، موضحًا أنه من بين تلك الخطوات تقرر بدء العمل بوحدة طب الأسرة بقرية الكلابية التابعة لمركز إسنا على مدار الأسبوع، بعدما كانت تعمل لمدة 3 أيام فقط بالأسبوع، وذلك فى ضوء توجيهات محافظ الأقصر محمد بدر، باستمرار عمل الوحدات الصحية بالقرى الحدودية طوال الأسبوع لتقديم أفضل خدمة صحية للمواطنين، مشددًا على ضرورة توافر الأمصال بكافة الوحدات الصحية، كما يجرى العمل خلال الأيام المقبلة تشغيل الوحدة الصحية بقرية زرنيخ التابعة لمركز إسنا، طوال الأسبوع أيضًا.

محافظة الفيوم

وفى الفيوم، قال الدكتور محمد عبد التواب مدير إدارة الرعاية الأساسية بمديرية الصحة، إنه تم سد العجز بالوحدات الصحية التى بها عجز أطباء على مستوى المحافظة من خلال أطباء القوافل الطبية وإدارة الطب العلاجى ومستشفى الرمد.

 

ولفت عبد التواب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه تم توفيق أوضاع الوحدات بتوفير أطباء لها تطلب جهد كبير ومتواصل، خاصة إنها كانت سنة الفراغ فى خريجى كلية الطب فتخرجت أعداد قليلة تم توزيعهم على الوحدات.

وأشار مدير الرعاية الأساسية بمدرية الصحة بالفيوم، إلى أنه لا يوجد وحدات صحية متوقفة بالفيوم ولكن هناك وحدات أغلق مقرها للإحلال والتجديد مثل الوحدة الصحية بقرية شعلان بيوسف الصديق وتم استئجار منزلا بشكل مؤقت كمقر للوحدة الصحية ويعمل به طبيب الوحدة والعاملين بها لحين الانتهاء من عملية الإحلال والتجديد ودخلت المستشفى فى خطة هذا العام، موضحا أنه الخطة تشمل وحدات يتم ترميمها وأخرى يتم إعادة إنشائها.

 

وعن الوحدة الصحية بقرية سويكر بمركز أطسا والتى اشتكى الأهالى سابقا من عدم وجود طبيب بها وإغلاقها، أكد الدكتور محمد عبد التواب أنه تم تعيين طبيب لها يوجد على قوتها حاليا والوحدة تعمل، كما تم سد العجز فى الوحدة الصحية بقرية أبو من إدارة الطب العلاجى.

 

أما مبنى الوحدة الصحية بقرية العزيزية بمركز طامية والتى كان يشكو الأهالى من حالته المتردية وتهالك المبنى، أشار مدير الرعاية الأساسية، إلى أن المبنى تسلمته هيئة الأبنية التعليمية ويتم إعادة إنشائه كمركز رعاية أولية.

 

محافظة أسوان

وفى أسوان، يحلم أبناء قرية أقليت والقرى المجاورة لها بمحافظة، أن يكون مستشفى تتلقى الحالات الحرجة والعادية بين المواطنين وتتعامل معها طبيًا فى أسرع وقت، وطال هذا الحلم الذى امتد لنحو 69 عامًا وقت أن بنيت المجموعة الصحية للقرية وتحولت مع مرور الزمن إلى وحدة صحية يزورها الأطباء على فترات متباعدة حتى حل مكانهم الحشائش والثعابين والعقارب.

قرية أقليت التابعة لمركز كوم أمبو، والتى تبعد أكثر من 60 كيلو متر شمال غرب مدينة أسوان، ويضم المجلس القروى لها قرى ونجوع: "أقليت – العدوة- الدهسة-كرم الديب – الرغامة البلد- الشيخ عبد العال- الحاجر- نجع العرب- جزيرة"، ويعيش بهذه المناطق نحو 400 ألف نسمة تقريبًا – وفقًا لإحصائية السكان لعام 2014 - ويوجد بالقرية وحدة صحية أو مستشفى قروى أقليت كما يطلق عليها الأهالى أو السكان، تقع على مساحة 4 أفدنة، ولكن اختفت معالمها من الخارج بسبب انتشار الحشائش فى الأرضيات وعلى الأسوار، ولم يظهر من معالم المستشفى البارزة سوى لافتة مكسورة مكتوب عليها "مركز صحة الأسرة إقليت"، ولافتة أخرى قديمة مدون عليها "المجموعة الصحية 1949 – 1368" وتشير إلى تاريخ إنشاء هذا المكان، والذى يتكون من مبانى مجهزة للعيادات وسكن للأطباء والتمريض والمرضى، ومعظمها ذات طابقين، ومبانى أخرى للمعامل والتحاليل ودورات المياه ومشرحة وغير ذلك، بجانب المساحات الخضراء بين الأبنية.

 

قال محمد محمود، موظف، من أهالى قرية أقليت، إن المستشفى أنشأت كمجموعة صحية تم افتتاحها فى عام 1949، وكانت تقدم الخدمات الطبية فى التخصصات المختلفة من باطنة وأسنان وعظام ونساء وتوليد وغيرها من عمليات الولادة والجراحات الطارئة وغير ذلك، حتى سبعينيات القرن الماضى، ومؤخرًا صدر قرار من وزارة الصحة بتحويلها إلى مركز صحة أسرة، وأصبحت الخدمات الطبية التى تقدمها للمواطنين تكاد تكون معدومة، وكان هذا القرار بمثابة كتابة شهادة وفاة لهذا الصرح الكبير.

وأضاف صلاح محمد خير، بالمعاش، من أهالى قرية أقليت، إن الأهالى يتعجبون من عدم استغلال هذه المساحات الواسعة المبنية، وتركوها لسنين طوال بدون خدمات، حتى انتشرت الحشائش والزراعات أسفل المبانى وتكسرت زجاجها، رغم جودة المبانى المبنية بالصخور الجرانيتية القديمة، ورغم حاجة سكان المنطقة لخدمات طبية، حيث تخدم المستشفى قرى أقليت والرغامة وأبو وير والعدوة وكرم الديب ومنيحة والشروق، موضحًا بأن أقرب مستشفى تبعد عن قرية أقليت بنحو 15 كيلو مترًا وهى مستشفى مدينة كوم أمبو المركزى.

 

وأوضح على عثمان، من أهالى القرية، أن المستشفى مؤخرًا تم العثور على بداخلها على ثعابين يزيد طولها عن 2 متر، بالإضافة إلى العثور على ثعابين أخرى صغيرة، هاجمت أحد الموظفين الإداريين بالمستشفى خلال تأدية عمله، ولكن العناية الإلهية أنقذت الموظف وسارع باستدعاء الخفير وعدد من المزارعين لقتل الثعابين الضخمة، والتى قد تهاجم المرضى المترددين على المكان بسبب انتشار الحشائش والزراعات دون اهتمام من المسئولين بالمكان.

 

من جانبه، أكد الدكتور إيهاب عماد، وكيل وزارة الصحة بأسوان، على أن الوحدة الصحية لقرية أقليت، من الصعب تحويلها إلى مستشفى مركزى، نظرًا لأن لوائح المستشفيات تقضى بعدم وجود مستشفتان بينهما مسافة تقل عن 17 كيلو متر، موضحًا بأنه سيتم إدراج وحدة صحة إقليت فى خطة العام المالى لإجراء أعمال تطوير ورفع كفاءة المعدات والتجهيزات والمستلزمات الطبية مع إنشاء مبنى جديد ملحق على مساحة 200 متر مربع تخصص لإقامة ثلاث عيادات للصحة الإنجابية والباطنة ورعاية أمومة وطفولة.