اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 11:34 م

ميليشيا الحوثى

آلاعيب الحوثى تفسد فرحة "مولد النبى" باليمن.. المليشيات تجمع تبرعات عبر بوابة "الاحتفالات الشعبية".. شعارات دينية لانتزاع أموال الفقراء.. ومصادر يمنية: المليشيا الشيعية خصصت 65 مليار ريال يمنى للزعم بالاحتفال

كتبت ـ إيمان حنا الإثنين، 19 نوفمبر 2018 07:30 م

لا يترك الحوثى فرصة لاستغلال أهالى اليمن إلا ويفعلها، فعشية حلول الذكرى السنوية للمولد النبوى غطت الشعارات المضللة باسم الدين، معالم العاصمة اليمنية صنعاء، وهى المناسبة التى تستغلها مليشيا الحوثى لخدمة أهدافها، وإثراء قادتها من التبرعات أو بالأحرى "الإتاوات" التى لا يجد المواطنون مفرا من دفعها اتقاءً لعنف المليشيا الحوثية.

 

ليست هذه المناسبة وحسب، بل إن هناك عشرات المناسبات الدينية التي تحرص المليشيا على إحيائها والاحتفاء بها على مدار السنة لتستغلها ستارا تتربح منه الأموال من شعب يتضورا جوعا، ومن بين هذه المناسبات عيد الغدير ويوم عاشوراء ويوم مقتل الإمام على بن أبى طالب ورأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج، والشعبانية "ليلة النصف من شعبان"، وجمعة رجب، بالإضافة إلى إحياء ذكرى وفاة بعض الأئمة.

 

استغلال المناسبات لجمع الإتاوات

الاحتفال بتلك المناسبات يعد أولوية بالنسبة للحوثيين، وإن كان على حساب المواطن الذي يعيش ظروفًا إنسانية هى الأصعب على وجه الأرض وفقًا لتقارير أممية، وهى فوق ذلك تستغل تلك المناسبات لجمع التبرعات المالية الضخمة من التجار ورجال الأعمال ومن عامة الناس.

 

ويؤكد الناشط اليمنى والباحث السياسى على البخيتى أن مع كل مناسبة تنشط مؤسسات الحوثيين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها في جمع التبرعات، وتحصد من المؤسسات في القطاع الحكومي والخاص والتجار والأهالي ملايين الريالات، وتحث المواطنين عبر منشورات ورقية على شراء قماش ذي لونين أخضر وأبيض، وخياطته كقصاصات مترابطة ونشرها بالقرب من المنازل، وتوزيع صور زعيمها وكبار قادتها فضلًا عن الشعارات الدينية التى تتم إساءة استخدامها بشكل متفاوت.

 


لافتات بشوارع صنعاء

وفيما يجبر الأهالي والتجار على التبرع بالأموال للجان المكلفة بتنظيم الاحتفالات تخرج قيادات المليشيا بفائض من المال، فضلاً عن حضورها السياسي والاجتماعى الذى تعززه باستغلالها لوسائل الإعلام الحكومى المقروءة والمسموعة والمرئية التى تسيطر عليها منذ الانقلاب لتوجيه وتعبئة الناس والتلاعب بعواطفهم.

 

الترويج لدعوات طائفية شيعية

 

كما تتضمن كل فعالية من تلك الفعاليات، دعوة توجهها المليشيا الحوثية لحشد المقاتلين ودعم الجبهات بالمال والرجال، متجاهلة معاناة المواطنين، وهي التي سخرت إمكاناتها المالية الضخمة للإنفاق على فعالياتها الطائفية ومهرجاناتها، فى الوقت الذى يواجه الملايين من السكان خطر الموت جوعاً، كما تؤكد تقارير المنظمات الدولية.

 


 

 

ومثل كل مناسبة، استبقت المليشيا الاحتفالية الرسمية بالمولد النبوي، بفعاليات متنوعة، استهدفت كل شرائح المجتمع، وتقول مصادر إعلامية إن مليشيا الحوثي وجّهت مديري إدارات المدارس الحكومية والخاصة بتضمين شعارات المولد النبوي التي ترددها الجماعة في برامج الإذاعات المدرسية، وخصصت فقرات مصبوغة بالطائفية، كما استهدفت النساء عبر ناشطات حوثيات، وعقال الحارات والشباب وانتهاءً بالموظفين والمسؤولين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة.

 

وفي ذلك يقول القاضي عبد الوهاب قطران، إن "الحوثيين صرفوا نصف راتب، وأخذوا من جيوب الشعب عشرة مرتبات"، لافتا إلى أنهم رفعوا خمس جرع مرة واحدة بمادة الغاز المنزلي، من ثلاثة ألف إلى 15 ألف ريال. وأضاف "سيحتفلون بعيد ميلاد النبي من جيوبنا".

الحوثى يستغل المناسبات الدينية للترويج لعقائده 

 

ويرصد الحوثيون لإحياء تلك المناسبات مئات الملايين من الريالات، فى الوقت الذى حذرت فيه منظمة اليونيسيف من أن 80 % من الشعب اليمنى يعيشون تحت خط الفقر، فيما تفيد تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي 9 ملايين يمني يواجهون أشكال مختلفة من انعدام الأمن الغذائي وانقطاع الخدمات والرواتب وتهاوي أسعار الريال.

 


والشعب اليمنى يعانى فى ظل استغلال الحوثيين لمواردهم 

 

وتشير التقارير الإعلامية الواردة من العاصمة صنعاء إلى أن الحوثيين رصدوا أكثر من 65 مليار ريال يمني لإقامة أكثر من 700 فعالية طائفية على مستوى المدن والمديريات والقرى والمؤسسات الحكومية والخاصة، للاحتفال بذكرى المولد النبوى ، وهو ما وصفقته مصادر يمنية مطلعة، أنه مبلغ يكفي لصرف راتب شهر على الأقل لنحو مليون موظف علما بأن الدولار يعادل 660 ريال في السوق السوداء.
 

ودفعت النفقات المهولة على هذه الفعاليات بسياسيين موالين للحوثيين إلى انتقادهم علنًا، إذ قال البرلماني أحمد سيف حاشد، إن المناسبات الدينية تعزل الحوثيين طائفيا بشكل مستمر، ليس لأنهم يمارسون حقهم، ولكن لأنهم يصرفون على هذا الحق من مال الشعب، ويريدون أن يفرضوا عليه رؤاهم ويكرسون عليه سلطة الغلبة.

 

وقال الناشط الموالي للجماعة عبد الوهاب الشرفي، إنه في الوقت الذي يموت الناس جوعا، ينفق الحوثيون الأموال على "الرنج"، و"الخرق"، واللوحات، والجمهرة، تارة باسم المولد، وتارة أخرى باسم الثورة، وثالثة باسم الشهداء، والصرخة والولاية وغيرها من المناسبات.

 


لافتات الحوثيين بالعاصمة صنعاء

ويرى الباحث اليمني الدكتور عبده البحش أن الحوثيين استطاعوا توظيف تلك المناسبات الدينية توظيفًا سياسيًا تشكلت فيه عوامل الحشد الشعبي والسياسي والديني والمذهبي والإعلامي والمالي والتنظيمي بما يخدم أهداف المليشيا على الواقع الميداني، واستعراض تلك الحشود لإيصال رسائل واضحة الى الأطراف السياسية اليمنية والإقليمية والدولية.

 

روايات خاطئة

ولا يتوقف استغلال الحوثيين عند هذا الحد، فالمليشيا – وفقًا للبحش – تستغل هذه المناسبات للترويج لرواياتهم عن المظلومية التاريخية، التي تعرض لها رموزهم الدينيين والتاريخيين، وفقا للمنطق الدعائى، الذى تروجه الوسائل الإعلامية التابعة لهم، ولاستعطاف الجماهير الشعبية اليمنية واستمالتهم الى جانبها لتعزيز شعبية الحركة فى الشارع اليمنى.

 

ولعل إحدى أبرز المزاعم التي تحاول المليشيات الحوثية فرضها كثقافة على اليمنيين هو الادعاء بضرورة الأخذ بثأر الحسين بن علي بن ابي طالب باعتبار ذلك هو الوضع الطبيعي الذي يجب الإيمان به والجهاد في سبيل تحقيقه في نظر هذه المليشيات.

 

وتحت مزاعم شعارات (يا لثارات الحسين) التى ترددها المذاهب الإمامية ومنها مليشيا الحوثى فى احتفالات عاشوراء لربط الحاضر بصراعات ذلك الماضي، تسعى هذه المليشيات لترسيخ ثقافة الأخذ بالثأر لدم الحسين من كل من يعارضها مذهبياً أو سياسياً. ويتحول هذا المعارض لأفكار وثقافة وعنصرية هذه المليشيات أحد أتباع يزيد بن معاوية ومناصريه الذي يتوجب مواجهته وقتله أخذاً بثأر الحسين، وإعادة حق السلطة إلى مستحقيه وهم سلالة الحسين، وهم في اليمن ممثلون بعبدالملك الحوثي وأسرته ومن معهم من السلاليين.

 

وعلى ذات الشاكلة يمضي الحوثيون فى استغلال يوم الغدير، فقد شملت البرامج التعبوية  التي نظمتها الجماعة لآخر احتفالية بتلك الذكرى، فعاليات استقطابية، بهدف جذب الشباب ودفعهم للالتحاق فى صفوف الجماعة، من خلال مخاطبة عواطفهم بالتركيز عن مظالم آل البيت، والظلم الذي وقع على الإمام علي، وحقه في الحكم بناء على حادثة الغدير، ومن ثم ربط هذا كله، بكون زعيم الجماعة الحوثى من نسل آل البيت، وطاعته هو امتداد لطاعة الإمام على، كما تشير أدبياتهم.

 

وهنا يؤكد الباحث البحش، أن مليشيا الحوثي تحيي هذه الاحتفالات الدينية الدخيلة على المجتمع اليمني بطابعها الطائفى، لأهداف سياسية بحته، وليس لوجه الله، أو حبًا فى النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) وفاطمة وعلى والحسن والحسين وزيد، كما يصرحون ويعلنون. ويضيف "الحركة الحوثية تستثمر هذه المناسبات لترويج افكارها الدينية والعقائدية فى أوساط الجماهير اليمنية لكى تصبح هذه الأفكار معتادة ومقبولة لدى مختلف الشرائح الاجتماعية اليمنية".

 

ويقول السياسي والكاتب اليمنى علي البخيتى إن "الغدير واحدة من المناسبات الدينية التى يعتبرها الحوثيون محطات لشحن المجتمع وتلغيمه بالمفاهيم الطائفية والقناعات الزائفة التى تكرس الفرقة، وتضع حواجز فى المجتمع وتفرزه إلى موالين ومبغضين، وهو السلوك التاريخى الذى كان له دور فى سفك دماء الآلاف على امتداد الحقب التاريخية الماضية".