اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:55 ص

الرئيسان بشار الأسد وعمر البشير

البشير يكسر طوق العزلة عن "الأسد" فى زيارة مفاجئة إلى الأراضى السورية.. رئيس السودان أول زعيم عربى يزور دمشق منذ 2011.. الخرطوم: سوريا دولة مواجهة إضعافها لا يخدم القضايا العربية.. وبشار: متمسكون بثوابت الأمة

كتب : أحمد جمعة الإثنين، 17 ديسمبر 2018 11:30 ص

يبدو أن الدول العربية باتت مقتنعة بضرورة استعادة العلاقات مع سوريا بعد قطيعة استمرت لسنوات منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وهو ما دفع الدول العربية لقطع العلاقات مع دمشق عقب الصراع المسلح الذى ضرب سوريا.

 

وقام الرئيس السودانى عمر حسن البشير، بأول زيارة لرئيس عربى إلى العاصمة دمشق للقاء الرئيس السورى بشار الأسد، وذلك فى زيارة لها دلالاتها السياسية وحتى الأمنية، فى ظل تحركات تقودها بعض الدول العربية للحديث عن عودة سوريا إلى مقعدها فى جامعة الدول العربية وإسقاط جميع الإجراءات التى اتخذت بحقها، وفى مقدمة هذه الدول العراق ولبنان والأردن.

 

وفاجئت زيارة الرئيس السودانى عمر حسن البشير، إلى دمشق جميع دول العالم، وتعد رسالة برغبة الخرطوم فى كسر الحصار المفروض على الدولة السورية.

 

وتعد زيارة الرئيس البشير التى استغرقت عدة ساعات إلى سوريا الأولى لزعيم عربى من اندلاع الأزمة، وتشكل مقدمة لخطوات عربية لاحقة تجاه الانفتاح على دمشق واستعادة العلاقات معها.

 

وخلال جلسة المحادثات التى عقدت بين الرئيسين الأسد والبشير فى قصر الشعب فى العاصمة دمشق، أكد الرئيس السورى بشار الأسد أن سوريا وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، مؤكدا أن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتى بأى منفعة لشعوبها، لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية.

 


 
 
وتشير زيارة الرئيس السودانى إلى وجود رغبة لدى بعض الدول لاستعادة العلاقات مع سوريا وإعادة دمشق إلى مقعدها إلى الجامعة العربية ومنها العراق ولبنان والجزائر والأردن.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن جلسة المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى سوريا والمنطقة، حيث أكد الرئيسان الأسد والبشير خلالها أن الظروف والأزمات التى تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربى، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربى.

 

 

وأشار الرئيسان الأسد والبشير، إلى أن ما يحصل فى المنطقة وخاصة فى الدول العربية يؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف فى وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.

 

وأوضح الرئيس السودانى عمر البشير، أن سوريا دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية.

 

 

 

وأعرب الرئيس البشير، عن أمله فى أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها فى المنطقة فى أسرع وقت ممكن، وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أى تدخلات خارجية، وأكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضى سوريا.

 

ووفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية السودانية، اعتبر البشير، خلال المباحثات مع الأسد، أن "سوريا دولة مواجهة وإضعافها إضعاف للقضايا العربية".

 

ولفت إلى "حرص السودان على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أراضيها بقيادتها الشرعية والحوار السلمى بين كافة مكونات شعبها والحكومة الشرعية"، حسب تعبير البيان.

 

وشكر الرئيس السورى بشار الأسد للرئيس السودانى عمر البشير زيارته، وأكد أنها ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا.

 

وأضاف الأسد، أن "سوريا وعلى الرغم من كل ما شهدته خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، وأن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتى بأى منفعة لشعوبهم لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة".

 

حضر جلسة المحادثات فى قصر الشعب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السورى وليد المعلم ورئيس مكتب الأمن الوطنى فى سوريا اللواء علي مملوك، ووزير شئون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، إضافة إلى الوفد المرافق للرئيس السودانى.

 

بدوره قال وزير الدولة بالخارجية السودانى أسامة فيصل، للصحفيين فى مطار الخرطوم إن الرئيس السودانى "عاد من زيارة مهمة إلى العاصمة السورية" التقى خلالها نظيره السورى.

 

وقال فيصل، إن البشير والأسد عقدا جلسة مباحثات أكدا خلالها أن الأزمات التى تمر بها البلاد العربية تحتاج إلى مقاربات جديدة تحترم سيادة الدول.

 

وتعانى دمشق عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربى والدولى منذ اندلاع النزاع فيها فى مارس 2011، تجلت خصوصا فى إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها وممثلياتها فى سوريا.

 

وبعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات فى سوريا وتحديدا فى نوفمبر 2011 اتخذت الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، مطالبة الجيش السورى بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية.

 

وتسبب النزاع منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل فى البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.