اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:08 م

شوارع أوروبا – صورة أرشيفية

ضحى الحلاج تكتب: المرأة العربية وأحلامها الضائعة فى الغربة

الأربعاء، 24 يناير 2018 09:00 م

المرأة تلك الكائن الحالم والذى يحول بينه وبين أحلامه رهبة المجتمع الخارجى ومدى الالتزامات الواقعة عليها داخل بلاد المهجر، فمن المتعارف عليه على مدى العصور المختلفة أن المرأة تتصارع لإثبات ذاتها وتحقيق طموحها وأحلامها، ولكن السؤال كيف لها أن تفعل ذلك إن كانت محملة بالعديد من الالتزامات داخل مجتمع جديد عليها وهل تستطيع أم لن تستطيع؟

المرأة وأن كانت تملك الالتزامات وأقصد هنا الأسرة فهى دورها كبيرًا للغاية، خاصة أن كانت تعيش داخل الولايات المتحدة، فدورها هنا شتى لأن المجتمع المختلف بثقافته وتقاليده وعاداته يرهبها كثيرًا فهى آتية من مجتمع شرقى فكيف لها أن تنزع كل شىء لتتواكب مع المجتمع الجديد كيف لها أن تلتزم أن تتحدث لغة جديدة وتترك لغتها الأم لتكون بين معارفها وأسرتها الصغيرة فقط، كيف لها تسعى لتحقيق ذاتها وزوجها يعمل لدفع الإيجار وتلبية مطالب أسرته من مأكل وملبس... الخ، ضريبة الحياة فى بلاد الغرب كبيرة ولن يشعر بها إلا من يمر بحال من يعيشون داخل بلاد المهجر، البعض يشعر أنه يعمل ويعيش ليعمل ليدفع التزاماته كل شهر، ولا وقت لفعل أشياء متعددة مع بعضها البعض، فدورة الزمن هنا فارمة للغاية ولن يستطيع أحد حساب شىء قد يبدأ الأسبوع لترى نفسك بين طرفة عين فى نهايته وتتساءل ماذا حدث؟ وماذا أنجزت؟ وماذا وماذا؟ حتى يتعبك التفكير فتهرب نائمًا من خداع الحلم الأمريكى.

سيدتى الحالمة لم أكتب كلماتى إليك لأجعل اليأس يتسلل داخلك ولكننى أردت رؤية حقيقة الأمر من خلال كتابته إليكِ، أعلم أنكِ تستطيعين ولكن متى وأين وكيف؟ تلك أسئلة إجابتها عندك إن كنت تؤمنى بذاتك ورؤية الواقع وتحديه فلتفعلى ولتجدى طريقًا للنجاح، من الممكن أن تحولى الحلم لحقيقة من خلال دقيقة بينك وبين نفسك ولتسأليها من أنا؟ ماذا كنت؟ وماذا أفعل الآن وهل أملك نفسًا قابلة للتحدى والمغامرة وبداية جديدة؟ هل أعرف ما أريد، هل أستطيع مواكبة التزاماتى مع طموحى والعمل على التوازن بينهما.

وإن استطعتى الإجابة على تلك التساؤلات فلتسعدى نفسك ببداية جديدة ولتأخذى عبرة من قصة الكاتبة والناشطة هيلين كيلر، التى لم يقف فقدانها حاستى السمع والإبصار حائلاً أمام مسيرتها العلمية والمهنية، بل تحدت معطيات الحياة، وأصبحت مثالاً يحتذى به حيث قالت "إن الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شىء.. الأمن غير موجود فى الطبيعة، ولا يمكن للبشرية جمعاء أن تختبره بشكل مستمر.. تجنب الخطر ليس أكثر أماناً على المدى الطويل من التعرض للخطر".