اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 01:20 ص

يحيى الفخراني داخل حي غرب

"الوقاية خير" شعار يحيى الفخرانى قبل انهيار منزله الآيل للسقوط على رأس الأهالى.. والسكان: هناك تقاليد متبعة ولم يتفاوض أحد معنا على ترك البيت.. والجيران يروون لـ"اليوم السابع" ذكرياتهم مع الفنان

الدقهلية ـ محمد حيزة الإثنين، 07 أغسطس 2017 06:42 م

"الوقاية خير" شعار رفعه الفنان يحيى الفخرانى، بعد أن تقدم بطلب للمهندسة منال عظية، لتنفيذ قرار الإزالة الصادر ضد منزله رقم 11 بشارع عفيفى المتفرع من شارع الثانوية، والقريب من المنزل المنهار الأسبوع الماضى، بشارع بسيم بالمنصورة، وعلل أنه لم يرد هدم البيت منذ هذا التاريخ بسبب أن ذكريات الطفولة التى كانت فى البيت لا يريد محوها.

المنزل رقم 11 والذى تربى فيه "الفخرانى” مكون من 3 طوابق طابق أرضى، وطابقين علويين به 4 شقق، جميعها مؤجرة إيجار قديم، بمبلغ 12 جنيه شهريا، يسددها السكان من خلال رقم حساب الفنان فى البنك.

شارع الثانوية بمدينة المنصورة، الذى يقع فيه منزل الفان القدير، يربط بين شارعى المشاية والجلاء، أحد الشوارع الشعبية، والتى تتسم بالرقى، فسكانه هم أصل مدينة المنصورة، ويعتبر قلب المدينة، عاش فيه لفترة طويلة من العمر، وسط جيران وأصدقاء وأهل لا ينسون أبدا ذكرياتهم مع ابنهم، والذى أصبح من أكبر فنانى مصر.

يقول الحاج عثمان محمود البيار، 80 عاما، من سكان شارع الثانوية، ولد يحيى الفخرانى، فى بيت جده لأمه، بشارع الثانوية، فى مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، والذى عاش فيه فترة طفولته، وكان دائم الذهاب لنيل المنصورة، والذى يبعد خطوات من منزل جده الذى نشأ وترعرع فيه.

ويضيف "البيار" كان يحيى الفخرانى طفل "لمض"، وكان دائم المغامرة، وكان يحب دائما أن يكون مميزا عن بقية أقرانه، والأطفال المحيطين به، وكان يسعى لأن يكون مميزا عن جميع الأطفال والجيران، والزملاء فى المدرسة، بأى وسيلة كانت، وكان والداه يساعدانه على ذلك، وعاش سنواته الأولى بشارع الثانوية بمدينة المنصورة، والتى قضى فيها أياما دائما ما يذكرها، ونفرح أنه يذكرها، فى البرامج وشاشات التليفزيون، وهذا أن دل يدل على أصله، وأنه لم ينس أهله، والمكان الذى شكل عقليته، وحياته الأولى.

ويقول رضا السعيد سليمان، 35 عاما، إن والدته كانت تحكى له أن يحيى الفخرانى، كان يلعب معهم فى الشارع، وكان يعيش هنا، ومرت السنوات وانتقل إلى بيت والده فى مدينة ميت غمر، وكان والده رجل صالح، وكان يحب أسرته، ونسايبه جدا جدا، وكان دائم الوجود معهم فى المنصورة، ولسبب أو لآخر، فوجئ أهل الشارع أن والد يحيى يريد أن ينتقل لمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية، ولكنه يبعد عن المنصورة بـ75 كيلومترا، وبالفعل أخذ زوجته، وانتقل وابنهما يحيى إلى ميت غمر، حيث كان يعمل صائغا، وكان له محل لبيع الذهب، وهى مهنة ورثها عن والده، ثم عمل فى تجارة ماكينات الخياطة حتى وفاته، ووالدته كانت من السيدات اللاتى يشهد لهن بالعظمة والطيبة والحب.

ويحكى عثمان محمود البيار، عن والدة الفنان يحيى الفخرانى، أنها لم تكن متعلمة، ولكن كانت من عائلة عريقة، يشهد لهم بالأدب، والأصل، وحب الناس، وكانوا منخرطين فى وسط عائلات الشارع، فى جو من الود والمحبة، حتى بين الأسر الأجنبية التى كانت تعيش فى المنصورة فى هذا الوقت، من اليونان وفرنسا وكافة الجاليات الأجنبية وقتها.

ويضيف "البيار" أن يحيى الفخرانى قضى فترة شبابه فى ميت غمر، ولكنه كان دائم الود والزيارة لجده من أمه، ودائم المكوث فى البيت الذى نشأ فيه فى شارع الثانوية بالمنصورة، حتى التحق بكلية الطب، وانتقل إلى القاهرة حيث كان يدرس، بكلية الطب بجامعة عين شمس".

فيما ظهر بيت الفنان، متهالكا وآيلا للسقوط، وهو على شكل المبانى القديمة، والتى يكثر تواجدها بمدينة المنصورة، مكون من 3 طوابق، طابق أرضى، وطابقين علويين، بعض الشباببيك به مكسرة، ولا يوجد لافتة عليه توضح أنه ملك شخص ما.

وقد تقدم اليوم، الفنان يحيى الفخرانى، بطلب لاستخراج رخصة هدم، للمنزل والصادر بحقه قرار إزالة برقم ٦/٥ /٨٩ لسنة ٢٠٠٦.، حيث أبدى "الفخرانى” خوفه على حياة السكان والمارة بالشارع، وأن تتكرر مأساة عقار شارع الثانوية المنهار، مرة أخرى، وجاء لاستكمال باقى الإجراءات القانونية الخاصة بالعقار بنفسه، وأوضح أنه لم يكن يريد هدمه من ذى قبل، لأن المنزل فيه ذكريات الطفولة، وقام بعض المهندسين بتقييم البيت وقال أنه لا خطورة منه، والمنزل أصلا مغلق، وكان دائما ما يتذكر طفولته فى هذا المكان، والجيران والحياة، وكيفية العيش فى هذه المدينة الصغيرة التى كانت تشع بالفن فى كل مكان وهى مدينة المنصورة، وذكرياته على نيل المنصورة، ثم عودته للمنزل، وسط أهله، كل ذلك منعه من تنفيذ قرار الإزالة منذ 8 سنوات.

التصريحات تلك لم تعجب سكان العقار، حيث أكدوا أنهم استأجروا العقار سنة 1964، من خالة الفنان القدير يحيى الفخرانى، نورجهان عبد العال، والتى كانت مالكة المنزل بعد وفاة والدها، وكان يؤجر عنها المنزل وكيل هو موسى محمد إبراهيم، وقالوا إن "الفخرانى” لم يكن يعيش فى هذا البيت سوى سنوات قليلة، وكان يأتيه زائرا فقط، وإن ملكية البيت آلت إليه عقب وفاة خالته، وأصبح هو الوارث الوحيد لها، وأنه يريد تنفيذ قرار الإزالة فحسب.

وقال أحمد شوقى، أحد سكان العقار، نحن نقيم فى البيت من سنة 1964، وندفع الإيجار شهريا، وكان الإيجار 6 جنيهات، وكان هذا مبلغ كبيرا وقتها، وكانت والدتى تعيش فى البيت وأنا ولدت فيه، ووالدتى حتى كانت تدفع الضريبة العقارية للبيت باعتبارها قيمة فيه، منذ عشرات السنين، هى والسكان وأصبحوا من حائزى العقار، وفقا لقانون الإيجار القديم.

وتابع "شوقى” نحن لا مانع لدينا من إخلاء العقار، ولكن بالشكل القانونى، وهناك طعن مقدم فى المحكمة ضد قرار الإزالة الصادر من 8 سنوات، هذا البيت شهد زلزال عام 1992، ولم يتصدع ولم يتشرخ فيه جدار واحد حتى، وإن كان محتاج ترميم ممكن أن نقوم بترميمه، لكن الإزالة الآن محل نظر فى المحكمة.

وقال أحمد رفعت، أحد الساكن، العقار نحن نعيش فيه من سنوات طويلة، ويحيى الفخرانى، لم يكن يأتى لهذا البيت إلا فى الزيارات، أو أثناء عودته من مدينة رأس البر أثناء فترة المصيف، ولم يأت إلينا ولم يتفاوض معنا، وقد زار العقار قبل شهر وأتى مدة نصف دقيقة، نظر للبيت من الخارج، وانصرف مسرعا، لم يتحدث لأحد ولم يستطع أحد مقابلته.

وقالت أميرة شوقى، إحدى السكان، أنا مقيمة فى المنزل منذ أكثر من 50 عاما، ولم يحدثنى مالك العقار يحيى الفخرانى، بالخروج ولم يتفاوض معنا، وهناك أًصول وتقاليد متبعة، فى مثل هذه الحالات، حينما يكون هناك منزل إيجار قديم، يأتى مالك العقار ويتفاوض مع السكان، من أجل الإخلاء، والتفاوض يكون فى حضور محامين، ولم يفعل أحد معنا ذلك، وأثاثنا وممتلكاتنا موجودة، نعم نحن نخشى من العقار أن ينهار فى أى وقت حسب كلام الحى، ولكن الأمر الأكبر أين نعيش بعد أن تركنا منزلنا الذى نسكن فيه منذ عشرات السنوات.