اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 02:22 ص

د. أحمد إبراهيم

المشروعات القومية.. إعجاز وليس فقط إنجاز

بقلم : د. أحمد إبراهيم الإثنين، 24 ديسمبر 2018 10:01 م

كل الشواهد تؤكد أن فجر مصر الحديثة، القوية، بدأ يبزغ ويلوح، فالعمل الدؤوب الذى يتم فى شتى مناحى المحروسة يؤكد ويبرهن أن مصر تسير فى طريقها المخطط والمرسوم بدقة، لتتبوأ موقعها المستحق بين الدول القوية والمؤثرة إقليميا وعالميا.
 
فأصبح معتادا كل صباح أن نستيقظ على خبر يبث الأمل ويبعث القوة والفخر، من افتتاح وحدات سكنية على أعلى وأرقى مستوى، إلى تدشين طرق وكبارى، مرورا بمشروعات صناعية وسمكية إلى مشروعات زراعية، وجميعها مشروعات جبارة تقوى اقتصاد الدولة وتضعها فى مصاف الدول الكبرى، كما أن جميع هذه المشروعات تتم بفكر مصرى وبأيد مصرية وبما يتاح من إمكانيات وهو ما يؤكد أن ما يحدث ليس إنجازا فقط ولكنه إعجازا.
 
أول أمس كنا على موعد مع مشروع عملاق، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى المشروع القومى للصوب الزراعية الحديثة، والذى نفذته الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة ضمن خطة الدولة للتنمية الشاملة والمستدامة فى مجال الأمن الغذائى، بغرض سد الفجوة والعجز فى الغذاء بين مايتم إنتاجه من محاصيل ومنتجات زراعية وما يتم استهلاكه منها فى ظل زيادة التعداد والكثافة السكانية، ولتعظيم الاستفادة من الأراضى التى تصلح لعملية الاستصلاح الزراعى مع ترشيد استخدام مياه الرى فى ظل الشح المائى الذى نعانيه.
 
ويعد هذا المشروع، حسب آراء المتخصصين، هو الأكبر فى مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، وأحد أهم المشروعات القومية والتنموية التى تعكف الدولة على تنفيذها للارتقاء بحياة المواطنين، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء والاتجاه للتصدير للخارج بغرض استعادة ريادة مصر فى المجال الزراعي.
 
فلا شك أن من يملك قوته يملك قراره، وهو الأمر الذى تحرص عليه الدولة المصرية منذ نشأتها، أن تكون دائما فى المقدمة، وألا يخضع قراراها سوى لمصالحها الوطنية، ومن هذا المضمون شرعت الدولة فى إيجاد حلول وبدائل لاحتياجات مواطنيها من الغذاء، وذلك عبر التوسع الأفقى فى الزراعة وفق الإمكانيات المتاحة أو التوسع الرأسى الذى يعتمد على زيادة إنتاجية الفدان، مما عزز من وجود الحاجة إلى إنشاء الصوب الزراعية المحمية التى تخدم هذا الغرض وتوفر المحاصيل بنسب متزايدة، حيث إن النهضة الحقيقية والتنمية الشاملة للبلاد لن تتحقق إلا بالنهوض بالقطاع الزراعى، فأطلقت الحكومة العديد من المشروعات القومية الزراعية، ومنها هذا المشروع الذى جاء تدشينه فى إطار مشروع المليون ونصف المليون فدان، أحد المشروعات العملاقة لإنتاج الخضر والفاكهة، والذى سيسهم فى أن يلبى احتياجات التصدير من منتجات هذة الصوب ويحقق الاكتفاء الذاتى باعتبارها وسيلة جيدة لاستخدام التقنيات والأنماط الحديثة فى الزراعة، ويحقق مردودا اقتصاديا عاليا من خلال زيادة الإنتاج التكاملى من محاصيل الخضر والفاكهة، وأيضا إنتاج حاصلات زراعية عالية الجودة بكميات ونوعيات جيدة فى غير موسمها الطبيعى، فضلا عن توفير كميات المياه المستخدمة فى الزراعة، حيث تستهلك الزراعات المحمية من ٦٠% إلى ٧٠% من كميات المياه التى تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة.
 
كما ستفى الصوب فى ربط المنتج بالأسواق مباشرة لزيادة المعروض من المنتجات الزراعية فى الأسواق المحلية وتعظيم المردود الاقتصادى من خلال زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية، وإنشاء وحدات للتصنيع الزراعى الغذائى كقيمة مضافة للمحصول وتقليل الفاقد من المحاصيل وإتاحة فرص أفضل للتصدير.
 
ومن هنا جاءت أهمية تدشين هذا المشروع العملاق.. حفظ الله مصر وحفظ الله لنا قيادتنا السياسية، وحفظ الله لنا قواتنا المسلحة.