فى عيد ميلاده..جيم كارى محارب الاكتئاب..وصاحب مسيرة فنية طويلة بلا أوسكار
ياسمين جمال
الأربعاء، 17 يناير 2018 03:30 م
مجرد ذكر اسمه أمامك يجعلك فى لحظة تراجع قائمة طويلة من الأفلام التى صنعت مجده وصنعت أيضا سنوات هامة فى حياتنا، ربما ارتبطت طفولتك بواحد من أفلامه يوما، وربما كان مشوار حياته ملهما لك فهو ابن برج الجدى الدءوب والمثابر المتمسك بحلمه وهدفه، ففى كل الأحوال ستجده بداخلك، متربعا على عرش قلبك، لذلك لم يكن من الوارد أن يمر يوم ميلاده دون أن نتحدث عن "جيم كارى".
عشق الفن منذ صغره، كغيره من الكثير من الفنانين، إلا انه تمسك بحلمه وتمسك أيضا والداه بهذا الحلم فهو ابن رجل يعشق الموسيقى وبالرغم من أن والدته كان ربة منزل إلا أنها كانت تدرك جيدا أن عشق كارى للفن هو مستقبله المشرق الذى ينتظره، إلا أن الحياة ليست وردية فهى دائما تفاجئك وربما تصفعك صفعة قوية تجعلك تقف فى مكانك دون أى خطوة واحدة للأمام، وهو ما حدث مع الموهوب الصغير فى ذلك الوقت فبعد مرور وقت من قيام والده بتوصيله كل يوم إلى تورنتو لتقديم إحدى عروض الكوميدية التى لم تلق نجاحا فى ذلك الوقت، فكان الفشل أول صفعة من الحياة على وجهه أثارت شكوكه فى قدراته، لتأتى ثانى صفعة وهى عدم قدرة عائلته على الاستمرار فى دعم طموحه نظرا للحالة المادية الصعبة.
ونظرا لكون الحياة لا تبقى على حالها، فسرعان ما تبدلت أوضاع عائلته لتنتقل الاسرة لمنزل جديد، ليعاود من جديد المشاركة فى العروض الكوميدية وتفتح الشهرة أبوابها له، ليقرر الكوميديان الشهير رودنى دانجيرفيلد أن يفتتح به جولته الكوميدية، واصطحاب كارى من تورنتو التى ولد وتربى بها إلى لاس فيجاس، ليتغير مسار حياته.
الطبع تدرك الآن، أن الحياة تمنح من يحاول ويتمسك بحلمه الفرصة رغمصفعاتها له، ليبدأ إنطلاقته فى عالم الشهرة من هوليود وتحديدا فى عام 1994 من خلال فيلم Dump And Dumper، الذى بلغت إيراداته حينها نحو 270 مليون دولار، ومن ثم فيلم The Mask الذى كان جزءا من طفولة الكثير وحتى اليوم، فالفيلم يحتل مكانة خاصة فى قلوب المشاهدين، ورشح عنه للمرة الاولى لجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل.
توالت أعمال كارى عاما بعد الآخر حتى عام 1998 بعد ان قدم فيلمه «Truman Show» الذى حصد نحو 264 مليون دولار، وتوقع الكثير أنه سيرشح للأوسكار عن هذا الفيلم، إلا إنه فقط حاز على جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل.
وبعيدا عن السينما وبالنظر لكارى عن قرب، فتجده شخصا ملهما لك بشكل كبير، فظل لسنوات طويلة يحارب مرض الاكتئاب الأمر الذى دفع للخضوع لجلسات التأمل التى أصبح مؤمنا بها وبتأثيرها.