اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 03:38 م

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

مرصد الأزهر × أسبوع.. الإرهاب يجتاح إفريقيا و"داعش" يسعى لاتخاذها مركزا له

كتب لؤى على الجمعة، 05 يناير 2018 05:01 م

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، منذ السبت الثلاثين من ديمسبر 2017، وحتى الخميس الرابع من يناير 2018، الضوء على عدد من القضايا الهامة التى تشغل الرأى العام المحلى والعالمى فى مختلف بلدان العالم، وأصدر العديد من التقارير والمقالات والردود الشرعية الهامة من خلال وحداته المختلفة التى تُفند ادعاءات الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وذلك فى ضوء متابعته المتواصلة للوقوف على آخِر المستجدّات على صعيد أنشطة الجماعات المتطرّفة واستراتيجياتها فى استقطاب الشّباب وتنفيذ مخططاتها الإجرامية.

 

وتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، محاولات عدد من التنظيمات الإرهابية اتخاذ دول إفريقيا قاعدة لشن هجماتها على باقى بلدان العالم، وانتهاج هذه التنظيمات أساليبا جديدة لاستقطاب النساء وضمهن إلى صفوفهم، وفى التقرير التالى نستعرض أبرز التقارير والمقالات التى أعدها المرصد، من خلال وحداته المختلفة خلال هذا الأسبوع.

 

إفريقيا والإرهاب

تعانى العديد من دول القارة الإفريقية من انتشار عناصر الجماعات الإرهابية بها، وخاصة تنظيم «داعش» الإرهابي، الذى يسعى عناصره للتمركز فى دول هذه القارة واتخاذها مركزًا لشن هجماته على باقى الدول، وجماعة «بوكو حرام» النيجيرية، و«حركة الشباب الصومالية»، الذين يتخذون من الكاميرون ونيجيريا والصومال ودول إفريقيا الوسطى، مركزًا لشن هجماتهم الإرهابية ضد الأبرياء فى هذه القارة التى يعانى غالبية سكانها من الفقر والمرض.

 

وفى إطار متابعتها الدؤوبة لنشاط الجماعات الإرهابية فى القارة الإفريقية، سلطت وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، الضوء على سلسلة الهجمات الوحشية التى قامت بها جماعات العنف والإرهاب من «داعش»، و«بوكو حرام» وغيرهما، فى نيجيريا والكاميرون فى وداع عام 2017، واستقبال 2018، حيث بدأت هذه الجماعات الدموية سلسلة هجماتها الوحشية الثلاثاء الماضى 2 من يناير الجاري، بعمل بربرى قتل خلاله مسلّحون من جماعة «بوكو حرام»، نحو 25 شخصًا يعملون «حطّابين»، بسبب قيامهم باقتلاع الأشجار بغابة «سامبيسا»، المعقل الرئيس لمسلّحى الجماعة الإرهابية.

 

ومن المعروف أن عناصر «بوكو حرام»، يتخذون من غابة «سامبيسا» بنيجيريا، مخبئًا آمنًا لهم، ولذلك اعتبر عناصر الجماعة إقتلاع «الحطّابين» لأشجار هذه الغابة، خطرًا عليهم وعلى مخابئهم من جهة، ومن جهة أخرى اعتبروهم متعاونين مع السلطات النيجيرية التى تسعى بكل قوة للتخلص من هذه الغابة، التى تُعد أهم وأكبر معاقل الجماعة الإرهابية على أراضيها، ولذلك قرر هؤلاء الإرهابيين إزهاق أرواح «الحطّابين» الأبرياء ظلمًا، وقتلهم بدم بارد غدرًا.

 

وليست هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها استهداف تجّار الأخشاب فقد شهد أغسطس 2017، قيام عناصر من «بوكو حرام»، بقطع رؤوس ثلاثة تجار أخشاب فى قرية تبعد 40 كيلو مترًا من مدينة «مايدوجوري» النيجيرية، وفى أبريل من العام ذاته، نصب إرهابيو الجماعة الدموية كمينًا لتجار أخشاب فى قرية «كاياملا»، التى تبعد 10 كيلو مترات من «مايدوجوري»، وقتلوا ثمانية أشخاص.

 

هجمات عنيفة

وفى مشهد وحشى آخر لكن خارج الحدود النيجيرية وتحديدًا فى قرية «بيا»، القريبة من مدينة «كولوفاتا» الواقعة أقصى شمال الكاميرون، أسفر هجوم انتحارى نفّذته إحدى عناصر «بوكو حرام»، عن مقتل شخص وإصابة 28 آخرين على الأقل، حيث قامت هذه الانتحارية بتفجير قنبلة كانت تحملها بأحد المقاهى فى وقت يشهد زحامًا من المترددين والمارة صباح الأحد 31 ديسمبر 2017م.

 

ومع دخول السّاعات الأولى من عام 2018، وفى هجوم هو الأعنف استهدف مسلّحون يرجّح أنّهم تابعون لجماعة «بوكو حرام»، مسيحيون كانوا عائدين من إحدى كنائس مدينة «أوموكو»، التى تبعد نحو 90 كيلو مترًا من «بورت هاركورت»، عاصمة ولاية «ريفرز»، الواقعة جنوب نيجيريا عقب حضورهم قدّاس ليلة رأس السنة منتصف ليل الأحد 31 ديسمبر 2017م، وهو ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا على الأقل جرّاء إطلاق النّار عليهم بشكل وحشى وعنيف، ولم تمض بضع ساعات حتى وقع هجوم آخر أسفر عن مقتل شخصين بإحدى القرى التابعة لولاية «كادونا»، بشمال نيجيريا

 

ويدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، هذه الهجمات وكل عمل إجرامى من شأنه أن يروّع آمنين ويهدّد حياة أبرياء ويهدم مجتمعات ويضع استقرار الأوطان وأمنها فى خطر، كما يشدّد المرصد على أنّ الإسلام الذى تزعم تلك الجماعات العمل تحت رايته والقتال فى سبيله تحت مسمى الجهاد، لا يدعو للقتل والترويع والتخريب، وإنّما هو دين السّلام والأمان والإعمار.

 

ويرى مرصد الأزهر، أن تكثيف الجماعات الإرهابية من أعمالها الوحشية داخل القارة الإفريقية، ربما يكون الهدف من ورائه هو السيطرة على عدد من دول هذه القارة متخذين من الفقر والمرض وضعف الحكومات، وسائل تساعدهم فى الوصول إلى هدفهم الخبيث، ولذلك يستنهض المرصد همم كل الأحرار والشرفاء فى العالم، ويدعوهم إلى التكاتف ومد يد العون للدول الإفريقية للتخلص من هذا الإرهاب الذى دأب على قتل الأبرياء وترويع الآمنين.

 

المرأة والإرهاب

المرأة فى مفاهيم عناصر الجماعات الإرهابية، مخلوق لا قيمة له ولا حقوق سوى ما ينعمون به عليهن، وهى عندهم مجرد وسيلةً تُستخدم فى تنفيذ العمليات الإجرامية، وبالطبع هى لديهم ممتهَنةً، والمتابع لعملية تجنيد النساء يجد تغيُّرًا جذريًّا وقويًّا بين ما كانت تنتهجه تلك الجماعات سابقًا، وبين المنهجية الجديدة التى أصبحت تتبعها منذ أشهرٍ قليلة.

 

ففى الماضى كانت الجماعات الإرهابية مثل: «داعش»، أو «القاعدة»، تُجنِّد المرأة عن طريق وعودٍ مكذوبةٍ بحفظها وصيانتها فى كنف زوجٍ مجاهدٍ تكون أمًا لأبنائه؛ فتُكثِّر من الجهاديين وتساعد بذلك على إقامة دولة الخلافة المنتظَرة، التى ستنعم فيها بالمال والحرية هى وذَووها، وهى فى هذا مجرد آلةٍ تُنجِب أطفالًا يقوم التنظيم بتدريبهم على القتل والذبح؛ ليصبحوا أعضاءً فعّالين فى منظومة الإرهاب الأسود، وفى بعض الحالات كان النساء يُجنَّدن للقيام بعملياتٍ نوعيّة كالعمليات الانتحارية التفجيرية.

 

ومنذ شهور أنتهجت التنظيمات الإرهابية أسلوبًا جديدًا تجاه المرأة، أولتها خلاله احترامًا زائفًا، وأشعرتها بقيمتها كعنصرٍ مؤثِّر فى المجتمع، ولا يخفى على أحد أن التناقض والانتقائية مُرْتكَزان أصيلان وأساسيان فى عَلاقة الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالمرأة؛ فالتعامل معها مرتبط بمصالح التنظيمات ورؤيتها الخاصة، وعلى حسب المصلحة تتغاير المواقف والفتاوى ويتبدل الخطاب التجنيدى للمرأة، وكذلك تتغير آليّة انتقاء النصوص الدينية بحيث تتوافق مع مصالح التنظيمات الإرهابية.

 

وفى تقرير أعدته وحدة اللغة العربية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حمل عنوان: «المرأة والإرهاب.. ثنائية الكذب والاستغلال»، أكدت فيه أن الجماعات الإرهابية لطالما اتخذت من المرأة وسيلة للانتشار والتمدد داخل المجتمعات؛ فتارة تتخذ هذه الجماعات النساء آلة لتجنيد الشباب عن طريق إغرائه بالزواج منهن، وتارة أخرى تقوم بسبيهن والتمتع بهن، وفى غيرهما تكون المرأة هى الرائدة فى العمل الإرهابي، وذلك حين تُربّى المجاهدين وترفع بهم راية الجهاد والإسلام الحق - من منظورهم - وفى ظروف أخرى يعتبر عناصر الجماعات الإرهابية النساء «فتنة»، يجب أن يُمنعن من الظهور حتى لا يُفتتن بهن الرجال.

 

ثنائية متناقضة

وأشارت الوحدة، إلى أن هذه الثنائية المتناقضة عادت للظهور فى آخر إصدارات الجماعات الإرهابية التى دُشّنت وبشكلٍ خاصٍ للنساء؛ مثل مجلتي: «بيتك»، و«ابنة الإسلام»، اللتان تختصان بالمرأة فقط وتهتم بشئونها، وهاتين المجلتين وبنظرة تحليلية أُعدّت إعدادًا ذكيًّا لائقًا بالجمهور الذى تستهدفه التنظيمات المتطرفة، فبدايةً بالشكل والإخراج المتسم بالألوان المبهجة والرسومات الرقيقة التى تجذب النساء، ومرورًا بعناوين المقالات التى تُشعِر المرأة أنها مهمةٌ وأن التنظيم فعلًا يُعتبَر لها، بل ويعتمد عليها اعتمادًا كبيرًا، فمثلًا نجد مقالًا تحت عنوان: «الشيخ أبو قتادة الفلسطينى يحدثكِ أنتِ»، وفيه يخاطب المرأة ويوجّه العنوان لها فيشعرها بأهميتها وبأنها تشغل حيزًا من عقل هؤلاء المجاهدين، فتبدأ بالقراءة وهى ممتنة.

 

والمجلات الموجهة للنساء والتى تهدف إلى إستقطابهن، تتلافى الأخطاء السابقة التى وقعت فيها تلك التنظيمات، فلا تهتم فقط بالمرأة باعتبارها مربّيةَ أطفالِ المجاهدين ولا باعتبارها عورةً يجب أن تختفي، بل إن الاستراتيجية التجنيدية الجديدة اقتضت أن تكون هذه المجلات بمثابة التجنيد الناعم، فحين تتصفح المرأةُ المجلةَ تجد أبوابًا خُصِّصت لاعتنائها بجمالها من بشرةٍ وشعرٍ ومظهرٍ وملبسٍ، إلى أبوابٍ تساعد المرأة فى تربية أبنائها، مرورًا برسائلَ لـ «الأخوات المهاجرات»، و«ابنة الإسلام فى خارطة الصراع»، وانتهاءً بوصفات المطبخ.

 

وتوضح وحدة رصد اللغة العربية، أن هذه الآليّة الجديدة تجذب النساء مرةً أخرى، وتجعل المرأة المستهدَفة تُغيِّر نظرتها للتنظيمات الإرهابية؛ فتظن أنها تغيرت وعدّلت من أفكارها وأيدولوجياتها، بما يطمئنها للانضمام إليهم، ولكن الحقيقة التى لا يمكن إغفالها؛ أن هذه التنظيمات لا تُفارِق عادتها من الكذب والزيف والوعد بالوهم، حتى إذا وقعت المرأة فى براثنهم وانضمت لهم فعلًا، عاملوها بما يقتنعون به من كونها فتنةً، وأنها وسيلةٌ يستغلها الرجل فيما يراه وَفْقَ مصلحته؛ فتجد الاستعباد والذل والإهانة.

 

ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، النساء من الإغترار بالشعارات البراقة التى تتبناها التنظيمات الإرهابية، ومن السموم التى تبثها فى إصداراتها الموجهة للمرأة؛ مؤكدًا أن ما يُبطنه هؤلاء الإرهابيين للمرأة عكس ما يظهرونه على صفحات مجلاتهم، فلقد وعدوا النساء من قبلُ بالاستقرار والحفظ والرعاية وبالمال والزوج المُحِبّ، وكانت الحقيقة على خلاف ذلك تمامًا، ففوجئت المنضمات لهم بالتعذيب والامتهان والاستعباد الجنسى وغير ذلك مما افتضحت به تلك الجماعات.

 

مصير الدواعش

أصبح الكثيرون شغوفون بمعرفة مصير عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وباتوا يتعقبون الأنباء للوقوف على الوجهة التى فر إليها هؤلاء الإرهابيين عقب خسارة التنيظم للأراضى التى سيطر عليها فى العراق وسوريا منذ عام 2014، وفى هذا الصدد أعد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خلال وحدة وحدة رصد اللغة الإنجليزية، تقريرًا جاء تحت عنوان: «هل تنتهى داعش؟!».

 

وافتتح المرصد، تقريره المُشار إليه، بتوضيح حقيقة هامة وهى أن تنظيم «داعش»، خسر أكثر من 90% من الأراضى التى كان يسيطر عليها، ولم يخسر كل الأرض التى كان يتواجد عليها، وذلك طبقًا لتقرير صدر عن «فوكس نيوز» مؤخرًا؛ وتساءل المرصد: هل هذه الخسائر التى تكبدها التنظيم تعنى بالضرورة انتهاء الإرهاب الداعشي؟

 

وأشار المرصد، إلى أن الإجابة على هذا السؤال ربما تكون صادمة للبعض؛ فداعش لم تنته بعد، ومن الواقعى أن نُقر بأن هذا التنظيم الإرهابى لن ينتهى حتى على مدى المستقبل القريب إلا من خلال التعاون والتضافر لمقاومة أفكاره المنحرفة والمغلوطة، وإعادة تأهيل العائدين منه بعد أن ينالوا العقوبات التى تقررها قوانين الدول التى يعود إليها هؤلاء المارقون على ما اقترفوه من جرائم؛ لأن المشكلة تكمن داخل عقول بعض الشباب الذين اقتنعوا بذلك الفكر المنحرف والمتطرف، إضافة إلى بعض الخلايا الإرهابية التى اختبأت فى جحورها وتنتظر الفرصة لتلدغ كالعقرب السام.

 

ومما يؤكد الحقيقة الصادمة التى أشرنا إليها فى الفقرة السابقة، رصد وحدة اللغة الإنجليزية، مقطعًا مصورًا لفرع «داعش» فى الصومال، يحث أتباع التنظيم المتواجدين بالدول الغربية، على شن هجمات إرهابية تلك الدول خلال أعياد الميلاد، والملفت للنظر فى ذلك المقطع الناطق  بثلاث لغات مختلفة وهى الإنجليزية والعربية والصومالية؛ أن المتحدث يحاول التأكيد على رسالة واحدة مفادها  أنه لن يثنيهم أحد عمّا يقتنعون به وأن خلافتهم المزعومة ستتمدد إلى أمريكا وأوربا، وكل ذلك رغم أنه يتحدث من صحراء جرداء لا يُعرف مكانها بالتحديد، وهو ما يوضح فكرة أن المقتنعين بذلك الفكر المزيف يرون فى قتل الأبرياء والأطفال والعجزة طريقًا للجنة، وأن تخلى هؤلاء عن سلاحهم وأرضهم لا يعنى بتاتًا تركهم التطرف والإرهاب.

 

ردود شرعية

وفى جانب نشره لمبادئ المواطنة والتعايش وثقافة السلام، وتفنيد الأفكار المغلوطة، وتوضيح الإسلام الصحيح، أعد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال قسم الردود الشرعية، تقريرًا حمل عنوان: «لغيرنا حقوق علينا»، أكد فيه أن المعاملة بالحسنى، حق من حقوق غير المسلمين، وأن الاختلاف العقدى لا يعنى الإساءة إلى المخالف ومعاملته بفظاظة؛ فالله سبحانه وتعالى يقول فى سورة الممتحنة: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ»، إلى غير ذلك من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التى تؤكد على هذا المعنى وتُرسّخه فى نفوس المسلمين.

 

وأضاف المرصد، أن من حقوق غير المسلم أيضًا حُسن الجوار، فإذا كان جارًا للمسلم فليحسن إليه ولا يؤذِه فى جواره بل يتصدق عليه إن كان فقيرًا أو يُهدى إليه إن كان غنيًا، وينصح له فيما ينفعه؛ لأن للجار حق عظيم فى الإسلام، لقول النبى صلى الله عليه وسلم "ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه".

 

كما كفل الإسلام لغير المسلم حق التعامل معه بالبيع والشراء فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه اشترى من عباد الأوثان، واشترى من اليهود، وقد توفى - عليه الصلاة والسلام - ودرعه مرهونة عند يهودى فى طعام اشتراه لأهله

 

فالتعايش مع غير المسلمين وتبادل المنافع معهم من المسائل المباحة فى الإسلام؛ كما أن الحياة لا يمكن أن تستقيم إلا بالتعاون وتبادل المنافع بين الناس. وقد قال الله فى سورة البقرة: "وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، فالتعاون بين الناس كافة يرسخ مفهوم السلم الاجتماعى الحقيقي.

 

وأوضح المرصد، أن تأصيله لهذه المعانى من خلال مصادر التشريع الإسلامى من الكتاب ومن السنة ‏النبوية المطهرة للنبى الخاتم صلى الله عليه وسلم، ومن سار على نهجه من أمته؛ يأتى لبيان التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي.

 

أحداث أخرى

وتابعت وحدة رصد اللغة الإسبانية، تعليق إحدى الرحلات الجوية فى مطار "سان بابلو" بإشبيلية للاشتباه فى أن مسلمًا يحمل قنبلة، وسيصعد بها على متن الطائرة؛ كما أعدت تقريرًا سلطت فيه الضوء على أحوال الإسلام والمسلمين فى جمهورية الأوروجواي، التى يعتنق الغالبية العظمى من سكانها الديانة المسيحية، بينما تعتنق نسبة تقل عن 5% ديانات أخرى مثل الإسلام واليهودية والبوذية وغيرها، ويقدر عدد المسلمين هناك بحوالى 1500 نسمة، غالبيتهم من العرب الذين هاجروا إلى الأوروجواى عبر الحدود مع البرازيل.

 

وفى سياق متصل، أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالمبادرة التى قام بها عددا من المواطنون الكنديون لجمع أكثر من 124 ألف دولار، لمساعدة ضحية يدعى "أيمن ديربالي"، وذلك بعد أكثر من أسبوع من تعرضه لإصابة خطيرة أثناء دفاعه عن المصلين خلال الحادث الذى تعرض له مسجد مدينة "كيبيك" الكندية، وقد أصيب بالشلل فى الهجوم المميت أثناء محاولته حماية الآخرين.

 

كما سلطت وحدة رصد اللغة الفرنسية، فى تقرير لها حمل عنوان: "لماذا تسعيد فرنسا أطفال داعش؟" الضوء على ما أقدمت عليه الحكومة الفرنسية باستعادتها أربعة أطفال من أبناء مقاتلى "داعش" الفرنسيين بالعراق، إلى فرنسا.

 

وأشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بجهود المجلس العالمى للتسامح والسلام، فى نشر قيم التسامح والعدالة والمساواة والتعايُش فى كافة أرجاء العالم؛ مؤكدًا أن المجلس الذى أُنشىْ فى الخامسِ من نوفمبر 2017، يُعَدُّ خطوةً مهمة تأتى فى ظروفٍ صعبة تستوجب التكاتُفَ من قِبَلِ كافةِ الجهاتِ المعنية وتوحيدَ الجهودِ لمواجهة التحديات الراهنة التى تواجه العالم أجمع.

 

وسلطت وحدة رصد اللغة الألمانية، الضوء على إغلاق موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" حساب القيادية فى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، بياتريكس فون شتورش، لمدة 12 ساعة فى الإثنين أول يناير 2018، بسبب نشرها تغريدة عنصرية عن المسلمين، وهو ما أثار الغضب داخل الحزب اليمينى الشعبوى المعروف بمعاداته للإسلام والمهاجرين، كما حررت الشرطة فى مدينة كولن بلاغًا ضد القيادية بسبب ذت التغريدة.