اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 09:51 ص

د.إيمان رفعت المحجوب

الإنسانية وحسب

د.إيمان رفعت المحجوب الأربعاء، 28 مارس 2018 10:00 م

أعلنت الكنيسة الإنجليكية بإنجلترا منذ أيام أنه سيتم دفن ستيڤين هوكينج بجوار إسحاق نيوتين وتشارلز داروين فى كنيسة وست منستر وسيقام القداس على روحه خلال العام .

من المعروف أن داروين كان ملحدا؛ ورغم ذلك كانت زوجته مسيحية متدينة دائمة الذهاب للكنيسة، ونيوتن لم يكن يتبع المذهب الپروتوستانتى السائد فى انجلترا وقتها فلم يكن نيوتين مقتنع بعقيدة الترينيتى؛ أى التثليث؛ وله كتابات اكتشفت مؤخراً تدل على انه كان يتبع مبدأ التوحيد الذى قال به آريوس الذى جعل الابن فى مرتبة أدنى من الأب ومع ذلك لم تستنكف الكنيسة أن يضم ثراها رفاتهم ولم يستنكف القساوسة أن يصلوا عليهم، فى حين لم يكن هذا موقف رجال الدين والمتدينين من الخارجين على الكنيسة من قبل واذكر أن القداس اقيم على ڤولتير سراً وتم الصلاة عليه ودفنه فى كنيسة نائية فى عجالة قبل صدور فتوى عدم جواز الصلاة عليه ودفنه فى الكنيسة، وكان ذلك قبيل الثورة الفرنسية ثم أعيد بعد ذلك دفنه عقب إعلان الجمهورية الأولى فى مدافن العظماء فى پاريس ( الپونتيون) وبعد فشل الثورة وعودة سلطان الدين اخرج المتطرفون جسده وألقوا به فى مكان مجهول خارج المقبرة !!! وهذا يوضح جوهر الفرق بين العصر الحديث والقرون الوسطى .

أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فلم يكن يستنكف أن يستغفر للمنافقين والكفار ولاعدائه ورأى جنازة مارة فوقف فقال له أصحابه إنه كان كذا وكذا فرد قائلاً أليست نفساً، وأعطى قميصه لعبد الله بن عبد الله بن ابى بن سلول كى يستشفى بها والده ويكفنه بها بعد وفاته وهو رأس النفاق وسأله ابنه أن يصلى عليه فقام وصلى عليه وقال عمر للرسول ألم ينهك الله عن الاستغفار لهم ؛ والمنافقون فى الدرك الأسفل من النار؛ فقال الرسول بل خيرنى ربى وقرأ " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم أن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " وقال أزيده على السبعين، فكلما ارتقى الإنسان شغل بالإنسان والإنسانية وغلبته الرحمة دون النظر إلى لونٍ أو عرقٍ أو دين ولكن لا أدرى ما الذى بدلنا ومن أين أتينا بأفكارنا !

* استاذ بكلية طب قصر العينى .