اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:29 ص

شخص يفكر – صورة أرشيفية

غادة عطا تكتب: سقوط حر

الأربعاء، 18 أبريل 2018 02:00 م

انخرس الكلام بداخلى.
أشعر أن الكلمات أصبحت بلا قيمةٍ ولا جدوى أمام ما نحن فيه.
لا شىء يساوى كسرة النفس والإحباط والإحساس بالعجز.
لا شىء يساوى انكسار الأحلام وتحطمها على صخرة الواقع القاسى بينما كل شىءٍ يضيع.
الدرس يعاد أمامنا مرات ومرات
لكننا لا نفهم ولا نتعلم ولا نستفيد شيئاً 
وكأنما نسير نحو الحافة مغمضى العيون 
مكبلين بقيودٍ عقولنا ذاهلةً 
وأقدامنا لا تميز إلى أين نحن سائرون. 
ضاع بلد شقيق فكأنما طعن قلبى طعنةً لم تبرحه
 فإذا ببلدٍ تلو أخرى تضيع أمامى وأنا عاجزةً أن أفعل شيئاً.
صرخت طويلاً حتى بح صوتى
بكيت طويلاً حتى جفت دموعى
ناديت بعلو الصوت فلم يسمعنى غيرى ولم يُجد كلامى.
 الصرخات لا تصلهم. 
حتى صوتى المبحوح لن يُسمعهم.
صحت فيهم
هلموا إلى نشبك الأيدى لننقذ الأرض والعرض
هلموا إلى نرد العدوان ونوقف الكيد
هلموا إخوتى لم يفت الوقت بعد.
لا تثقوا بعدوكم
 أفيقوا 
أنقذوا أرضكم 
لكن...
 لم يسمعنى أحد.
لم يرنى أحد.
كل صرخاتى ضاعت فى الفراغ ورد على الصدى 
ساخرا من حماقتى ومن تلك الأحلام الوردية 
التى لم تبرح قلبى النابض بالعروبة بعد.
أفيقى أنتِ فليس هناك أحد 
لملمى نفسك فلم يبق منهم أحد
لن يقبل بكلامك أشقاء لا يثقون سوى بالأعداء
ولن تجنى سوى الحسرة والمرارة والمزيد من الوجع.
عدت بقلبٍ مكسور اليوم غير مصدقةٍ
ابحث عن أملٍ جديد 
عن فرصةٍ جديدة للملمة شتات العرب.
هرولت هناك وهناك وحيدةً. 
عدت أجر أذيال خيبتى مجدداً.
 بلد شقيقٌ آخر يضيع أمام عينى. 
كم الحسرة والألم والخوف اليوم
لا يضاهيه سوى حسرتى يوم سقوط بغداد 
حين أدركت أن حبات العقد قد بدأت فى الانفراط
 وأن سقوط بغداد ليس سوى بداية.
مشاهد يوم سقوط بغداد وبنغازى وصنعاء والقدس لم تغادرنى بعد فكيف أفيق على يومٍ تسقط فيه دمشق العروبة.
مشهد الأعلام المترنحة والرايات التى تسقط تحت أقدام المحتلين لا يفارق ذهنى لكنه يكسر قلبى.
مشهد الغزاة وهم يتبادلون التهانى ويرقصون فوق بقعةٍ عزيزةٍ على القلب بينما أقف عاجزةً يشعل نيران غضبٍ لا تخمد داخلى.
إنهم يسرقون ثرواتنا ويفرقون شملنا ويخربون أرضنا.
إنهم يحاولون محو تاريخنا وطمس هويتنا ويحطمون روافد الصلات والعلاقات القوية بين أبناء العروبة جميعاً.
المعركة دائرةٌ طوال الوقت والمؤامرة حاضرةٌ دوماً 
والحقد فى نفوسهم لم ولن ينتهى.
دوماً يبحثون عن ثأرٍ لهم عندنا. 
دوماً تحركهم الكراهية والغضب. 
لم يكن أبداً سقوط الأندلس بعيداً عن المشهد.
هم مصرون على تكرار المشهد أمامنا 
لأنهم لم ينسوا ثأرهم معنا يوم كسرنا حروبهم الصليبية
 لكننا نحن من نسينا واستدرنا لبعضنا نخون ونحارب. 
أصبحنا نثق فى الأعداء ونطلب منهم يد العون ضد إخوتنا وأشقائنا. 
هانت علينا أنفسنا فهنا على أعدائنا
وطمعوا فينا وفى أرضنا وثرواتنا.