اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:37 ص

عاصم عبد الماجد وياسر برهامى

معركة بين أجنحة تيار الإسلام السياسى.. عاصم عبد الماجد يصدر فتوى ضد السلفيين: الانضمام لـ"النور" حرام شرعًا وعلى عناصر الحزب التبرؤ منه.. والدعوة السلفية تطالبه بالتوبة..وتؤكد: هرب للخارج وضحى بالشباب

كتب كامل كامل – محمد إسماعيل الخميس، 01 فبراير 2018 11:00 م

عادت من جديد المعارك الكلامية، وحالات التلاسن بين أجنحة تيار الإسلام السياسى، وعلى رأسها الجماعة الإسلامية الموالية للإخوان، والدعوة السلفية، فبعدما كفر عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، قيادات حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، ووصفهم بالزندقة، فإن "عبد الماجد" الهارب خارج البلاد والمدرج فى قائمة الإرهاب من قبل الرباعى العربى أصدر فتوى تحرم الانضمام لحزب النور، مطالبًا عناصر الحزب بالتبرؤ منه، الأمر الذى دفع عددا كبير من أبناء الدعوة السلفية وقيادات حزب النور للرد على عبد الماجد، وطالبوه بالتوبة عما أسموه "البغى" الصادر منه.
 
 
لم تكن فتوى عاصم عبد الماجد ضد الحزب السلفى، الأولى من نوعها، فهناك فتوى صدرت من قبل، ألا وهى تحريم صلاة التراويح خلف إمام منتمى للدعوة السلفية أو حزب النور والتى أصدرها الشيخ محمد عبد المقصود الداعية السلفى الموالى لجماعة الإخوان.
 
 
 
فتوى "عبد الماجد" الهارب خارج البلاد جاءت عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وقال فيها :"الانضمام لحزب النور حرام شرعا، وهو من كبائر الذنوب مستشهدا بقول الله "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون".
 
وطالب الهارب عبد الماجد- الذى يتنقل بين قطر وتركيا- عناصر حزب النور بالانشقاق عن الحزب، قائلا :"ومن كان عضوا فيه وجب عليه البراءة منه بالخروج منه" معتبرا العضو الذى يستمر فى الحزب بالذى يأكل الميتة.
 
ووصف "عبد الماجد" قيادات حزب النور بالمنافقين الذين يحاربون الله ورسوله.
 
 
وبدوره طالب النائب أحمد الشريف القيادى بالحزب، عاصم عبد الماجد بالتوبة، ومراجعة مواقفه من حزب النور، قائلا :"المهندس عاصم عبد الماجد  عضو حزب البناء و التنمية و عضو الجماعة الإسلامية، وأحد أبرز قيادات رابعة، قام بكتابة عدد من المقالات و الكلمات الشديدة و القاسية و العنيفة في الألفاظ و الأوصاف تصل حتي إلى الحكم بالكفر و الزندقة على حزب النور، وسوف أتولى بإذن الله الرد الهادىء و الهادف عليه بحقائق و قواعد شرعية و أخلاقية و سياسية و واقعية و تاريخية، من موقعى كنائب بمجلس النواب المصرى، وأحد أعضاء الحزب، وأحد أعضاء الهيئة العليا للحزب، وكذلك كمواطن مصري بسيط يعيش في مصر".
 
ووجه  "الشريف رسالة إلى القيادى الهارب عاصم عبد الماجد قائلا :"المهندس عاصم عبد الماجد أولآ : نحن و الله لا نعلم لغة السب و الشتم في قاموس التعامل، ولا نعرف لغة الذم ولا طريق الدم في الحوار، وأنت تري أنني زنديق مرتد و أنا أطلب لك الهداية والتوبة من هذا البغي، وحضرتك تتمني لي أكون مثلك و أنا أتمني لك تكون مثلي تقف مع وطنك و تعيش في بلدك، وحضرتك تتمني يكون بيني و بين الدولة دم و هدم و أتمني لك التوبة و العودة و لبلدي الزيادة و الريادة حتي لو علي حساب وجودي".
 
 
وأضاف "الشريف" فى رسالته لعاصم عبد الماجد، :": حضرتك تجمع كل أوصاف السوء في حزبي و في قراري، وأنا أري كل البغي و العدوان و الطغيان و التجاوز منك معي، وحضرتك في قمة الأحداث خرجت أو سامحني هربت و ضحيت بالشباب، وأنا في قمة الأحدث وقفت و تركت وجاهتي و كرامتي تحت قدمي حتي تبقي بلدي وصبرت علي كلامك و أوصافك، وأنت قد دعوت الناس للدم و الحرب والدمار، وأنا قلت لهم إن ضاع الوطن ضاع كل شئ نضيع و تبقي الأوطان، وحضرتك قلت عن الثورة الأولي بطولة و الثورة الثانية خيانة و حرب علي الإسلام، أنا قلت الأولي أخت الثانية و هي سياسة واقعية ليست حرب عالمية ولا حرب علي الدين هي فتنة وقعت في بلادي"
 
وجه "الشريف" سؤالا إلى عبد الماجد قائلا :" مهندس عاصم ماهي قواعد الزندقة السياسية، وهل لو طبقتها علي البلاد من حولك تكون مثل حكمك علي مصر، وماهي قواعد الزندقة الشرعية التي تحاكمت إليها؟؟".
 
 
ومن جانبه فسر هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، المعركة بين قيادات تحالف الإخوان والدعوة السلفية، ومن المستفيد منها: "أرى أن ما يفعله عاصم عبد الماجد يصب بشكل مباشر في صالح حزب النور لكونه تتم شيطنته وتكفيره من قبل قيادات محسوبة على المعسكر المعادي للدولة والمحرض على الدم والتخريب بما يمنح الحزب فرص طرح نفسه في المشهد السياسي كممثل مقبول ومرحب به للإسلام السياسي في ضوء المقارنة بينه وبين باقي الفصائل التي تقف بين العداء السافر والمعلن وبين الحياد والصمت دون إعلان عن موقف واضح وحاسم".
 
وأضاف النجار: " أما بالنسبة للهدف الذي ينظر اليه عبد الماجد فهو لا يستهدف بشكل أساسي السلفيين ولا حزب النور إنما يوظف هذا الهجوم بشكل غير مباشر في صراعه مع الإخوان أي مع الجماعة التي كان حليفًا شرسًا لها وأخيرا انقلب عليها، لأنه ببساطة يسعى للمزايدة عليها في العديد من الملفات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المنشقين أو المتمردين داخلها والمنحازين للخيارات التصعيدية وهو يعول على طبيعة المرحلة التي تمر بها جماعة الإخوان بالنظر لما تعانيه من تعدد تيارات وأجنحة داخلها".
 
وتابع النجار: "عبد الماجد الذي يسعى لإزاحة الإخوان من مشهد القيادة وخلق قيادة بديلة للصراع والصدام مع الدولة يحتاج للحشد خلفه من مختلف التيارات بالنظر الى أنه لن تسعفه جماعته وهي الجماعة الإسلامية في توفير ما يحتاج اليه من كوادر وقوى بشرية نظرا للمشاكل والأزمات التي تمر بها الجماعة في الداخل المصري".
 
وأضاف النجار: "تصدر قيادات من الحزب للرد على عبد الماجد مبادرة ذكية ستكشف الكثير مما نحتاجه لاستكشاف حجم التباين بين أجنحة الاسلام السياسي من جهة ومن جهة أخرى تضع التيار السلفي أمام مسؤولياته الأهم والأكبر في تجفيف منابع وجذور العنف والتكفير التي تجعل من التيار السلفي العام مقدمة للانضمام للتنظيمات التكفيرية المسلحة أو على أقل تقدير التعاطف معها، وهذه المهمة أولى وأسبق من الرد على عاصم الذي يأتي في سياق الانتصار لحزب النور وتلميعه، فمهمة تجفيف منابع الداعشية داخل الوسط السلفي تأتي في سياق المراجعة الفكرية والفقهية .. أما الرد على عبد الماجد فهي مهمة سهلة ونزهة فيسبوكية مريحة".