اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 12:49 م

كريم عبدالسلام

مسخرة «تنظيم الحمدين» فى قطر

بقلم - كريم عبدالسلام الأحد، 10 سبتمبر 2017 03:00 م

مقالب ومساخر تنظيم الحمدين فى قطر لا تتوقف، فالتنظيم الذى يدير الدويلة يتصور أنه مادام مدعوما من تل أبيب وأنقرة وقادرا على شراء بعض الأصوات فى الإدارة الأمريكية إلى حين، يستطيع لعب الاستغماية مع الدول العربية الكبرى والمراوغة على طريقة الإسرائيليين فى مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التى لم تكتمل أبدا!
 
تنظيم الحمدين يتعامل مثلا مع الكويت بمنطق المظلومية والرغبة فى الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات مع الرباعى العربى لمناقشة المطالب الثلاثة عشر، التى أعلنتها دول الرباعى لوقف دعم الإرهاب والتدخل بمصالح الدول العربية والإضرار بأمنها وسلامتها، وكذا وقف التدخل السافر فى شؤونها، لكنه يسعى باستمرار إلى إحراج الكويت والاستهانة بالدور العروبى الذى تبذله للوساطة فى هذا الملف بهدف الحفاظ على وحدة الصف وعدم تفاقم الأوضاع، فكان أن سرب تنظيم الحمدين المطالب الثلاثة عشر للرباعى العربى قبل إعلانها رسميا، وعندما تقدم برد رافض لهذه المطالب بعد المهلة التى حددتها دول الرباعى، سارع وطلب من أمير الكويت قبل زيارته لواشنطن العودة إلى الحوار والموافقة على المطالب.
 
وعندما أعلن أمير الكويت فى مؤتمر صحفى مع الرئيس ترامب موافقة تنظيم الحمدين على مطالب الرباعى العربى والالتزام باتفاقية الرياض وملحقها التكميل، خرج وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن ليعلن فى تصريحات صحفية أن المطالب الثلاثة عشر تمس السيادة القطرية ولا يمكن الموافقة عليها، متناسيا أنه والعصابة الحاكمة فى الدوحة يمولون أعمالا إرهابية وعدائية تخترق سيادة وأمن الكثير من الدول العربية وفى مقدمتها دول الرباعى العربى.
 
ألاعيب تنظيم الحمدين لا تنتهى، فهو يدفع مئات الملايين من الدولارات لشركات العلاقات العامة الأمريكية والأوربية، لتحسين صورته من دولة داعمة للإرهاب ومتورطة فى تسليح الميليشيات والجماعات المتطرفة من أوربا إلى أفريقيا وآسيا، إلى دولة مظلومة تتعرض لتهديدات عسكرية واحتمالات غزو من دول الرباعى العربى، الأمر الذى يضطرها - وفق المنهج الإسرائيلى الذى تعمل به - إلى استقدام جيوش من الدول الصديقة «تركيا وإيران» إضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية، لضمان سلامتها فى مواجهة التهديدات العسكرية، وهو ما نفته بشكل قاطع الدول الأربع فى بيانها الأخير، حيث أعلنت أن الخيار العسكرى ليس مطروحا فى مواجهة الأزمة مع تنظيم الحمدين.
 
آخر حلقات مساخر تنظيم الحمدين تحققت بعد أمر ترامب بضرورة التزام قطر بأهداف قمة الرياض، فسرعان ما أجرى تميم بن حمد اتصالا بولى العهد السعودى محمد بن سلمان يجدد فيه رغبته فى الحوار مع دول الرباعى ومناقشة سبل تنفيذ المطالب الثلاثة عشر بما يضمن مصالح الجميع، وفور بث وكالة الأنباء السعودية النبأ، خرجت وكالة الأنباء القطرية لتحرف نص المكالمة وتزعم أن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان طلب من تميم الموافقة على تكليف مبعوثين من كل دولة لبحث الأمور الخلافية بما لا يتعارض مع سيادة الدول، وهو ما وافق عليه تميم، مما أدى إلى إعلان الخارجية السعودية أنها ليس لديها استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق ووقف أى تواصل معها حتى تصدر بيانا واضحا تعلن فيه الحقيقة!
 
لكن هل يمكن أن يعترف تنظيم الحمدين بالحقيقة؟ وهل يتجرأ هذا التنظيم الصهيونى على إعلانها؟ أشك كثيرا أن يفعل فى الحاضر أو المستقبل إلى أن يزول نهائيا.