اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 10:55 م

برلنتى عبد الحميد

أسرار فى حياة الفنانة برلنتى عبد الحميد فى ذكرى وفاتها.. تعرف عليها

كتب محمد تهامى زكى السبت، 01 ديسمبر 2018 04:30 م

8 أعوام مرت على رحيل النجمة برلنتى عبد الحميد، التى رحلت عن دنيا فى 1 ديسمبر 2011 عن عمر ناهز 75 عاما، بعد إصابتها بجلطة فى المخ توفت على إثرها فى مستشفى المعادى العسكرى.

ولدت برلنتى أو "نفيسة عبد الحميد حواس" وهو اسمها الحقيقى، فى حى السيدة زينب التاريخى بالقاهرة عام 1935، حصلت على دبلوم التطريز ثم تقدمت لمعهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد، لكن سرعان ما أقنعها الفنان زكى طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل فى المعهد وتخرجت من المعهد العالى للتمثيل، بدأت العمل على المسرح فى أول أدوارها فى مسرحية "الصعلوك" وشاهدها المخرج "بيبر زريانللى" واختارها للعمل فى أول ظهور سينمائى لها من خلال فيلم شم النسيم عام 1952، ثم توالت أعمالها وتألقها فى السينما المصرية وشاركت فى العديد من المسرحيات بعد انضمامها لفرقه المسرح المصرى الحديث، ومن هذه المسرحيات قصة مدينتين والنجيل.


 
تميزت برلنتى بالذكاء والجرأة، اعتبرها البعض منافسا لملكة الإغراء هند رستم، ورغم أنها ظهرت فى فترة كانت فيها جميلات السينما مثل شادية ومريم فخر الدين ونادية لطفى، إلا أن ملامحها المصرية ميزتها عنهن حيث كانت تمتلك جاذبية بنت البلد التى يقع فى حبها وغرامها فتوات ومعلمين الحارة وكل منهم على استعداد أن يقدم كل ما لديه ويضعه تحت قدم برلنتى فى سبيل نظرة "رضا".

بدايتها السينمائية كممثلة رئيسية كانت عام 1952 فى فيلم "ريا وسكينة"، الذى اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف لتكون محطة انطلاق لها فى السينما ومن أهم أفلامها التى قدمتها فى السينما المصرية "سر طاقية الإخفاء، جواز فى السر، المعلمة أنصار، الهانم بالنيابة عن مين، من الذى قتل هذا الحب، العش الهادئ، شادية الجبل، الشياطين الثلاثة وصراع فى الجبل".

وقع فى غرام برلنتى أحد رجال السياسة الأقوياء وهو المشير عبد الحكيم عامر أو كما كان يطلق عليه فى هذه الفترة "الرجل الثانى" فى مصر، الذى قرر أن يتزوجها ولم ينظر إلى أى عائق كان من الممكن أن يقف أمام إتمام هذا الزواج، ولم يرى سوى الإنسانة التى بداخل برلنتى الفنانة التى لا يعرف عنها الجمهور سوى عيونها الجميلة وأدوار الإغراء التى اشتهرت بها، ففى أحد الروايات ذكر أنه فى يوم 15 مارس عام 1960 تحركت سيارة المشير عامر وسيارة برلنتى عبد الحميد ووقفتا أمام أحد الشاليهات بالهرم تجمع فيه مجموعة من أقاربهما وأصدقائهما ثم انطلقت زغرودة من والدة برلنتى بعد انتهاء كتابة وثيقة زواجها من المشير وشهد عليه اثنان من أشقاء المشير، وأصبحت برلنتى عبد الحميد الزوجة الثانية له وفى نفس العام اعتزلت الفن والسينما ولم تستطع الصحف أن تشير إلى سبب الاعتزال المفاجئ للنجمة الشهيرة، أثمر هذا الزواج عن إنجاب عمرو عبد الحكيم عامر.

بعدها عرف الرئيس جمال عبد الناصر بالقصة كاملة وعندما تحدث مع نائبه المشير عبد الحكيم عامر لم ينف الزواج وأكد للرئيس أن زواجه من برلنتى لن يعلم به أحد، حاول عبدالناصر أن يخفف من وطأة الحوار فسأل نائبه وعلى وجهه ابتسامه مصالحة، هل صحيح برلنتى حلوة كما يقولون؟ فرد عليه المشير أنه لم يتزوجها لمجرد أنها امرأة جميلة لكن لأنها أغنته عن صداقة الرجال بثقافتها وصراحتها وخفة ظلها.

لم تكن برلنتى ممثلة متألقة فقط، لكنها اقتحمت مجال الكتابة أيضا وطرحت كتابا حول زواجها من المشير عبد الحكيم عامر بعنوان (المشير وأنا) عام 1993، كما أصدرت فى عام 2002 كتابا آخر بعنوان (الطريق إلى قدرى.. إلى عامر) قالت عنه إنه أفضل توثيقا من كتابها الأول.

تروى برلنتى فى كتابها الأول "المشير وأنا" ذكريات الفترة الواقعة ما بين 5 يونيو عام 1967 حتى وفاة جمال عبد الناصر، وقالت: "لا أظن أن فى مصر كلها من لم يكتو بنار هذه الحقبة، ولأنى مصرية، فقد اكتويت بها مع سائر المواطنين، لكنى انفردت بنصيب أوفر من العذاب بحكم زواجى من المشير عبد الحكيم وبحكم ما عرضنى له هذا الزواج من الاعتقال، والتشهير والتعذيب فى مبنى المخابرات العامة، وبحكم المضايقات والتعقب بعد الخروج وإطلاق سراحى"، كما تفسر برلنتى نهاية المشير عبد الحكيم عامر بأنها يمكن فهمها من خلال معرفة علاقته بالروس وثانيا علاقته بجمال عبد الناصر، وهذا الخلاف كان يقوم على مطالبة عبد الحكيم المستمرة بضرورة التخلص من الروس، والانفتاح على الغرب، وإقامة حياة ديمقراطية، حتى يحترمنا العالم، وإقامة أحزاب سياسية ويكون لكل حزب صحيفة، مع إطلاق حرية التعبير وتوفير حصانة صحفية للصحفيين، وتشجيع رأس المال الخاص، كان هذا هو "مشروع عبد الحكيم عامر" الذى أثار ضده حفيظة الروس، خصوصا أنه قابل فعلا وفدا أمريكيا بفندق شبرد عام 1966 بالاتفاق مع جمال عبد الناصر، بل وأقنع ناصر بمقابلتهم الذى قابلهم فعلا برئاسة الجمهورية، وأثناء هذا الاجتماع وجهوا الدعوة للمشير لزيارة أمريكا، لكن جمال أرسل بدلا منه أنور السادات، وعلى هذا نستطيع القول بأن ناصر وعامر كانا صديقين على طرفى نقيض ويؤكد هذا قول المشير "أليس من مهازل القدر أن يكون أصدق صديق لى هو ألد عدو لى؟!".


ناصر وحكيم

أما فيما يتعلق بثورة 1952 فقد وصفت برلنتى عامر بأنه "دينامو الثورة... والمحرك لنشاطها" وكان يتابع تنفيذ الخطة بعين يقظة، وقد لاحظ وجود مدفع فوق مبنى القيادة وخشى أن يستعمله أحد، فأطلق عليه الرصاص حتى لا يستخدمه أحد، عبد الحكيم عامر هو الذى كتب "بيان الثورة" الذى أذاعه أنور السادات وقد ذكر هذه الحقيقة "فتحى رضوان" فى مقاله الذى نشر فى جريدة الوطن بتاريخ 19 يوليو سنة 1984، معربا عن دهشته للبعض من نسب هذا البيان إلى أكثر من واحد ومنهم جمال حماد.

وقالت برلنتى إن جمال عبد الناصر كان مصدقا ومؤمنا لكلام العرافين والداجلين وقالت إنه من الضرورى أن أورد نبوءة إحدى العرافات، التى قالتها لجمال وعبد الحكيم، ذات يوم قبل الثورة، وهما بعد لم يزالا شابين طموحين يمتلئ قلباهما بالآمال والأحلام.. قالت لهما العرافة، "إن نجميكما مرتبطان ببعضهما فإذا علا أحدكما يعلو معه الآخر.. وإذا هوى أحدكما هوى معه الآخر.. وسيكون لكما صيت ينتشر فى كل مكان.. وقد روى لىّ المشير هذه النبوءة وذكر أن العرافة رفضت رفضا باتا أن تأخذ منهما أجرا على ذلك".


على غلاف مجلة الكواكب

وتشير برلنتى فى كتابها، بعد نكسة 1967 كان المشير عبد الحكيم عامر يعرف فى قرارة نفسه أن حكما بالموت قد صدر ضده، فهو رجل السياسة الذى يجيد قراءة العلامات الدالة على نوايا الأجهزة السرية، وأذكر القارئ بأن هذه الأجهزة قد أشاعت، كذبا، أن المشير حاول الانتحار لكن تم إنقاذه، ومعنى ذلك – لدى الناس – أن من أراد الانتحار مرة قد يعود إلى محاولته فينتحر، وإذن فنيتهم مبيتة أن يقتلوه.