اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 01:35 م

عملية إنقاذ الطالب

صور.. "أعطنى عمرا وارمنى فى البئر".. أب يخاطر بحياة نجله للتنقيب عن الآثار بسوهاج.. الطالب ظل داخل بئر مياه 8 ساعات بحثًا عن الكنز.. ويتوسل لرجل الإنقاذ: "أبوس أيدك متسبنيش أموت" .. والأمن يتحفظ على الأب ونجله

سوهاج - محمود مقبول الثلاثاء، 09 يناير 2018 11:49 م

"أعطنى عمرا وارمنى فى البئر"، تلك المقولة تنطبق على طالب قرية أولاد نصير بسوهاج حيث يستحق أن يطلق عليه صاحب الحظ الكبير، بعد أن ظل حبيسا داخل بئر جوفى عمقه 8 أمتار قرابة الـ 8 ساعات يستمد هواء الحياة من أنبوب أكسجين، يصارع الموت، حتى نجحت قوات الحماية المدنية بسوهاج من إنقاذه على قيد الحياة.

 

وشاءت العناية الإلهية أن يظل الطالب على قيد الحياة ليكون رسالة سماوية أن الله الرحيم العطوف ابقى بقدرته على حياة الفتى الصغير ليكون أحن وألطف من أهله الذين أعمى الطمع عيونهم وغلف الجشع أفئدتهم وحلموا بالثراء السريع والمال الوفير حتى لو كان ضد القانون، فألقوا بصغيرهم فى جوف بئر المهالك ليفتش لهم عن آثار وذهب أثرى، توهموا أنه داخل البئر العميقة غير عابئين بحياة فلذة كبدهم، وغير مهتمين بأن هذا الأمر مخالف للقانون حتى انزلقت على الفتى صخرة كبيرة وظل فى الماء قرابة 8 ساعات بين الموت والحياة حتى تمكنت قوات الإنقاذ النهرى بإدارة الحماية المدنية بسوهاج من إخراجه حيا يرزق.

تلك القصة المأساوية تجسدت فى عدة مشاهد المشهد الأولى هو الطمع وحلم الثراء السريع عامل يدعى نشأت.ع كان يملك من المال الكثير ضحى به من أجل أن يحصل على مجموعة من التماثيل اتفق مع بعض الأشخاص وكونوا تشكيلا عصابيا من أجل البحث والتنقيب عن الاثار بحوش ملكه بمنطقة نجع الدير دائرة مركز سوهاج على بعد 10 أمتار من الطريق الأسفلتى ش مستغلين فى ذلك عدم توقع المارة بالمنطقة أن عملية تواجدهم وقيامهم بأعمال الحفر، بغرض الحفر والتنقيب عن الآثار وبدأت عملية الحفر بعمل فتحه متر فى متر بعدها تم عمل توسعة بالحفر لتصل إلى 4 أمتار، وبلغ عمق الحفر 8 أمتار حتى تم الوصول للمياه الجوفية بالبئر واعترضتهم بالمنطقة صخرة كبيرة فكلف العامل نجله البالغ من العمر 18 عاما بالتعامل معها وتحطيمها باستخدام هيلتى وكمبروسر ولعدم خبرته بالتعامل طبيعة الأرض سقطت الصخرة عليه.

 

أما المشهد الثانى فكان للأب وتشكيله العصابى الذى استمر من الساعة الثالثة عصرا حتى السابعة مساءً فى محاولات كلها بأت بالفشل من أجل استخراج الابن الذى أصبحت تحيط به المياه الجوفية من كل جانب، وبدأت الكميات الموجودة من الأكسجين تقل حتى اقتربت من تغطيته كاملا عندها قرر الأب الاستعانة برجال الشرطة وتقدم ببلاغ إلى مركز شرطة سوهاج تلقه العميد وائل جمال مأمور مركز سوهاج حول تواجد شاب داخل بئر، وفشل الجميع فى استخراجه من داخل البئر وسط حيرة من الأب الذى خسر المال بغية الحفر والتنقيب عن الآثار، والآن يخسر نجله أيضا من أجل الآثار.

أما المشهد الثالث فكان فى انتقال قوات الشرطة إلى مكان البلاغ بعد توجيهات اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج واللواء خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية وعقب وصول العميد وائل جمال مأمور والرائد على الصغير رئيس مباحث مركز شرطة سوهاج لاذ أفراد التشكيل العصابى بالهرب بينما بقى الأب أعلى الحفر ونجله داخل البئر ينتظر رحمة الله قبل أن يحين أجله داخل البئر.

 

المشهد الرابع من القصة وصول طاقم الإنقاذ النهرى المكون من 5 أفراد وضابط لمكان الواقعة يترأسه العميد علاء نمشه مدير إدارة الحماية المدنية بسوهاج وقاموا بارتداء ملابس الغطس من أجل التعامل مع الحالة، ووضع سيناريو للدخول مع الحفاظ على أرواح الجميع تم استخدام المعدات الحديثة لتحريك الصخرة وفور وصول ضابط الإنقاذ لقاع البئر كان أول كلمة للطالب العالق أسفل الصخرة: "أبوس أيدك متسبنيش أموت هنا"، تم إمداد الطالب بالأكسجين الموجود برفقة فريق الإنقاذ وتم التعامل مع الصخرة من الساعة السابعة حتى الساعة الثانية عشر مساء من خلال تبادل فريق الإنقاذ للعمل حتى تم تحريكها وخروج الطالب من أسفل الصخرة، وقيام ضابط الإنقاذ بربطه بالحبال وقيام باقى الفريق برفعهم لأعلى وسط فرحة غير عادية للجميع.

المشهد الخامس هو حضور الإسعاف ونقل الطالب إلى مستشفى سوهاج العام لتلقى العلاج والذى تصرح له بالخروج فجر اليوم وتم التحفظ عليه ووالده داخل مركز شرطة سوهاج لتحرير المحضر اللازم، تمهيدا للعرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق وتم التحفظ على أدوات الحفر والتنقيب من سلاسل وتركات وهيلتى وكمبروسر ضغط هواء وإغلاق لرفع نواتج الحفر.