اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:06 م

الرئيس عبد الفتاح السيسى والأبنودى وصلاح جاهين وعبد الله السناوى

فى ذكرى ميلاد الأبنودى.. عبد الله السناوى يكشف لـ"اليوم السابع" اللحظات الأخيرة فى حياته.. رفض نقله للمستشفى والسيسى قال له: "هنقلك ولو بالقوة".. الخال اتصل بأصدقائه ليودعهم.. وكتب قصيدة فى هيكل لم تنشر

كتب بلال رمضان الأربعاء، 11 أبريل 2018 05:48 م

كشف الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، عن اللحظات الأخيرة التى عايشها وعلم بتفاصيلها فى حياة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، الذى تمر اليوم، الأربعاء، الذكرى الـ80 لعيد ميلاده (11 إبريل 1938 – 21 إبريل 2015).


 

قال عبد الله السناوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "إن الكاتب الكبير جمال الغيطانى (9 مايو 1945 - 18 أكتوبر 2015)، اتصل بى وأخبرنى بأنه قلق جدًا على الحالة الصحية لصديقه الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، حيث أشار لى أن الأبنودى اتصل به وبكل أصدقائه ليودعهم"، موضحا له – أى الغيطانى – أن هذا تقليد متوارث فى الصعيد، وأن والده – الغيطانى – قام بزيارة أقاربه وأفراد عائلته قبل وفاته بأيام.



 

وأشار "السناوى" إلى أنه بعدما علم بهذا الموقف من الراحل جمال الغيطانى،  اتصل على الفور بالأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 –17 فبراير 2016)، وأبلغه بما علمه، وأن الخال يرفض نقله إلى أى مستشفى ويصر على البقاء فى منزله، وأنه لا يصح بأى حال من الأحوال، تنفيذ رغبته، وعدم نقله إلى المستشفى.


 

السيسى وعبد الرحمن الأبنودى

يتذكر عبد الله السناوى، تفاصيل هذا اليوم، ويقول: قمت بإبلاغ رئاسة الجمهورية، بهذا الموقف، وقلت بأنه لا يصح أن يترك شاعر كبير للموت دون محاولة إنقاذ حياته، مضيفا: علمت فيما بعد أن الخال عبد الرحمن الأبنودى تلقى اتصالا من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعد خمس دقائق، من الاتصال الذى أجريته لرئاسة الجمهورية، وأن الخال أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسى برغبته فى أن يبقى فى منزله، فما كان من الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلا أن أصر على موقفه فى نقل الخال إلى المستشفى، وقال له: "هنقلك ولو بالقوة"، وبالفعل تم نقل الأبنودى إلى مستشفى الميدان العسكرى، فى الجيش الثانى، فى الإسماعيلية، الذى يوجد به قسم متقدم للغاية لعلاج الأمراض الصدرية.


 

أما عن ذكرياته مع عبد الرحمن الأبنودى، فيقول عبد الله السناوى:" فى الحقيقة أنا لم يسبق لى أن قمت بزيارة الخال فى منزله بالإسماعيلية، لكنه كان جارى حينما كان يعيش فى المهندسين، وعرفت منه فيما بعد أن لديه صورة كبيرة للأستاذ هيكل تتصدر مدخل بيته، كما عرفت منه أيضًا أنه كتب قصيدة لم يستكملها فى هيكل، وأظن أن مسودتها، لدى أسرته".


 

ويشير "السناوى" إلى أن الشعر الذى يحفظ الأستاذ هيكل منه آلاف الأبيات، ويكتبه الخال عبد الرحمن الأبنودى، هو أيضا الذى شكل حالة أخرى للعلاقة الوطيدة بينهما، حينما كتب الخال قصيدته عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، حيث شكلت هذه القصيدة حالة وجدانية مشتركة بينهما، لافتا إلى أن أول لقاء بين الأستاذ والخال، كان حينما قامت مجلة نصف الدنيا بإجراء حوار مع الأبنودى بطلب من الأستاذ هيكل، وكانت سناء البيسى مؤسستها فى ذلك الوقت.


 

ويتذكر عبد السناوى، مواقف الخال عبد الرحمن الأبنودى، ومنها أنه أبلغه ذات مرة إلى أى مدى يشعر بالضيق حينما يتم الهجوم على الأستاذ هيكل، وكان يرى فى ذلك إهدار لقوة مصر الناعمة.


 

وفى نفس السياق، يتذكر "السناوى" الحالة النفسية التى مر بها الأستاذ هيكل حينما التقى بالخال عبد الرحمن الأبنودى فى الاحتفالية التى أقامتها الأهرام، وعاد الخال بعدها متعبا إلى الإسماعيلية، يقول "السناوى": "كان هيكل منزعج جدًا حينما تعب الأبنودى".

يعود عبد الله السناوى، إلى الوراء، ويتذكر الأستاذ محمد عودة، الأب الروحى لعبد الرحمن الأبنودى، والذى كتب فيه قصيدة حينما رحل، وألقاها فى نقابة الصحفيين، فيقول "السناوى": طوال فترة مرض الأستاذ الراحل محمد عودة كان الأبنودى يجلس بجواره على حافة السرير، لا يغادره إلا للنوم، كان يحنو عليه كما يحنو الابن على والده.

أزمة صحيفة العربى وعبد الرحمن الأبنودى

يتذكر عبد الله السناوى، كيف بعض المواقف الحرجة فى علاقته بالخال، فيروى: نشأت أزمة كبيرة بين الأبنودى وصحيفة العربى على خلفية مقال نقدى كتبه أحد الشبان فى ذلك الوقت، ودخلنا فى مبارزة على صفحات الصحف، هو هاجمنا فيها، وجاء مانشيت جريدة العربى على لسان أحد الشعراء الكبار الراحلين: "صلاح جاهين شاعر من أولياء الله الصالحين والأبنودى شاعر متوسط القيمة".


 

يقول "السناوى": هذا المانشيت كان سببًا فى إصابة عبد الرحمن الأبنودى بأزمة قلبية دخل على إثرها المستشفى، خاصة أن هذا العنوان كان من شاعر كبير على قيد الحياة، فى ذلك الوقت، وكف الأبنودى فترة طويلة عن الكتابة، وكان قد هاجمنا بقسوة، ولكن كان الرد منا أكثر قسوة، وأعتقد مخلصا أن العربى وأنا شخصيا ارتكبنا خطأ لم يكن يصح أن نقع فيه، فالأبنودى شاعر كبير، ومن الممكن أن نختلف فى المواقف، ولكن لا يمكن الاختلاف على قيمته الشعرية.


 

ويضيف "السناوى" بعد هذه الأزمة، وحينما كان الأستاذ محمد عودة، مريضًا ويمكث فى مستشفى قصر العينى، اتصلت للاطمئنان على صحته، وسألته: "من عندك؟"، فأجاب: "هوميروس" -هو شاعر إغريقى ملحمى- فخطف الأبنودى الهاتف من يد محمد عودة وقال لى: لماذا لا تهاجموننى الآن؟، فقلت له: هاجمتنا وهاجمناك، لكن الظفر لا يخرج من اللحم.

يكمل "السناوى" ذكرياته فيقول: فيما بعد تحدثنا فى هذه النقطة بالذات، وقلت له: أنا مستعد للاعتذار العلنى، فالجريدة فعلا قد أخطأت، فقال لى الخال: أرجوك ألا تفعل، ودع الموضوع كله للنسيان.


 

ويشير عبد الله السناوى، إلى أنه ما زال حتى يومنا هذا يتذكر عنوان المقال الذى أراد أن يكتبه أكثر من مرة، وهو "اعتذار إلى هوميروس"، مضيفا: والأبنودى كما هو حاد أحيانا، إنسان رقيق للغاية، وكريم فى عواطفه تجاه أصدقائه، وعلاقتنا الإنسانية والشخصية توطدت بعد ذلك الصدام، وبدواعى الوفاء المشترك لأستاذنا محمد عودة.