اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 03:06 م

دندراوى الهوارى

«تطوير التعليم» مشروع قومى لإنقاذ مصر اقتصاديا وسياسيا.. ومن يعارضه «خائن»..!!

بقلم دندراوى الهوارى الأحد، 02 ديسمبر 2018 08:00 ص

فى زمن الانهيارات وانتشار الأوبئة، والصراع بين الحياة والموت، لا وجود لرفاهية الجدل السفسطائى العقيم، وإنما الإعلاء من شأن الإيمان بالأفكار العظيمة، وقيمة العمل والاجتهاد ومواصلة الليل والنهار دون كلل أو ملل..!!
 
ويعلم المصريون جميعا أننا نعيش زمن أوبئة الانهيار فى القطاعات الحيوية المتعلقة ببناء الإنسان لمجابهة المستقبل وملاحقة ركب التقدم، وأولها «التعليم» وما من مواطن، بسيطا كان أو يأتى على رأس قائمة المثقفين، إلا ويتحدث عن انهيار التعليم فى مصر، والتباكى على حالة المنظومة المهترئة، والقاتلة للكفاءات، والموردة للجهل والتخلف، ويشيدون بالتجارب اليابانية والألمانية والكندية والسنغافورية..!!
 
وعندما قرر الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أن يخلع معطفه، وينزل بأقدامه فى مستنقع الأوبئة، لانتشال العملية التعليمية بشكل علمى ممنهج، وبعد دراسة شاملة لكل النظم التعليمية العالمية المتطورة، والتوصل إلى «سر خلطة» فريدة تجمع بين التجارب المتقدمة، مع إضفاء العناصر المصرية، إيمانا بأن لكل مجتمع خصوصياته، ظهرت مجموعة المصالح التى تستثمر فى جمع المال على حساب تشويه وتدمير عقول أطفال وشباب مصر..!!
 
نعم، هناك أسوأ استثمار لأخطر العصابات والمافيا تفوق تجارة المخدرات والاختطاف والأعضاء البشرية والتجارة فى الأدوية المغشوشة، متمثلة فى مافيا الدروس الخصوصية، وطبع الكتب الخارجية، التى تتكسب وتحقق مكاسب مالية ضخمة من انتهاك عقول أطفال وشباب مصر، وأن هذه المافيا تصطدم اصطداما مروعا مع كل مشروع تطوير، ومحاولة إنقاذ لمنظومة التعليم، ويا للعجب، فإن أولياء الأمور، المتباكين على انهيار العملية التعليمية، يساعدون بشكل جوهرى فى استفحال مافيا تدمير عقول أبنائهم، بتصديق الشائعات والترويج لها عن عدم جدوى التطوير..!!
 
الجميع يشتكى من حشو المناهج، والحفظ والتلقين، والشنطة الممتلئة بأنواع الكتب المدرسية والخارجية والمسميات الغريبة من الكشاكيل، ثم المعاناة من مافيا الدروس الخصوصية، وأصحاب الضمائر الخربة من المعلمين الذين يبتزون الطلاب وأولياء أمورهم بالتحكم فى الدرجات الممنوحة لأبنائهم، وعندما تهرع الدولة، متمثلة فى وزارة التربية والتعليم، لمواجهة هذا العبث، والانتهاك الصارخ لعقول أطفال وشباب مصر، وتستحدث منظومة تعليمية يقف أمامها العقل بكثير من الإعجاب والانبهار، تجد أولياء الأمور ساخطين وغاضبين ويصدقون الذين يشتكون منهم مر الشكوى..!!
 
كيف لمواطن مصرى يشتكى مر الشكوى من مافيا تنفيض جيوبه وتشويه عقول أبنائه، وفاقدى الضمير بعدم الشرح فى «المدارس»، ليعطوا دروسا خصوصية بمقابل ضخم فى «المنازل»، ويساعد على الغش وقتل الضمير والقيم الأخلاقية، أن يصدق ما يروجون له عن فشل نظام التعليم الجديد؟! وهل من المنطق أن يبدى أصحاب الضمائر الخربة رأيا صائبا ومنزها عن الهوى فى مشروع يتقاطع مع مصالحهم الشخصية ويغلق حنفية الابتزاز والتشويه والتدمير؟!
 
نظام التعليم الجديد، والذى يطبق فى الصف الأول الثانوى، مبهر، وسيقضى على كل الأورام الخبيثة والمزمنة من جسد العملية التعليمية، وسيعيد مصر على طريق الريادة التعليمية والتنويرية التى فقدتها فى الثلاثين عاما الأخيرة، ويعتمد على تشكيل عقول مفكرة، ومبتكرة، ومستنيرة، وقادرة على الدفع بقمم فى كل التخصصات، فستجد طبيبا ناجعا، ومهندسا مبتكرا، ومحاميا يمتلك أدواته، وإعلاميا مثقفا، وأستاذا جامعيا مؤهلا، وإداريا كفئا، وفنيا مدربا..!!
 
نظام التعليم الجديد، مشروع قومى، على جميع مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية، بجانب المصريين جميعا، دعمه ومساندته، فهو الأمل الحقيقى لبناء الإنسان المصرى، ونهضة البلاد اقتصاديا وسياسيا،  ويجب أن نحذو حذو ما اتخذته دولة سنغافورة..!!
 
ولمن لا يعرف فإن سنغافورة كانت فى منتصف القرن الماضى تعانى تدهورا اقتصاديا وسياسيا مريعا، وندرة فى الموارد الطبيعية بسبب الحروب وما ألحقته بها من دمار قضى على الأخضر واليابس، وعندما بدأ التفكير فى نهضتها وتقدمها، لم يجد القائمون حينها سوى تطوير التعليم، واعتباره مشروعا تنمويا حقيقيا قادرا على انتشال البلاد من كل أوجاعها وآلامها.
 
وبالفعل، أمكن التوصل لنظام تعليمى متطور، جوهره تكوين وبناء الإنسان السنغافورى، وأن يجعل منه عنصرا قادرا على المساهمة فى تطوير مستقبل بلاده، ويساهم ويساعد الطلبة على اكتشاف مواهبهم، واستغلال طاقاتهم بأفضل شكل ممكن، والتعلم أكثر لتحقيق نتائج مبهرة. 
ووفرت الحكومة السنغافورية، التدريب والتأهيل للمعلمين، باعتبارهم عناصر جوهرية فى معادلة التطوير، بجانب استحداث البنية التحتية من تجهيزات متطورة، توفر للطلاب فرصا عديدة ومتنوعة لتنمية قدراتهم ومواهبهم.. كما يتميز المشروع بالمرونة الكافية التى تمكن الطلبة من توظيف كامل إمكانياتهم.. وصار مشروع التعليم السنغافورى الأفضل عالميا حاليا، ونهضت البلاد بفضله.
 
 ولا أزايد، أو أكون مجاملا ومتجاوزا فى التفاؤل، إذا أقررت ومن خلال ما رأيته بعينى وسمعته بأذنى فى لقاء وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، وباقى قيادات الوزارة، من شرح تفصيلى واضح، نظرى وعملى، عن مشروع مصر لتطوير التعليم والمطبق فى الصف الأول الثانوى، يضاهى مشروع سنغافورة، بل يتفوق عليه فى الأخذ بأساليب العصر الجارى.
 
رأينا خلية عمل، قادت إلى أن يرى المشروع النور، ويتحقق على الأرض، من مناهج وتدريب وتأهيل، واستثمارات ضخمة فى البنية التحتية فى المدارس، وإعداد الكوادر البشرية القادرة على استيعاب المشروع، من حيث التدريب والتأهيل والوعى والفهم، والرقابة أيضا..!!
 
خلية عمل راقية، تتسم بالتناغم، وإنكار الذات، بقيادة وزير التربية والتعليم، لا تلتفت لعصابات الدروس الخصوصية ومافيا الكتب الخارجية التى تبذل جهودا جبارة لإعاقة المشروع، وليعلم القاصى والدانى، أن الدولة بمؤسساتها وشعبها، لابد من الالتفاف ودعم ومساندة المشروع، واعتباره قاطرة الأمل لنقل مصر نحو آفاق رحبة من التقدم الاقتصادى والسياسى.. وأن أى فرد أو جماعة أو كيان يحاول إعاقة المشروع، يعد «خائنا» ويخضع لعقوبات الخائن، قولا واحدا...!!  
 
تحية وإجلال لمسؤولين آمنوا بالأفكار العظيمة، وترفعوا عن الجدل السفسطائى، والتفاهات والترهات، والغرق فى سفاسف الأمور، وانطلقوا نحو بناء الإنسان المصرى، من خلال مشروع تطوير حقيقى سيعيد لمصر دورها التنويرى والتوعوى فى نثر العلم، للعالم، ودفع الوطن للازدهار الاقتصادى والسياسى...!!