اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:14 ص

الإمام الحسين

"وامحمداه الحسين بالعراء وبناتك سبايا".. هكذا هتفت السيدة زينب فى مثل هذا اليوم

كتب محمد عبد الرحمن الجمعة، 12 أكتوبر 2018 08:30 م

"كان يوم المقتل فى العاشر من المحرم، فكان القمر فى تلك الليلة على وشك التمام، فحفروا القبور على ضوئه، وصلوا على الجثث ودفنوها، ثم غادروها هناك فى ذمة التاريخ" هكذا قال الأديب الكبير الراحل عباس العقاد فى كتابه "أبو الشهداء: الحسين بن على" فى تحليله على مقتل الإمام.

 

هناك فى كربلاء، فى العاشر من المحرم، الموافق 12 أكتوبر من عام 680 م، استباحت سيوف يزيد بن معاوية وأنصاره، بنى الأكرمين، وقتل القمر، واستشهد حفيد آخر الأنبياء، غاب سيد الشهداء الإمام الحسين، وسفك دماء سيد شباب أهل الجنة.

 

النهاية المأساوية للإمام الحسين فى يوم عاشوراء، وبحسب ما وصفه الأديب عباس العقاد فى كتابه "أبو الشهداء (ص 91)" فبينما كان الرجال فى معسكر الحسين ينهضون من بين الموتى، كان الآخرين من أنصار يزيد بن معاوية، يقترفون أسوأ المآثم، فقبل أن يسلم الإمام الحسين نفسه الأخير، اهرعوا إلى النساء من بيت رسول الله ينازعونهن الحلى والثياب التى على أجسادهن، لا يزعهم عن حرمات رسول الله وازع من دين أو مروءة، وانقلبوا على جثة الحسين يتخطفون ما عليها من كساء تخللته الطعون حتى أوشكوا أن يتركوها على الأرض عارية لولا سراويل لبسها رحمه الله، ممزقة وتعمد تمزيقها ليتركوها على جسده ولا يسلبوها، ثم ندبوا عشرة من الفرسان يوطئون جثته الخيل كما أمرهم ابن زياد فوطئوها مقبلين ومدبرين حتى رضوا صدره وظهره.

 

وتابع "العقاد" وصف ما فعله أنصار معاوية ببنى الأكرمين: قتل فى كربلاء كل كبير وصغير من سلالة على، ولم ينج من ذكورهم غير الصبى على زين العابدين إلا بإعجوبة من أعاجيب المقادير، لأنه كان مريضا على حجور النساء يتوقعون له الموت، ولما هم شمر بن ذى الجوشن بقتله، نهاه عمر بن سعد عنه إما حياء من قرابة الرحم أمام النساء، إما توقعها لموته من السقم المضنى الذى يعانيه.

 

ويسترد العقاد: ثم قطعوا الرؤوس ورفعوها أمامهم على الحراب، وتركوا الجثث ملقاة على الأرض لا يدفنونها ولا يصلون عليها كما صلوا على جثث قتلاهم، ومروا بالنساء حواسر من طريقها فولون باكيات، وصاحت زينب رضى الله عنها: يا محمداه، هذا الحسين بالعراء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا.

 

أما عن مصير رأس الإمام يقول "العقاد": اتفقت الأقول فى مدفن جسد الإمام، وتعددت أيما تعدد فى موطن الرأس الشريف، منها يقول أن الرأس أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد، ومنها يقول إنه أرسل إلى عمرو بن سعيد والى يزيد على المدينة فدفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء، ومنها يوقل أنه كان قد طيف فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان، فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية، فبذل لهم الصالح صلائع وزير الفاطميين ثلاثيين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة حيث دفن بمشهد المشهور.