اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:23 ص

أحمد إبراهيم الشريف

الوقوع فى الحب أم الشعور فى الحب؟

بقلم أحمد إبراهيم الشريف الأحد، 21 أكتوبر 2018 08:00 م

تستوقفنى الأفكار، وتدفعنى لتأملها، خاصة التى تدور حول النفس الإنسانية وعلاقتها بالآخرين، ومؤخرا قرأت كتابا لـ«الدكتورة منى الناغى» بعنوان «التوافق العقلى والنفسى بين الرجل والمرأة» والصادر عن الهيئة المصرية العامى للكتاب، وفيه حديث عن أشياء كثيرة ومنها الحب.
 
وتحت عنوان «الوقوع فى الحب والشعور بالحب» تقول منى الناغى: «يحتاج كل إنسان إلى الشعور بالحب وليس الوقوع فى الحب، أى ارتباط الحب بالعقل والعاطفة والإرادة، وإدراك أهميته فى نمو وتطور الشخصية وهذا النوع من الحب يحتاج إلى بذل الجهد والطاقة وإنشاء نظام معين من الطرف الآخر».
 
لقد أجرت الدكتورة دوروثى تينوف، وهى متخصصة فى علم النفس، العديد من الدراسات على العشرات من الزوجات والأزواج لبحث ظاهرة «الحب الرومانسى الهوسى» و«الحب الرومانسى المتجدد»، وكانت النتائج أن متوسط الحب الرومانسى الهوسى قرابة عامين، ويستمر الحب المتجدد فترة أطول قليلا، ثم تبدأ عملية الهبوط إلى أرض الواقع ورؤية بعض الصفات الشخصية التى تعد عيوبا بالنسبة للطرف الآخر، وأن يلاحظ كل طرف بعض السلوكيات التى تسبب الضيق والغضب للطرف الآخر، ويبدأ فى سؤال نفسه؟ ألم نكن نرى مثل هذه العيوب من قبل؟ هل كان ما أشعر به حبا حقيقيا يحتوى الأمان والطمأنينة والثقة والصدق مع الذات قبل الآخر، والإخلاص له، أم أنه حب زائف مملوء بالأنانية والصراع والسعى للامتلاك والسيطرة والقهر؟
 
ولذلك يسمى هذا النوع من الحب «الحب الهوسى» وفيه لا يرى الشخص العيوب فى الطرف الآخر أو يحسب العواقب لهذا النوع من الحب، وذلك لأن هذا النوع من الحب يعطى الإحساس الخادع والتصديق داخل نفسه بأنه يمكنه أن يتغلب على أى مشكلة يواجهها فى الطرف الآخر، ويكون هذا الشعور خياليا وليس واقعيا، ولذلك تبدأ الصراعات فى إثبات الذات، وتتغلب مشاعر الأنانية وإثارة العديد من المتاعب والمشكلات للجميع.
 
وعندما يبدأ الشعور الكاذب فى التلاشى وتظهر الأفكار والسلوكيات والرغبات لكلا الطرفين، تنتهى الصراعات بالتعايش فى حياة بائسة من أجل أمور تجبر كلا الطرفين على الاستمرار فى مثل هذه الحياة أو الطلاق.
 
لفت الكتاب نظرى إلى أن هذا النوع من الحب الرومانسى الهوسى صوته دائما مرتفع وصاخب، حتى إن صفحات التواصل الاجتماعى تحتفى به والدراما والسينما تقدمه على أساس أنه شعور أصيل، مع أنه ليس حبا أصيلا بل هو نوع من الاستعراض، متغافلين عن الرغبة الحقيقية المتمثلة فى الشعور بالحب، لأنه أصل البقاء الذى يجب البحث عنه.