اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 11:58 م

طريق الكباش

صور.. حلم "طريق الكباش" يتحقق.. سعادة كبيرة فى الأوساط السياحية والأثرية بالأقصر بعد الإعلان عن انتهائه خلال 2018.. وخبير سياحى: أصحاب الشركات ينتظرونه لوضعه فى برامج الرحلات.. وآثرى: الطريق الإله له سحر خاص

الأقصر – أحمد مرعى الجمعة، 26 يناير 2018 08:00 م

أثارت تصريحات الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، مؤخرا بأن "طريق الكباش الفرعونى" سيتم إنهاء العمل فى إعادته للحياة فى النصف الثانى من العام الحالى، وهو المشروع التاريخى لمحافظة الأقصر، والذى كان متوقف منذ 6 سنوات وتكلف ملايين الجنيهات، وأكد أن افتتاحه سيغير خريطة الأقصر وسيكون أكبر ممشى ومتحف مفتوح فى العالم، حالة من السعادة الكبيرة فى الأوساط السياحية بالمدينة الآثرية الأولى فى العالم التى تعول كثيرا على هذا المشروع الضخم الذى من المقرر أن يساعد بصورة كبيرة فى حراك سياحى بصورة أكبر لمشاهدة الطريق بعد افتتاحه رسميا، والاستمتاع بسحر الجولات داخله من السياح بمختلف دول العالم من عشاق التاريخ الفرعونى.
 

العمال ينتشرون بمختلف أنحاء طريق الكباش الفرعونى
 
وفى هذا الصدد يقول الخبير السياحى محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، إن عدد كبير من أصدقائه من أصحاب الشركات السياحية العالمية بمختلف أنحاء أوروبا وآسيا أكدوا على أنهم ينتظرون إحياء طريق الكباش لتقديم دعاية كبيرة له فى بلادهم لجذب السياح إلى مصر بوضع طريق الكباش فى البرامج السياحية المختلفة إلى مصر، وذلك نظرا لما يمثله طريق الكباش من قيمه كبيرة فى التاريخ الفرعونى القديم.
 

طريق الكباش ينتظر النهاية فى النصف الثانى من 2018

 
 
 
ويضيف محمد عثمان لـ"اليوم السابع"، أن طريق الكباش الفرعونى وإعادة إحياؤه وعمل ممشى سياحى داخله يساعد السائحين الأجانب والمصريين على التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك التمتع برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، وهو بذلك يعتبر واحد من أقدم الطرق التاريخية بين المعالم الأثرية.
 

أحد الكباش التاريخية فى طريق الإله بين معبدى الأقصر والكرنك
 
أما محمد بدر محافظ الأقصر، فقد كشف بأنه يتم العمل على قدم وساق للعمال والمقاولين داخل طريق الكباش حالياً لإنهاء كافة الأسوار والممشى الداخلى، وذلك لإنهائها فى أقرب وقت ممكن، مشددا على أن "طريق الكباش" يعتبر مشروع عالمى يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر، حيث إنه لدى انتهائه لا يستطيع أحد فى العالم أن يقول إن مصر ليس لديها أكبر متحف مفتوح فى العالم، وستتم إقامة أكبر افتتاح تاريخى غير مسبوق فى العالم.
 

جانب من العمل فى طريق الكباش الفرعونى بالأقصر
 
ويقول محمد بدر، محافظ الأقصر، إن إحياء طريق الكباش الفرعونى الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر يهدف بصورة كبيرة إلى تحويل الأقصر لأكبر متحف تاريخى مفتوح فى العالم، وذلك من خلال التعاون والتنسيق الذى يتم بين العديد من الوزارات مثل الآثار، والاستثمار والتعاون الدولى، والسياحة، بالإضافة إلى محافظة الأقصر، حيث يعتبر طريق الكباش من أعظم الطرق الفرعونية التى مازالت قابعة حتى الآن بعد إزالة جميع التعديات عليه، حيث إن اللجنة الهندسية للمشروع أعدت مقايسة كاملة بأعمال المشروع بتكلفة 233.5 مليون جنيه، وكذلك تم تحديد معوقات المشروع لإزالتها بالكامل، وبلغت التكلفة الإجمالية لما تم تنفيذه من المشروع خلال السنوات الماضية حوالى 620 مليون جنيه، وقامت اللجنة بعدة جولات فى طريق الكباش فى مناطق مختلفة لإعداد تقرير مفصل بالمعوقات وسبل حلها، شملت تفقد الطريق من ناحية كوبرى الكباش الأول، والثانى بمنطقة المطحن، وفندت فى تقريرها أبرز المعوقات التى تواجه تطوير طريق الكباش، فى منطقة السنترال وديوان محافظة الأقصر، وكذلك الصرف الصحى أسفل الطريق وشبكات الكهرباء والمياه والغاز الطبيعى، والكنيسة الإنجيلية وكنيسة العذراء، التى تم تكييفها بالكامل لإعادة إحياء المشروع الأثرى العالمى بأرض طيبة.
 

آثري: طريق الإله له سحر خاص ويساعد فى جذب كبير للسياح بعد افتتاحه
 
وأكد محمد بدر محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن استكمال طريق الكباش الفرعونى فى الماضى كان يواجه عددا من العقبات والتى تم تذليلها بالكامل لإنهائه قريبا، حيث بدأ مشروع إحياء طريق الكباش عام 2005، بتصور تجاوزت تكلفته 500 مليون جنيه بعد أن اختفت معالمه تماما، وأقيمت على أنقاضه منازل ومبان عشوائية، وذلك على يد منصور بريك، المشرف العام على آثار الأقصر وقتها، وذلك بإجراء أعمال الحفر مع بداية عام 2006، للكشف عن باقى الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، وصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا، وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، قبل توقف المشروع بعد ثورة يناير بسب قلة الموارد المالية.
 

شركات السياحة تنتظر فتح طريق الكباش لعمل دعاية تاريخية له بمختلف أنحاء العالم

 

ويضيف محافظ الأقصر، أنه كلف رئاسة حى وسط الأقصر، بإزالة جزء كبيرا من مبنى قطاع نظافة وسط المدينة، خلف كنيسة السيدة العذراء، ووضعه تحت بند منفعة عامة، وذلك للمساعدة فى استكمال إحياء طريق الكباش الفرعونى، حيث أن المبنى عبارة عن سور مبنى من الطوب الأحمر والمونة الأسمنتية، يحوى غرف مبنية من الطوب الأحمر (تستخدم كمخازن للقطاع)، وتم نقل كافة محتوياته، وذلك استكمالاً لأعمال طريق الكباش وظهوره بالمنظر الجمالى اللائق، وتحويله لأكبر متحف عالمى مفتوح.
 

خبير سياحي: أصحاب الشركات ينتظرون افتتاح طريق الكباش لوضعه فى برامج الرحلات
 
واستطرد محمد بدر محافظ الأقصر، مؤكدا أن طريق الكباش عقب إفتتاحه رسمياً سيساعد السائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك التمتع برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز، فى التاريخ الفرعونى، إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم" - أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة وهو، بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (120X 230 سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق، ومع مرور آلاف السنوات اختفت تماماً معظم معالم هذا الطريق المقدس، ليظهر بدلاً منها بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية حجبت عن السائحين الملامح التاريخية لواحد من أهم الطرق الأثرية فى العالم وأجملها، ودفنت التماثيل الفرعونية ودمرتها مياه الرى والصرف الصحى التى كانت تغمر تلك الأعمال الفنية التاريخية.
 

جانب من أعمال تجهيز محيط طريق الكباش لإعادة إحياؤه
 
 
وعن الأهمية التاريخية لطريق الكباش الفرعونى ومدى جذبه للسائحين يقول الطيب غريب كبير مفتشى معابد الكرنك، أن السياح الأجانب لهم ذوق راقى فى زياراتهم السياحية حيث يختارون المدن التاى تناسب الطقس طوال العالم، بجانب وجود معالم تاريخية وأثرية تساعدهم فى قضاء أوقات أفضل والتقاط الصور التذكارية فيها، فطريق الكباش الفرعونى يعتبر خير مثال لتلك الأفكار الخاصة بالسياح الأجانب من مختلف دول العالم، وذلك نظراً لتاريخه المعروف حول العالم أجمع كما انتشر من قبل فى السنوات الماضية تاريخ الفرعون الصغير توت عنخ آمون بعد اكتشافه على يدر العالم الإنجليزى هاورد كارتر.
 

إزالة جزء من مبنى مطل على طريق الكباش خلال العمل بالمشروع
 
 
ويضيف كبير مفتشى معابد الكرنك لـ"اليوم السابع"، أن "طريق الكباش الفرعونى" كان يعد واحد من أهم الطرق بالحياة الفرعونية القديمة، حيث كان يشهد احتفالات أعياد الأوبت بموسم الفيضان، والتى كان يزور فيها آمون معبد زوجته موت فى الأقصر، والتى تبقى 40 يوما بمعبد الأقصر وتنتقل للكرنك عبر النيل بمواكب احتفالية وتسير مواكب الاحتفالات أيضاً من وإلى معبد الكرنك عبر طريق الكباش فى مشاهد كرنفالية دونت على جدران المعابد الفرعونية بالمحافظة، حيث أن طريق الكباش يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر وعرض 76 متر، ويضم على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبو الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذى كان قد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم المك وألقابه، ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظرا لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان "أبو الهول"، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله "أمون رع".
 

وزير الآثار يعلن انتهاء العمل بـ"طريق الكباش" فى النصف الثانى من 2018