365 يوم من العلاقات الأمريكية المصرية × 50 صورة..6 مكالمات هاتفية و3 قمم تجمع بين ترامب والسيسى خلال عامه الأول بالبيت الأبيض..توافق رؤى رئيسا البلدين لمكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات والتعاون الاقتصادى والعسكرى

يكمل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عامه الأول فى سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فوزه على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، فى سباق انتخابى قوى نهاية عام 2016، ليكون تفوقه فى الانتخابات الرئاسية إيذانًا بخلافته للرئيس السابق باراك أوباما، فى البيت الأبيض، ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية للرئيس "ترامب"، وهو يبحث عن حلفاء له فى مختلف أنحاء العالم، ليجد معهم التوافق حول القضايا الشائكة المختلفة.

وبالنظر إلى منطقة الشرق الأوسط، فكانت القبلة الأولى للرئيس الأمريكى، هى مصر لما تنعم به على مر العصور بأهمية إقليمية ودولية، كونها دولة محورية وذات ثقل فى منطقة الشرق الأوسط، فلا تغفل دولة تسعى لخلق روابط بينها وبين دول المنطقة، ضرورة الارتباط أولًا بعلاقات قوية ووثيقة مع القاهرة، لما يميزها من بيئة خصبة للتبادل التجارى وفتح سوق واسعة ومتجددة، وأيضًا لما توفره من مجال صالح وجاذب للاستثمار وإطلاق صناعات جديدة ومتطورة بالتعاون مع مستثمرى الدول الوافدة الراغبة فى الاستثمار بالمنطقة.

وهناك علاقات متأصلة ومتجذرة تربط الولايات المتحدة، ومصر، عبر سنوات ممتدة، حيث يجمع الدولتين روابط دبلوماسية واقتصادية وعسكرية، وتتأثر وتنمو تلك العلاقة كغيرها من علاقات الدول ببعضها البعض، التى يصيبها توتر أحيانًا، أو الازدهار أحيانًا أخرى، ولكن بالنظر إلى العام الأخير من عمر العلاقات الدولية بين القاهرة وواشنطن، نجد تغيرًا جذريًا وتحسن واضح مع صعود الرئيس الأمريكى الحالى، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم، حيث بدا واضحًا للجميع وجود تناغم بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأمر الذى لم يكن بنفس الدرجة مع سابقة الأمريكى، باراك أوباما.

وخلال 12 شهرًا هم كامل عُمر "ترامب"، داخل البيت الأبيض - وهى فترة وجيزة - جمع بين الرئيسين المصرى، والأمريكى، عدة اتصالات متتالية سواء كانت مكالمات هاتفية أو قمم ولقاءات مباشرة، حيث جرى بين الطرفين خلال تلك الفترة فقط 6 اتصالات هاتفية، فيما اجتمعا فى 3 قمم تاريخية فى أماكن وظروف مختلفة، وذلك التواصل الدائم إنما جاء ليؤكد على العلاقات القوية التى تربط بين مصر والولايات المتحدة، ولاسيما وجود تقارب فى وجهات النظر المتعلقة بقضايا وملفات الشرق الأوسط، وخاصة ملف مكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره والقضاء عليه.

أول اتصال هاتفى بين السيسى وترامب فى يناير 2017
 

وكان أول تواصل بين الرئيس السيسى، ونظيره الأمريكى، فى مطلع شهر نوفمبر 2016، بعد الإعلان الرسمى لفوز "ترامب"، برئاسة الولايات المتحدة، حيث كان السيسى، أول الزعماء المهنئين له بالفوز، بينما كان أول اتصال بصفة "ترامب" رئيسًا، عندما تلقى الرئيس السيسى، اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكى دونالد ترامب، يوم 23 يناير 2017، والذى لم يكن تواصلهما الأول حيث سبق والتقاه الرئيس السيسى، على هامش المشاركة المصرية فى اجتماعات الأمم المتحدة، بنيويورك، يوم 20 سبتمبر 2016، حينما كان "ترامب"، مرشحًا للرئاسة، ليكون بذلك السيسى أول زعيم عربى يلتقى بالمرشح الأمريكى دونالد ترامب – آنذاك - وتضمن اللقاء تبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع فى الشرق الأوسط.

وبالعودة إلى المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيسين فى يناير من العام الجارى، التى كانت بعد 3 أيام فقط من التنصب الرسمى لـ"ترامب" رئيسًا للولايات المتحدة، حيث أكد الرئيس الأمريكى، خلال الاتصال على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجى، مؤكدًا حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائى بين الولايات المتحدة ومصر فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة والارتقاء به إلى آفاق أرحب.

وبدوره، وجه الرئيس السيسى، التهنئة للرئيس ترامب، على توليه رسميًا مهام منصبه، متمنيًا له وللشعب الأمريكى الصديق مزيداً من التقدم والازدهار، كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لأن تشهد العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين دفعة جديدة فى ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

أبريل 2017.. أول قمة ثنائية بين السيسى وترامب فى البيت الأبيض
 

فيما عقدت أول قمة ثنائية بين الرئيسين ترامب، والسيسى، فى البيت الأبيض، يوم 3 أبريل 2017، وبحث الطرفين حينها عددًا كبيرًا من الملفات الثنائية والإقليمية، بما فى ذلك محاربة الإرهاب بشكل عام، وتنظيم "داعش" الإرهابى، بشكل خاص، إضافة إلى دعم السلام والاستقرار فى المنطقة.

وكان مجمل مكاسب تلك القمة، هو الخروج بعدة رسائل هامة، تتمثل فى تأكيد الرئيس الأمريكى، حرصه على بناء وتجديد علاقات قوية بين جيوش البلدين على أعلى مستوى، أكثر من أى وقت مضى، كما قال للرئيس السيسى، أيضًا، "أريد فقط أن أقول لك سيدى الرئيس، أن لديكم صديقا وحليف فى الولايات المتحدة"، إضافة إلى اتفاق الزعيمان على التعاون المشترك فى مجال مكافحة الإرهاب، ووعود "ترامب"، بوقوف واشنطن إلى جانب مصر فى حربها على الإرهاب، والتأكيد على عودة الود فى العلاقات بين البلدين، وكذلك حفاوة استقبال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، للرئيس السيسى، بما يعكس قوة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأخيرًا نجاح الدبلوماسية الشعبية متمثلة فى أبناء الجالية المصرية، فى دعم القيادة السياسية خلال الزيارة.

مباحثات وزارية مصرية أمريكية

مكالمة هاتفية بين السيسى وترامب فى مايو 2017
 

واستمرارًا لتوطد العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، تلقى الرئيس السيسى، اتصالًا هاتفيًا، من نظيره الأمريكى، الذى أكد مجددًا قوة العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين مصر، والولايات المتحدة، وحرصه على مواصلة تطوير الشراكة بين البلدين فى كافة المجالات.

وثمن الرئيس الأمريكى، جهود مصر فى مكافحة الإرهاب، معربًا عن تمنيه زيارة القاهرة فى أقرب وقت، إضافة إلى رغبته فى عقد لقاء مع الرئيس السيسى، خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، فى الرياض، المقررة فى 21 مايو 2017.

قمة "مصرية أمريكية" ثانية فى الرياض
 

وبناءً على رغبة الرئيس الأمريكى، عقدت القمة المصرية الأمريكية، فى الرياض، فى وقتها المحدد مسبقًا، على هامش القمة "الأمريكية – الخليجية"، التى استضفتها السعودية، وأكد "ترامب"، خلال اللقاء، أن التعاون مع مصر خلال عهد الرئيس السيسى، مثمر وجاد، مجددًا رغبته فى زيارة القاهرة، فيما قال السيسى، "نتطلع لمزيد من التعاون من أجل استقرار هذه المنطقة المهمة"، مرحبًا برغبة "ترامب"، فى زيارة مصر.

وكمثيلتها السابقة، كان لتلك القمة أيضًا رسائل هامة وقوية، حيث أكدت تطابق الرؤى بين الزعيمين مرة أخرى، فيما يتعلق بالتعاون العسكرى بين القاهرة وواشنطن، كما أن أمريكا، أصبحت داعما رئيسيا لمصر فى حربها على الإرهاب، هذا إلى جانب تأكيد الرئيس السيسى، على ضرورة إصدار تحذيرات قوية بعدم التدخل فى شئون الدول، ومطالبته بوقف أى دعم أو تمويل للجماعات المتطرفة، سواء كان بالمال أو السلاح أو المقاتلين، مع احترام الاختلاف المذهبى والطائفى ونبذ الفتن والخلاف والعمل على زيادة التلاحم ووحدة الصف.

اتصال هاتفى ثالث يجمع رئيسا مصر والولايات المتحدة فى يونيو 2017
 

وبعد قمة الرياض بفترة وجيزة، تحديدًا فى 9 يونيو 2017، أجرى "ترامب"، اتصالًا هاتفيًا أخر، مع الرئيس السيسى، بشأن الأزمة مع قطر، حيث أكد الرئيس الأمريكى، اتفاقه مع نظيره المصرى، على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض، وشددا على محاربة التطرف والتصدى لتمويل الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لدعوة قطر لوقف دعم الإرهاب، وطالب قطر أن تكون من بين الدول المسئولة وبذل المزيد بسرعة لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنه اتفق مع قادته العسكريين على تأكيد دعوة قطر لوقف دعم الإرهاب.

وتشير قوة الموقف الأمريكى، وتغيره للرفض بشدة، دعم قطر للإرهاب، بعدما كان محايدًا فى البداية، إلى توافق جديد بين رئيسا البلدين، واقتناع "ترامب"، وقناعته بما استعرضه الرئيس السيسى، من بعض الحقائق والأدلة، التى على أثرها جاء قرار الرباعى العربى، تجاه دولة قطر.

ترامب يؤكد دعم لمصر فى حربها على الإرهاب
 

وفى اتصال هاتفى أخر، يوم 5 يوليو 2017، بحث الرئيس السيسى، ونظيره الأمريكى، الأزمة حول قطر، وأكد خلال المكالمة الهاتفية، الرئيس ترامب، أنه يجب على جميع الدول وقف تمويل الإرهاب وتقويض أيديولوجيا التطرف، مشددًا على دعم الولايات المتحدة الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب.

ترامب يؤكد لـ"السيسى" حرصه على تطوير العلاقات وتجاوز أى عقبات
 

وفى 25 أغسطس الماضى، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتصالاً جديدًا، من الرئيس الأمريكى، الذى جدد خلاله التأكيد على قوة علاقات الصداقة بين مصر، والولايات المتحدة، وأعرب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أية عقبات قد تؤثر عليها.

ومن جانبه أعرب الرئيس السيسى، عن تقديره للرئيس ترامب، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين ويحقق مصالح الشعبين الصديقين.

وجاء ذلك الاتصال على خلفية القرارات المفاجئة لواشنطن - التى وقف ورائها وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون - بتخفيض المساعدات العسكرية، دون نقاش فى دوائر واشنطن التشريعية الممثلة فى الكونجرس، ودون سابق إنذار، بما يهدد بنسف جسور الثقة التى امتدت بين القاهرة، وواشنطن، منذ وصول "ترامب"، إلى البيت الأبيض، وذلك على الرغم من تأكيدات البنتاجون قبل أيام من هذا القرار، على عودة مناورات النجم الساطع المشتركة بين القوات المسلحة المصرية، والجيش الأمريكى، فى سبتمبر الماضى، بعد قرار تعليقها قبل أكثر من 4 سنوات كاملة.

ثالث لقاء خلال العام للرئيسين السيسى وترامب على هامش قمة الأمم المتحدة
 

والتقى أيضًا الرئيسان الأمريكى، والمصرى، يوم 20 سبتمبر الماضى، للمرة الرابعة، والثالثة خلال العام 2017، ضمن 22 قمة ثنائية وجماعية عقدها الرئيس السيسى، على هامش القمة الـ72 للأمم المتحدة، بحث خلالهم عدد من الملفات الهامة على الساحة العربية، وسبل مكافحة الإرهاب، والعلاقات المصرية الدولية وتطوراتها فى كافة المجالات.

وعرض الرئيس السيسى، على نظيره الأمريكى، خلال لقائهما، جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وأشاد الرئيس "ترامب"، بالجهود المصرية فى هذا الصدد، مؤكدًا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين فى هذا الملف.

كما جدد الرئيس الأمريكى، تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيداً بالعلاقات المتميزة بين البلدين، ومؤكدًا حرص الولايات المتحدة على تطويرها، كما أكد على أهمية العمل على تعزيز توافق الرؤى إزاء سبل دفع العلاقات بين مصر، والولايات المتحدة، بهدف تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.

وكذلك أكد الرئيس السيسى، أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية عمل الجانبين الدؤوب والمستمر للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها، انطلاقاً من الاقتناع بمردودها الكبير والمهم على مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى دورها فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

الاتصال السادس بين السيسى وترامب فى 5 ديسمبر 2017