اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 05:55 م

الكاتب الصحفى خالد صلاح

خالد صلاح يكتب: أبى كان ملحداً فهل يدخل الجنة؟!

السبت، 21 أبريل 2018 10:00 ص

 
أغرب سؤال
 
وأعظم إجابة
 
كان السؤال من طفل مسيحى إلى بابا الفاتيكان الأسبوع الماضى، كان البابا يستقبل مجموعة من الأطفال يسألون عن المسيح والكنيسة والإنجيل والأخلاق، بينما خرج طفل أمام الحشد ليسأل البابا سؤالا مختلفًا وغير متوقع، تحرك هذا الطفل نحو الميكروفون، ثم ظهرت عليه علامات القلق والتوتر ولم يستطع التقاط أنفاسه، فأشفق عليه البابا فرنسيس ودعاه إلى أن يصعد إليه فاطمأن الطفل إيمانويل، وسأل البابا هذا السؤال وهو يبكى:
أبى كان ملحدًا فهل يدخل الجنة؟!
 
كيف تتصور أنت الإجابة من البابا؟
 
ثم كيف تتصورها من خطيب الجمعة فى أحد مساجد القاهرة؟
 
وكيف تتصورها بين كل الأديان والمذاهب؟
 
ثم كيف يمكن أن تتصور الرد على طفل يريد أن يطمئن على والده الملحد فى الملكوت الأعلى؟!
 
إجابة البابا فرنسيس كانت عظيمة، وعظمتها فى رأيى أنها نزلت بردا وسلاما على هذا الطفل الحائر..
 
قال البابا بدايةً: «عندما نشعر بألمٍ فى قلبنا، ربما يجب أن نبكى جميعًا مثل إيمانويل»، فبالنسبة له، بكى هذا الفتى على والده، لأنه يحبه و«لأنه تحلى بالشجاعة لفعل ذلك أمامنا».
 
البابا نظر بقلبه إلى هذا الطفل وقال: إن الرجل القادر على إنجاب ولد مثل إيمانويل، الذى تجرأ على البكاء أمام الجميع هو «رجل صالح فعلاً»، صالح لأنه «عمد أبناءه الأربعة فى الكنيسة»، وفى هذه اللحظة كان يؤمن بالله ويؤمن بأهمية «عمادة» أطفاله.
 
قلب هذا الأب فى لحظة المعمودية كان بين يدى الله، هو وحده يعرف يا إيمانويل إيمان أبيك، ووحده يقرّر من يذهب إلى الجنة، ولأن الله لديه رحمة بأبيك أكثر منك أنت، لدى الله قلب الأب يا إيمانويل، وسيعطف على أبيك فى السماء.
 
هذه إجابة إنسانية عظيمة أنقذت إيمانويل من حيرته على أبيه.
 
وهذه إجابة إنسانية ودينية ترد الأمر لله وحده.
 
لا شأن لأحد بالقلوب..
 
سواك أنت يا ربى..