اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:28 م

الحصان تجويد النافق كان يمكن الاحتفاظ بسلالته

لماذا لم تستخدم "الزراعة" العلم لحفظ "سائل" الحصان "تجويد" قبل نفوقه؟.. الوزارة لم تستغل امتلاك "قومى للبحوث" بنك أجنة يحفظ الحيوانات المنوية لـ100 عام.. عدم التنسيق يعطل إمكانيات الدولة ويتسبب لها فى الخسارة

كتب محمد محسوب الثلاثاء، 20 مارس 2018 04:00 ص

فاجعة كبيرة أصيبت بها وزارة الزراعة خلال الأسبوع الاخير بعد نفوق الحصان" تجويد" الملقب بـ"بطل الأبطال"  وهو حصان مصرى عربى أصيل، كان موجودا باسطبل الزهراء التابع للوزارة، ويعد ضمن أجمل 20 حصانًا فى العالم، وتبلغ قيمته 170 مليون جنيه، ولم تفكر وزارة الزراعة فى كيفية الحفاظ على السائل المنوى الخاص بالحصان، وفتحت الواقعة بابا لتساؤل هام ألا وهو.. لماذا لا تستفيد الجهات المختلفة من العلم لتطوير أداؤها والحفاظ على ما لديها من كنوز وثروات؟


-الحصان-تجويد

 

طاووس محطة الزهراء، كما كان يلقب نفق دون أن يحتفظ وزارة الزراعة بسلالته على الرغم من امتلاك مصر التقنيات اللازمة لحفظ جينات الحصان لعشرات بل لمئات السنوات، حيث يمتلك المركز القومى للبحوث بنك لأجنة وحفظ الأصول الوراثية والذى يعد الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط والثانى فى أفريقيا لتطبيق التقنيات المتقدمة لتحسين وحفظ الأصول الوراثية للثروة الحيوانية المصرية، إلا أنه لم يستغل وتحتفظ وزارة الزراعة بداخله على حيوان منوى واحد من الحصان "تجويد" كى تقوم بتلقيح المهر به فيما بعد وخاصة أن المركز القومى للبحوث نجح فى إنتاج عجول من خلال تقنية الأنابيب لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط وليس صعبا عليه أن يطبقها على الخيول، بحسب تصريحات الدكتورة أميمة محمد توفيق، الأستاذ بالمركز، ورئيس بنك الأجنة.


-بنك-لإنتاج-حيوانات-الأنابيب-بالشرق-الأوسط-

 

وأضافت الدكتورة أميمة محمد توفيق، لـ"اليوم السابع"، أنه كان من الممكن أن يقوم المركز بأخذ الحيوانات المنوية من هذا الحصان ويتم حفظها فى درجة حرارة تبلغ - 196 درجة مئوية، فى أوساط معينة تحميها بجهاز التجميد المبرمج، وبعد تجميدها يتم وضعها فى "كونتينر" به سائل نيتروجين.

وأشارت الدكتورة أميمة محمد توفيق، إلى أنه يمكن حفظ السائل المنوى لأكثر من مائة عام، ويتم الاستفادة منها فى تخصيب المهر دون أن تقل كفاءته، موضحة أن مثل هذه الخيول العربية الأصيلة يمكن للمركز التعامل معها ومع أى حيوانات أخرى لحفظ سلالتها أو تحسينها، مؤكدة أنه يمكن أيضا أن يتم تجميد للبويضات الأنثوية لحفظ السلالة واستخدامها بعد فترة طويلة أيضا بوضعها فى أنثى عادية، بحيث لو نفقت الحيوانات الأصلية يتم الحفاظ على السلالة.

بنك-لإنتاج-حيوانات-الأنابيب-بالشرق-الأوسط-

 

وأكدت الدكتورة أميمة محمد توفيق، أنه يمكن اتباع تلك التقنية مع الجاموس والأبقار والخراف والماعز وغيرها للحفاظ على أجود السلالات التى من الصعب تعويضها، متسائلة: لماذا تنتظر الجهات الحكومية ولا تتحرك للتعاون معنا للحفاظ على تلك السلالات؟

وأوضحت، أن البنك الحديث يتكون من 14 جهازا هى الأحدث على مستوى العالم، وتم البدء فى شراء الأجهزة عام 2004 ، الواحد تلو الآخر، حيث تم شراء أجهزة حديثة للبنك بقيمة بلغت حوالى 10 ملايين جنيه موضحة أنها الآن تساوى أكثر من 40 مليون جنيه، كما أن الأجهزة الحديثة التى يتكون منها البنك تساعد على تحديد كفاءة البويضة والسائل المنوى والجنين بطريقة أسرع.


-بنك-لإنتاج-حيوانات-الأنابيب-بالشرق-الأوسط-

 

وتابعت، أنه عند بيع الخيل يتم إثبات بنوته من خلال إرسال العينات للخارج وتتكلف الدولة أموالا باهظة، موضحة أن بنك الأجنة مجهز أيضا لإثبات بنوة الخيول، وإذا تم تفعيله، فستستغنى مصر عن المعامل الخارجية وتوفر آلاف الدولارات.


-بنك-لإنتاج-حيوانات-الأنابيب-بالشرق-الأوسط-

 

يذكر أن تقرير الإدارة المركزية للهيئة الزراعية المصرية، كشف أن الحصان كان يعانى من ورم فى الحنجرة، حيث عانى تجويد من "حشرجة صوت" الأربعاء الماضى قبل وفاته المفاجئة، وكان يتم الاستفادة من خصائصه المتميزة كحصان عربى من خلال تكاثر العديد من الفرسات العربيات، واستخدامه كـ"طلوقة" بقيمة تصل إلى 8 آلاف جنيه للمرة الواحدة، وينتمى الحصان النافق إلى سلالة نادرة ونقية والده جاد الله بن أديب بن شعراوى بن مرافق بن النظير، وأمه "تى"، مولود فى عام 2004، وقدر ثمنه بـ10 ملايين دولار ويعتبر فى عمر الشباب، ومن المقرر أن تقيم وزارة الزراعة مجسمًا للحصان فى المتحف الزراعى بنفس حجمه الطبيعى قبل وفاته، وتحنيط الحصان النافق وعرضه فى المتحف الحيوانى بحديقة حيوان الجيزة.