اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 08:11 ص

لبنان نقسم حول قصف سوريا

الهجوم العسكرى ضد سوريا يفخخ بيروت.. ميشيل عون يرفض الضربات.. ويؤكد: نقف ضد استهداف أى دولة عربية.. ونبيه برى: صبرا دمشق.. والحريرى يختفى عن المشهد.. والثنائى الشيعى " أمل" وحزب الله: النأى بالنفس جريمة

كتبت آمال رسلان السبت، 14 أبريل 2018 06:30 م

استيقظت بيروت على دوى الانفجارات فى داخل دمشق من جراء العدوان الثلاثى - من قبل "أمريكا وفرنسا وبريطانيا" - على سوريا، وقبل أن تضرب الصواريخ الغربية أهدافها فى دمشق ومحيطها كانت قد ضربت التفاهم بين جميع الأطياف اللبنانية التى انقسمت فيما بينهما حول مواقفها من الأحداث السورية، وتباينت ردود الفعل بين من أعلن دعمه للسيادة العربية ومن التزم الصمت.

 

موقف الرئاسة اللبنانية كان واضحا مساندا للدولة السورية وجيشها، حيث سارع الرئيس اللبنانى ميشال عون إلى إصدار بيان رسمى مؤيدا لدمشق رافضا للعدوان الثلاثى، واعتبر أن ما حصل فجر السبت فى سوريا "لا يساهم فى إيجاد حل سياسى للأزمة السورية التى دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السورى، إضافة إلى أنه قد يضع المنطقة فى وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذى بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التى زادت الأزمة تعقيدا".

 

وأكد الرئيس ميشيل عون "أن لبنان الذى يرفض أن تستهدف أى دولة عربية اعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التى سيقت لحصولها، يرى فى التطورات الأخيرة جنوحا إلى مزيد من تورط الدول الكبرى فى الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات".

 

وتلا موقف الرئيس عون موقفا رسميا آخر من رئيس مجلس النواب نبيه برى الذى أعلن مساندته لسوريا، وعلق عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" ببيت شعر للشاعر العراقى محمد مهدي الجواهري عن دمشق قائلا " رحم الله الجواهرى عندما قال دِمَشْقُ صَبرًا على البَلْوى...وعندَ أَعْوادِكِ الخَضْراءِ بَهْجَتُها كالسِّنْدِيانَةِ مهما سَّاقَطَتْ ورَقا".

وبين موقف الرئيس اللبنانى ورئيس مجلس النواب غاب رئيس الحكومة سعد الحريرى عن المشهد تماما ملتزما الصمت تجاه ما حدث فى سوريا، حيث كان قد صرب قبل الضربة العسكرية بـ24 ساعة رفع شعار النأى بالنفس فى تلك الأزمة، مؤكدًا على أن بلاده ستلتزم سياسة النأى بالنفس عن الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا، وقال الحريرى: "موقفنا واضح وهو النأى بالنفس، ووظيفتنا حماية البلد من تداعيات ما يحصل فى المنطقة".

وخلف المواقف الرسمية برز الثنائى الشيعى ممثلا فى حزب الله وحركة أمل الذى يقف فى ظهر الرئيس السورى بشار الأسد وجيشه، حيث أدان «حزب الله» اللبناني - الذى يحارب الى جانب الجيش السورى خلال سنوات الأزمة - العدوان الثلاثي مؤكدا «وقوفه الصريح والثابت إلى جانب الشعب السوري».

وصرح الحزب في بيان السبت أنه : «يدين الحزب بشدة العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي الغادر على سوريا الشقيقة، ويعتبره انتهاكا صارخا للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة"، وأشار إلى أن «الذرائع والمبررات التي استند إليها العدوان الثلاثي الجديد، هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وتستند إلى مسرحيات هزلية فاشلة، أمروا هم بإعدادها وتسخيرها في خدمة آلة العدوان المجرم.

وأكد الحزب وقوفه الثابت إلى جانب الشعب السوري وقيادته وشعبه، وأشاد «بتصدي قوات الدفاع الجوي السورية للعدوان"، فيما اعتبر المكتب السياسي لحركة امل ان "الحركة ومعها كل الشرفاء ﻻ يمكنهم ان ينأوا بأنفسهم عن استهداف سوريا ودورها خصوصاً ان هذا العدوان في تداعياته يطاول منطقة الشرق اﻻوسط، فهو يأتي في توقيت مشبوه يتزامن مع تحرير الجيش العربي السوري لمساحات واسعة من الجغرافية السورية من سطوة اﻻرهاب ومع انصراف العراق ولبنان ﻻنجاز استحقاقاتهما التشريعية ومع هبّة الشعب الفلسطيني للتأكيد على حقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

ومن جانبه أدان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في تصريح له، العدوان على سوريا الذى تغاضى عن التحقيقات وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى وصم الآذان عن محاولة التهدئة، واعتبر أن هذا الاعتداء الصارخ يؤكد مرة أخرى انتصار سوريا فى وجه كل المخططات.

كما استنكر العماد إميل لحود الرئيس اللبنانى الأسبق، الاعتداء على سوريا فى بيان جاء فيه: "افقنا على عدوان ثلاثى أمريكى – بريطانى -فرنسى مشترك على سوريا الشقيقة، إننا ندين ونستنكر أشد الاستنكار هذا الاعتداء غير المبرر على الشقيقة سوريا الذى يشكل انتهاكا صارخا للسيادة السورية ضاربا عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية الداعية إلى احترام سيادة الدول وكرامة الشعوب الحرة فى المنطقة".

وأشار لحود، إلى أن الذرائع والمبررات التى استند اليها دول العدوان الثلاثى هى ذرائع واهية لا مبرر ولا شرعة لها وخارجة عن أى منطق وتمثل غاية المهانة بالشرعة الدولية وبقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولى".

وتابع الرئيس اللبنانى الأسبق: "إن نجاح الجيش السورى فى إفشال هذا العدوان الثلاثى سيعطى رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلى وأعوانه بأن سوريا اليوم ليست مستباحة وأن مثل هذا الاعتداء لن ينال من سوريا ولا من عزيمة شعبها وجيشها، ولن يثنى الدولة السورية عن حربها ضد الإرهاب وأدواته وسيزيد من لحمة الشعب والجيش السورى حول قيادته ولا بد لنا من توجيه التحية لقوات الدفاع الجوى فى الجيش العربى السورى فى تصديها للعدوان".