اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 08:34 م

دندراوى الهوارى

«عايزنى أصدق أنك ثورى مدافع عن الغلابة ثم أجدك تتلقى ملايين الدولارات من الخارج؟!

بقلم دندراوى الهوارى الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 12:00 م

يمكن لى أن أتفهم كراهيتك للنظام على أرضية وجهات النظر، لكن لا يمكن أن أتفهم تحت أى مبرر مهما كان، كراهيتك لبلدك ومؤسساتها، والعمل على تشويهها، وتكتب وتنطق مصر «ماسر»، ثم تخرج علينا عبر مواقع المراحيض العامة «فيس بوك وتويتر»، لتؤكد أن حضرتك ثورى ووطنى حتى النخاع وتخاف على هذا الوطن..!!
 
وهل مطلوب منى أن ألغى عقلى، وأصدق أن حضرتك ثورى ووطنى مخلص، تخاف على هذا الوطن، وأن خلافك مع النظام، والقوات المسلحة، وباقى مؤسسات الدولة، مجرد وجهة نظر، على أرضية وطنية، ثم أجدك تدشن وصلة تسخيف وتشويه لمصر، وتكتب اسمها بهذه الطريقة الوقحة «ماسر»..؟!
 
كما أجدك أيضا تفتقد لفضيلة «الإنصاف»، وعدم بخس الناس أشياءهم من خلال تشويه الإنجازات، ونشر اليأس والإحباط والكآبة بين الناس، والاهتمام فقط بسفاسف الأمور، وتوظيفها فى معركة الكراهية للنظام الحالى، فتترك إنجاز النقلة الإنسانية لسكان العشوائيات إلى مساكن آدمية محترمة، والقضاء على فيروس سى وإنقاذ الغارمين والغارمات من ويلات السجون، وتتحدث فقط عن اختفاء بسكويت «اللوكر ونسكافيه جولد» وارتفاع سعر البطاطس فى غير موسمها..!!
 
وأجدك أيضا مع كل إنجاز يتحقق، على الأرض سواء افتتاح مشروعات قومية كبرى، أو العثور على بئر غاز، أو نجاح سياسى كبير تحققه مصر فى المحافل الدولية، تدير الدفة من إلقاء الضوء على هذه الإنجازات، إلى مناقشة السجادة الحمراء، وكأن دورك الوطنى فقط يتلخص فى تقزيم الوطن، وتشويه مؤسساته، وترويج الأكاذيب والشائعات التى تؤثر على سمعته فى الخارج، وتشوه صورته أمام المجتمع الدولى، فيتخذون منها أدلة وقرائن لتوجيه ضرباتهم وطعناتهم فى قلب مصر، وعندما تسألهم وتؤكد لهم كذب المتداول، يؤكدون لك أن معلوماتهم مستقاة من مصريين، ولكم فى مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى» مثالا حيا وجوهريا!!
 
لا يمكن أن أصدق أنك وطنى، حر، شريف، يخشى على وطنه، ويعلى من شأن المصلحة العليا للبلاد فوق مصالحه الشخصية، ويبحث تنفيذ شعار «عيش، حرية، كرامة إنسانية» عمليا على الأرض، ثم أجدك توظف وتستثمر هذه الشعارات لتحقيق مصالح شخصية فقط وليذهب الشعب كله للجحيم..!!
 
لا يمكن أن أصدق أنك مدافع عن الغلابة والمساكين، وتتحدث باسمهم، وأنك أحد جنود مكافحة الفساد والرشوة، ثم أجدك تتلقى تمويلات بملايين الدولارات من الخارج، لتنفذ خطة تشويه بلادك، وتسليمها للأعداء تسليم مفتاح، كما أجدك تقيم فى قطر وتركيا، وتساند كل مخططات أردوغان وتميم للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى، وتدافع وتدعم كل القرارات الديكتاتورية ضد شعوبهما، وتعتبرها قرارات عظيمة وعبقرية، بينما تعتبر نفس القرارات فى مصر ديكتاتورية، وكبتًا للحريات..!!
 
لا يمكن أن أصدق تسخيفك وتسفيهك من الأوضاع الكارثية فى سوريا واليمن وليبيا والعراق، ومن حجم المخططات التى تحاك لإسقاط الدولة المصرية، وتؤكد أن الأمر فى تلك البلاد يختلف عنه فى مصر، وهو تبرير وقح، وسمج، فى ظل أن الأوضاع الإنسانية كارثية فى تلك الدول، والموت يطارد بجناحيه الأبرياء، وتحولت هذه البلاد إلى مرتع للإرهاب، وأصبحت أراضيها منتهكة عرضها لكل من هب ودب، ويحتاج الأمر إلى معجزة لإعادة الحياة من جديد على أراضيها، وأنه لولا وعى المصريين وقوة مؤسساتهم الحامية لكان تكرر السيناريو فى مصر..!!
 
حضرتك تدشن للحرية، وتبشر بالديمقراطية، ومع ذلك لا تعترف بآليات هذه الحرية من احترام لإرادة الأغلبية عبر الصناديق الانتخابية، وتريد فقط أن تخرج فى ثورات «سنوية» لإسقاط النظام الذى لا يرضخ لأفكارك اللوذعية العبقرية الحلزونية العظيمة، وتشن حربا منحطة لتشويه الشرفاء المختلفين عنك فى الرأى والأفكار، فتتهم الداعمين لجيش بلادهم، بعبيد البيادة، والمؤيدين للنظام، بالمطبلاتية، ثم تريدون أن تقنعونا بأنها هى «دى» الحرية والديمقراطية..!!
 
الحقيقة، أنتم محقونون بحقن الكراهية والخيانة للوطن، وليس للنظام، وتقبلون التعاون مع كل الأعداء، لتسليم البلاد لهم، فى مقابل أن تحتفظ سعادتك وكل أقرانك، بمزايا تلقى التمويلات الدولارية الكبيرة من الخارج، والسفر لأمريكا وأوروبا والجلوس فى مقرات المؤسسات المهمة وعلى رأسها وزارة الخارجية التى يعمل بها ضباط من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، وتفرغون هناك كل ما فى جوفكم من أكاذيب مضللة، وكراهية مقيتة للنظام ومؤسساتنا الوطنية.
 
نعم، نستطيع أن نقولها بكل وضوح، وبصوت صارخ: استطاع كل المتآمرين على الدولة المصرية، سواء كانوا دولا وكيانات رسمية، أو جماعات وتنظيمات إرهابية، تحقيق نجاح باهر فى استثمار الخيانة وتجنيد مصريين، يحملون جنسيتها، اسما فقط، للعمل على إسقاط مصر، لكن نقول لهم، لن تستطيعوا، مادام شرفاء هذا الوطن يمثلون الإجماع الشعبى، والمؤسسات الوطنية وفى القلب منها الأمنية، القوات المسلحة والشرطة المدنية، قوية وراسخة، وتمثل سيفا ودرعا، وتتمتع بثقة وتقدير كل المصريين الشرفاء.
 
ولك الله.. ثم جيش قوى.. وشعب صبور يا مصر...!!