اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 09:24 ص

حمدى رزق

أنت فين يا رمضان؟!

بقلم : حمدى رزق السبت، 27 أكتوبر 2018 06:00 م

أخشى لو سألت «الكورتجية»، المهووسين بالكرة، أين يلعب «الواقف على الكرة» رمضان صبحى، تصعب الإجابة، هل شاهدت رمضان صبحى أخيراً، ربما آخر ظهوراته كانت فى كأس العالم، هل هناك فرصة أمام الموهوب للعودة إلى الملاعب، لا حس ولا خبر! 
 
أين هذا الموهوب، متى يبزغ نجمه، متى يلعب أساسياً، متى أصلا يجلس على الخط لنراه، متى تشمله العناية الكروية التى يلقاها من هو أقل منه موهبة، رمضان غادر الأهلى فى قمة توهجه، وبلا استثناء قررنا جميعاً أنها فرصة العمر جاءته وهو لايزال يافعاً، وتوقعنا مستقبلاً واعداً على خطى محمد صلاح، ولكن رمضان لفه ضباب العاصمة الإنجليزية، تاااااه تماماً، لا نعرف له أرضاً، ولا ملعباً، فقط اسم نادى مهزوم على طول الخط ركنه على الدكة، قبره وهو على قيد الحياة.
 
أغرب من هذا استسلام رمضان صبحى لمصيره المجهول، من «ستوك سيتى» الهابط إلى الدرجة الثانية إلى «هدرسفيلد» المرشح دوماً للهبوط، ولا فى ستوك كان أساسياً ولا فى هدرسفيلد سيلعب أساسياً، رمضان صبحى ضل الطريق، وإذا استمر على هذا النحو من البطالة الكروية سينتهى قبل أن تلمس قدماه الملاعب فعلياً.
 
منذ أن خرج من مصر، ولم نر رمضان صبحى، سوى لدقائق يبدو فيها حائراً، لا الدقائق الممنوحة له تكفى لإظهار موهبته، ولا خطط اللعب تمكنه من الظهور، بات عادياً، حتى ظهوراته فى المنتخب باتت عادية، لا يحدث فارقاً البتة، وكأن الاحتراف فى الدورى الإنجليزى نهاية المطاف، احترف واحترق.
 
ونسمع عجباً عن محاولات مصرية لإعادته إلى دورى «العك الكروى»، يعود مجدداً إلى دورى النقطة، يلف ويرجع بعد أن ضاعت سنوات التألق التى لم يستثمرها جيداً، هل احتراف رمضان فى هذه الأندية التى تحتل قاع الدورى الإنجليزى ومرشحة دوماً للهبوط كان قراراً سليماً، هل استطاع رمضان أن يخطف الأنظار لعل وعسى تلقطه عين خبيرة وتدفع به إلى المقدمة؟.. للأسف لم يحدث لأسباب يعرفها رمضان ومدير أعماله جيداً.
 
شخصياً أفتقد رمضان فعلياً، رمضان موهبة كروية فريدة، لا تجتمع الموهبة والقدرة البدنية، والقوة، والقوام فى نجم على هذا النحو، إلا فى الاستثناءات الكروية من الصنف الفاخر ككريستيانو رونالدو، بينى وبين نفسى كنت أراه خليفة كريستيانو، ولا ينقصه شىء، ولكنه ضاع فى لجة ضباب «يوركشاير» حيث معقل ناديه الجديد «هدرسفيلد»، كما أضاع موسماً أو أكثر فى ملهاة «ستوك سيتى» حتى هبط وخفت معه ألق رمضان صبحى.
 
عليه أن يغادر الدورى الإنجليزى سريعاً، وبأى ثمن، وهذه نصيحة مخلصة ومجربة، عندما قرر المدير الفنى لتشيلسى الإنجليزى «جوزيه مورينيو» دفن صلاح حياً، فر صلاح منه إلى الدورى الإيطالى إلى «فورنتينا» ومنه إلى «روما» ثم عاد نجماً إلى «ليفربول» ليهزم غرور «مورينيو» ويحسره على ما فاته من لمس موهبة وقدر وفنيات صلاح.
 
رمضان صبحى عليه ألا يستسلم لقدره، وأن يهزم ظرفه، وأن يقهر عجزه عن اللحاق بالركب الكروى، وأن يعود نجماً، لا يكتفى بإطلالات باهتة وظهورات موسمية، واستدعاءات خجولة من المنتخب الوطنى، عليه أن يغادر الدورى الإنجليزى سريعاً إلى دوريات أخرى يستطيع أن يلعب فيها أساسياً، ويبدع ويسجل ظهورات حقيقية، ولا يرضى بفرصة إلا وكانت على قدر موهبته، ولا يفرط فى سنوات الوقوف على الكرة، الاحتراف فى حالة رمضان صبحى سراب، وإن تحقق مال وفير، ماذا ينفع المال مع الركنة على الخط متحسراً؟!
 
رمضان أخشى أن يكون نسى الوقوف على الكرة، ومن فرط حبى وثقتى فى موهبته، أراه نجماً استثنائياً، أتحدى كل المحبطين من عودة رمضان، سيعود نجماً إذا شق الطريق الصحيح، ولكنه لايزال صغيراً متعثراً فى عدوه نحو القمة، أفلت بجلدك يا بنى، هناك من يريد دفنك حياً.