اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:55 ص

الكاتب الصحفى خالد صلاح

خالد صلاح يكتب: المرأة السعودية فى الاستاد.. الإصلاحات فى المملكة تتم بخطى واثقة لصالح الشعب.. وعلى السعوديات الدفاع عن هذه الخطوات التاريخية وألا يتركن الذئاب الخبيثة تفسد فرحتهن

الأربعاء، 10 يناير 2018 09:00 ص

 
التحولات التاريخية فى حياة المرأة السعودية يجب أن تكون فى حماية نساء المملكة أنفسهن، فهذه حياة أخرى تولد من جديد، وشجاعة غير مسبوقة من الأمير محمد بن سلمان فى الإقدام على ما كان يظن البعض أنه ضرب من الخيال، ومعجزة لا يمكن أن تتحقق، أقول هنا إن هذه التحولات يجب أن تحظى بحماية المرأة السعودية نفسها، إذ لا يخفى على أحد أن أهل الشر فى كل بقاع الأرض يحاولون تشويه هذه الإصلاحات الاجتماعية الشاملة بطرائق شتى، وتسعى قوى متطرفة لتحريف الكلم عن مواضعه بالباطل، بينما تمضى هذه الإصلاحات بخطى واثقة ولصالح الشعب السعودى ومستقبل المملكة.
 
ابتهجت شخصيا بخطوة تاريخية أخرى، أقدمت عليها الهيئة العامة للرياضة فى السعودية، إذ سيتم السماح للمرة الأولى للمرأة السعودية بالمشاركة بتشجيع فرق كرة القدم داخل الاستادات الرياضية، بعدما كانت النساء السعوديات محرومات من هذه البهجة، ويعوضن غيابهن عن الملاعب الرياضية من خلال شاشات العرض العملاقة فى المولات التجارية أو فى الكافيهات بالمدن المختلفة، الآن، وفى تحول شجاع آخر تم الإعلان عن تجهيزات خاصة لمشاركة المرأة يوم الجمعة المقبل فى مباراة النادى الأهلى والباطن، وهى المباراة التى تقام على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية فى جدة، كما سيشهد لقاء الكلاسيكو بين نادى الهلال ونادى الاتحاد مشاركة ثانية للمشجعات السعوديات، وهى المباراة التى تقول الصحف السعودية إنها ستقام على ملعب الملك فهد فى الرياض.
 
هذه المشاركات الرياضية غير المسبوقة تؤكد لقوى الشر التى تضلل الناس بمعلومات وتحليلات مكذوبة حول الإصلاحات فى المملكة، أن ما أقدم عليه الأمير محمد بن سلمان كان قرارا مدروسا ومخططا بعناية، ولا يخضع لعوامل التعرية الفكرية والهجمات المتطرفة التى تشوه الحراك الاجتماعى فى السعودية، ولا يخضع لابتزاز المتشددين الذين ورثوا أفكارا بالية عذبوا بها الأمة لسنوات، وحرموا خلالها نصف المجتمع السعودى من المشاركة بفاعلية فى الحياة العامة.
 
أتذكر مثلا أننى شاهدت الكثير من المشجعات السعوديات فى ملاعب كرة القدم بلندن، عندما كانت الأندية الكبرى تنقل مبارياتها إلى هناك لتشارك السعوديات فى تشجيع أنديتهن المحببة بلا قيود وبلا تعقيدات قانونية أو اجتماعية، كانت المرأة السعودية تحتفل فى هذه المناسبات الكبرى على أرض غريبة، وتضطر العائلات لحجز تذاكر طيران باهظة الثمن، متوجهة إلى فنادق فى العاصمة البريطانية لتشارك هذه الفرحة، ولتسعد العائلة السعودية بكاملها بالاحتفالات الكروية. الآن، يؤكد التوجه الجديد أن له آثارا اقتصادية أيضا فى توفير النفقات على الأسرة السعودية، وتحديد أماكن مخصصة للعائلات فى طابق مستقل داخل الاستادات الرياضية، لتشارك العائلة بكاملها فى التشجيع.
 
هذه الفرحة لها من يكرهها، ولها من يعاديها، وكلنا يعلم من هى الأيدى التى تتحرك لتهاجم هذا التطور على شبكات التواصل الاجتماعى أو فى بعض المحطات التليفزيونية الموجهة، ولذلك أدعو كل إخوتى وبناتى من نساء المملكة ألا يترددن فى الدفاع عن هذه الخطوات التاريخية، وألا يتركن الذئاب الخبيثة تفسد فرحتهن أو لقوى التطرف أن تراكم صورة ذهنية سلبية عن كل هذه الإصلاحات.
 
افرحن بما آتاكن الله من بهجة وسعادة وإصلاح، افرحن باسم الوطن السعودى، وباسم الدين الإسلامى الذى أبدا لم يحرم الناس من سعادتهم، ولم يمنع المرأة من المشاركة.
 
 افرحن.. واحمين هذه الفرحة من الخبث والخبائث.