اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 08:03 م

إيران تحبس أنفاسها بعد صعود بومبيو لخارجية أمريكا

القط الشيرازى VS الصقر الأمريكى.. أخطر أوقات معركة النووى.. إيران تحبس أنفاسها بعد صعود "بومبيو" إلى الخارجية.. الإعلام الإيرانى: إقالة تيلرسون تمهيد للانسحاب من الاتفاق.. وطهران: نرصد السياسة ونتخذ مواقف

كتبت - إسراء أحمد فؤاد الخميس، 15 مارس 2018 03:28 م

تمكنت الجمهورية الإسلامية فى إيران الساعات الماضية أن تحتفظ بهدوءها على المستوى الرسمى حيال التعليق على إقالة الرئيس الأمريكى وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذى لم يرفض الاتفاق النووى وتعيين مايك بومبيو المناهض للاتفاق بل ولسلوك الدولة الإيرانية وسياساتها بشكل عام، لكن هذا الهدوء الذى أصبح سمة تميز الدبلوماسى الإيرانى كحايك السجاد تلك المهنة التى تركت أثرها على الشخصية الإيرانية فى مختلف الأزمنة والمجالات، كان يخفى وراءه قلق بالغ على الاتفاقية النووية المبرمة بين القوى الكبرى وإيران فى 14 يوليو 2015، والتى يعتبرها الرئيس حسن روحانى ثمرة جهود ولايته الأربع الأولى.

 

وفى أول تعليق رسمى من إيران على تعيين بومبيو الصقر الأمريكى المناهض لها، بدبلوماسية شديدة أخفى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى قلق طهران قائلا "إن التغييرات والإقالات في إدارة ترامب ليست بالأمر الجديد وهو شأن داخلى يعود إليهم، مضيفا أن الأمر الذى يهم إيران هو سياسة أمريكا تجاه القضايا الدولية والتعامل معها"، وشدد على أن بلاده ترصد وتتخذ المواقف حيالها.

 

 


ناطق باسم الخارجية الايرانية

 

تعيين بومبيو الذى يعد معارضا شرسا لإيران، اعتبر فى تغريدة له عقب نجاح ترامب أنه سينسحب سريعا من الاتفاق الذى يشكل خطرا على الولايات المتحدة، وشبه إيران بداعش، وطالب خلال عقد المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة (5+1) شن هجوم عسكرى ضد منشآتها النووية، جاء هذا الرجل فى وقتا يمر فيه الاتفاق النووى أخطر وأصعب مراحله إذ يسعى الرئيس الأمريكى لإقناع الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بتعديل بنوده لتقويض برنامج طهران الصاروخى، ويتعين على ترامب فى 12 مايو المقبل أن يقرر إما الانسحاب أو إقناع الأوروبيين بالتعديل، ما يعنى أن الشهرين المقبلين سيكونا الأخطر والأكثر حسما فى عمر الصفقة النووية.

 


مايك بومبيو

 

- إعلام إيران يكشف عن قلق شديد تجاه الصقر الأمريكى

أما إعلام طهران كشف عن قلق شديد ومخاوف لدى الدوائر السياسية وصناع القرار فى طهران، واعتبرها خطوة تهميدية لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى، وناقشت الصحف الإيرانية بنوعيها المنتمى للتيار الإصلاحى والمتشدد تأثير الشخص الجديد على الاتفاق، الذى كان إحدى ملفات الخلاف بين ترامب وتيلرسون، واعتبرت صحيفة "جوان" المتشددة المقربة من الحرس الثورى، أن التغيير الحاصل فى الخارجية الأمريكية يعتبر مقدمة لانسحاب ترامب من الاتفاق وكتبت على صدر صفحتها "طرد تيلرسون من أجل الانسحاب من الاتفاق النووى".

 

وتحت عنوان "اكتمال دائرة المعارضة للاتفاق النووى"، قالت صحيفة "ابتكار"، أنه فى طريق التغيرات المستمرة للبيت الأبيض وترتيب عملية التصدى للاتفاق النووى عزل ترامب تيلرسون واستبدله بمايك بومبيو. وقالت الصحيفة "مع تعيين بومبيو باعتباره شخص لديه نزعة مناهضة لإيران، يبدو أن معادلات الاتفاق النووى أصبحت أكثر تعقيدا من أى وقت أخر، وقبل أقل من شهر حيث يتعين على البيت الأبيض الموافقة على تمديد الاتفاق، وتابعت أن هذا الإجراء يشير المساعى لتناغم سياسات البيت الأبيض التى وصفتها بـ أحادية الجانب وفى ظل هذه السياسة سوف يتم عزل كافة الأشخاص الذين كانوا قادرين على التصدى لهذه السياسة فى الماضى.

 

 


صحيفة ابتكار

 

وقالت الصحيفة إن بومبيو من أشد معارضى ومنتقدى الاتفاق النووى، وأعلن فى السابق أنه يعرض الولايات المتحدة إلى الخطر، وقال "إن العقوبات ضد إيران سوف تلعب دورا هاما فى حفظ أمن الولايات المتحدة، لذا نفتخر بأننا نقف إلى جوار من يتصدون إيران".

 

وتابعت الصحيفة أن البيت الأبيض قام بتعديل استراتيجيته تجاه إيران، من إصلاح سلوك طهران إلى التصدى وحتى إسقاط النظام، ويرى مراقبون داخل إيران -بحسب الصحيفة الايرانية- أن البيت الأبيض يرى أن تغيير النظام الإيرانى ينبغى أن يتم عبر إضعاف البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لإيران والبعض يتحدث عن ضغوط مصاحبة لتهديد عسكرى ضد طهران من قبل البيت الأبيض.

 

وفى صحيفة "بهار" قال المحلل الإيرانى داريوش أحمديان تعليقا على تعيين بومبيو فى الخارجية الأمريكية، "حتى اليوم لو كان هناك شكا حول تجاهل ترامب للاتفاق النووى، فاليوم يمكن التأكيد على أن العالم سيشهد خروجا قريبا للولايات المتحدة من الاتفاق النووى"، مشيرا إلى أن ترامب سوف يبلغ رأيه قريبا حول مواصلة الاتفاق أو الانسحاب منه.