اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 11:11 م

ورقة وقلم

نورا عبد الفتاح تكتب : هل؟!

الجمعة، 05 يناير 2018 12:00 ص

معارك الحق والباطل قليلة كثيرة، قليلة بقلة الحقيقى منها والتوجس من نتائجها، وكثيرة بفرط الحاجة إليها والاضطرار إلى الدخول فيها والاستمرار لفترات قد تطول إلى أجل غير معلوم، قد يصل لسنوات وقد لا ينتهى حتى بوفاة الشخص.

هل تورطت رغما عنك أو حتى برغبتك فى واحدة من هذه المعارك، لتأييد الصواب ونصر الحق فى الأرض ؟

هل أكملتها للنهاية، أم استسلمت مبكرا؟

وان أكملتها، هل انتصرت أم سلمت رايتك ؟

وان انتصرت، هل تأكدت انك كنت على حق، أم أن الأيام أثبتت لك، أنك كنت ظالما أسأت الفهم، ودافعت عن الخطأ ؟

ولو استسلمت، هل استسلمت لنفاد وقودك، وانتهاء طاقتك، أم لادراكك أنك فى اتجاه الباطل ؟

أم خوفا من الطرف المعادى ؟

هل الدنيا دار صراعات ؟

أم أننا يجب أن نتقبل اختلافنا ونتأقلم معه، وندع كل مخلوق يحيا كما اختار ؟

أم أن تقبل المخطئ، نوع من تقبل الخطأ والتشجيع عليه ؟

وهل من المعقول ؛ أن نكون على يقين كامل بصحة موقفنا أو مبدأنا أو فكرتنا التى ندافع عنها ؟

أم أنه من حقنا أن نتشكك أحيانا فى مواقفنا وتصوراتنا، أم أن المبادئ غير قابلة للشك؟

ترانا لو اكتشفنا يوما أننا دافعنا فى أحد هذه المعارك عن باطل او عن مخطئ، ماذا عسانا نفعل ؟

وهل سيمكن وقتها التراجع، أم أننا سنكون قد ارتكبنا ما لا يمكن التراجع عنه ؟

وهل هناك أناس يعيشون بعيدون تماما عن المعارك بأنواعها ؟

وهل هم على صواب، أم أنها سلبية وحث على الشر بشكل ما ؟

وهل العالقون حاليا فى معارك مشابهة، ستسعفهم طاقاتهم لإكمال ما بدأوا أم سيتخاذلون فى منتصف الطريق ؟

وفى حال أن تراجعوا، هل سيكون لهم العذر الوافى ام سيصبحون متهمون بالتقصير ؟

هل فرض على كل مخلوق ؛ آمن بفكرة أو مبدأ أو منهج ؛ محترم كان أم حقير، أن يقضى عمره فى نزالات مرهقة وصراعات تسلب منه سلامه النفسى وهدوئه الداخلى؟

وهل دائما من يتبع مقاتل فى معركة فى اتجاه ما؛ هو حليف حقيقى أم يبغى مصلحة خفية؟

وهل هناك مقاتل، قضى عقود من حياته فى جهاد مستمر، حتى كل وتعب وأخذ القرار بالعيش فى هدوء، لا يحركه عاصفة ولا يأخذ موقفا مهما حدث؟

هل يمكن أن يكون الخير فى زمن ما، شرا فى زمن آخر ؟ والشر الذى كنا فى صراع معه لسنوات، أصبحنا نراه حقا وخيرا يجب الدفاع عنه ؟

أم أن الخير خير والشر شرا لا يتحولان ؟

وهل يمكن لمقاتل فى جبهته، أن يتحول وينتقل لجبهة الأعداء ويقاتل معهم وضد فكرته ومبدأه الأول، لسبب ما، فيتخلى عن معسكره وينضم لمعسكر الأعداء وبسرعة، وهو لا يبالى؟

هل من حقنا أن نجد بعض الوقت فى مهادنة ومصافاة ونعيش فى سلام وهدوء، حتى وإن كان زائفا أم أن هذا اختيار غير وارد ؟